علاقة الماء بلون الصخور
===============
إن من آيات الإعجاز العلمي المتعلقة بالماء قول الله جل جلاله
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا
وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ
وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
لاحظ ورود اختلاف ألوان الجبال في ثلاث فقرات في هذه الآية
و لنعود للعلم و رأية
===========
آخر الأبحاث العلمية في مجال الصخورهو بحثآ مطولاً لا يسعنا الإبحار فية هنا
و لكن ملخصه أن ألوان الصخور هي نتاج ألوان المعادن المكونة لها
وأن ألوان المعادن نتاج تركيبها العنصري وبيئتها وتفاعلها مع الماء
فالماء هو العامل الحاسم في تلوين صخور الجبال
لذلك فعند قولة تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
قد يعجب الإنسان من علاقة إنزال الماء من السماء باختلاف ألوان الجبال
و ظل المفسرون يعجبون لهذا فترة طويلة من السنين
حتى جاء بحثآ مطولآ ومعقدآ جداً عن الماء
هذا العنصر الحيوي ، والذي يعد من أعلى العناصر المذيبة والفعالة
تبين أنه هو العامل الحاسم في تلوين الجبال
التي تأخذ ألوانها من ألوان معادنها التي تشترك في بنيتها
والمعادن تتلون بقدر أكسدتها
حيث إن الماء له علاقة بهذه الأكسدة
فتنفصل زرات الأكسجين عن الهيدروجين مسببة التأكسد
فإذا كان المعدن الأكثر نسبة في هذة الصخور هو الحديد ... تكون أكسيد الحديدوز
و إذا كان النحاس تكونت أكاسيدة و هكذا مع كل معدن
و كل أكسيد لمعدن يختلف لونة عن الأكسيد الآخر
و على هذا فإن أهم عوامل تلوين صخور الجبال ، واختلاف ألوانها
من جبال كالغرابيب السود، وجبال جدد بيض ، وحمر مختلف ألوانها يعود إلى الماء ..
أترون أحبتي في الله عظمة قرآننا ؟؟؟؟؟
كلما تقدم العلم كشف عن جانب من إعجاز القرآن الكريم العلمي
هذا من أجل أن نعلم علم اليقين أن الذي أنزل هذا القرآن هو الذي خلق الأكوان
وأن هذا التوافق بين معطيات العلم، وبين معطيات الوحي هو منطقي إلى درجة قطعية
لأن الوحي كلام الله، الفطرة السليمة غير المشوهة، وخطوط الواقع الموضوعي غير المزور
فلا بد أن نعلم علم اليقين أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن
بل و أن نثبت للعالم هذا و لو أنهم يعرفونة و ليسوا في حاجة لإثبات
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية
يقول تعالى منبهاً على كمال قدرته في خلق الأشياء المتنوعة المختلفة من الشيء الواحد وهو الماء
الذي ينزله من السماء ، يخرج به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها ، وطعومها ، وروائحها
كما قال تعالى في الآية الأخرى
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4)
في النهاية أحبتي لنعلم جميعآ أن العلم هو ما يثبت إعجاز قرآننا
و لهذا نجد الله تعالى في نهاية الآية يختمها بقولة عز وجل
كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
و بالنظر لكلمة إنما في اللغة نجد أنها تفيد القصر والحصر
أي أنة ما لم تطلب العلم فلا سبيل إلى أن تخشى الله
فإن أردت أن تخشى الله الخشية الحقيقية فلا بد من طلب العلم
لأن الله عز وجل يقول : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )
أي أن العلماء وحدهم يخشون الله ، ولا أحد سواهم
كيف لا و نحن نرى العلم كل يوم يأتي بدليل جديد و برهان
يثبت أن هذا القرآن لم يأتي إلا بكل ما يوافق العقل و الفطرة و العلم
ما أعظمك يا قرآننا و ما أجل الله تعالى منزل هذا الكتاب
و ما أعلاك منزلة يا الحبيب المصطفى أن خصك الله بتبليغة
إنتظروا يا إخواني الأجزاء القادمة
و إدعوا لأخيكم الأسد بظهر الغيب بالهداية
خالص إحترامااااتي للجميع
و جازاة الله خيرآ كل من قرأ و تدبر
الموضوع الاصلي
من روعة الكون