وطني حبيبي اعتذر منك
لم اكن اعرف ان فراقك سيقتلني يوما
وطني اتوق لذرات ترابك لاقبلها فاين هي مني حفنة من حبات رملك
اعذرني ربما لم استطع ان اقدرك حق تقديرك حينما رحلت عنك
اقسم بكل الاديان السماوية باني قلبي وروحي لم تزل فيك ولم ترحل عنك يوما
فقط هو الجسد الذي رحل سامحني لاني لم اعرف كيف اشتم رائحة زهورك الجبلية
سامحني فأنا ايضا لم اعرف كيف ازين ضفائر شعري الذهبيية بأكاليل من أوراقك
سامحني لانني لم اعرف طعم مياهك العذبة ولم استشعر دفا شمسك عند الاصيل
لعلي لم ابصر الا بعدما ابعدتني السنون عنك
اتوسل اليك ياوطني ان تسامحني
كنت غضة كما كنت نقية كنت صغيرة بالسن لكن احلامي كانت كبيرة
وطني الحبيب اعذرني يا احلى الاماكن بقلبي اجل لاتزال عندي حاراتك الضيقة احلى الاماكن ولاتزال شوارعك المتعرجة احلى الشوارع
عشت المدنية كما لم تعشها امرأة من بلدي وعبرت بحورا وبرورا
وزرت فللا وقصورا
لكنك لا تزال الاجمل في قلبي
اطلب منك ان تسامحني مع علمي ويقيني بانه من حقك ان لاتسامحني
لكنني ارجوك ان تغفر لي هجري لك يا اغلى حبيب
حضنتني ورعيتني وكبرت فيك
ابصرت النور في حدائقك كنت ارى انعكاس النور على الاوراق الندية
لم اقدر هذا النور حق قدره ربما
اخذني بريق اخر وهوس اخر
لكنني اخطأت اجل اخطات
منذ سنين وانا ارغب بالاعتراف بهذا الخطأ امامك ما كان ينبغي لي ان اهجرك
واخلع ثوبي ونعلي وارحل
في كل مرة كنت ارغب فيها بالاعتراف كنت اخاف من الوقوف بين يديك ومواجهتك
لكنني الان اعترف لك ياوطني وأمام الالاف بانني اخطأت في حقك
لست اعرف كيف يجب ان اوفيك حقك
لكن ارجوك ان تسامحني لانني تركتك ولم ابقى عند اقدامك
اطلب من كل شابة وشابة ان يستشعر بمعاناتي ويتعظ من تجربتي وان يتمسك بوطنه ولايرحل منه الا الى القبر فثرى الوطن ادفى من قصور الكون كله
اهدي هذه الكلمات الصاقة البسيطة الى وطني سوريا
الموضوع الاصلي
من روعة الكون