اخوانى واخواتى فى الله
تسع وسائل لتصنعين عالما
اقدك لكم منة خمس وسائل والاربعة الباقين فى الجزء الثانى حتى تستطيعون ان تقرا بتمعن ولا تملو
كيف تصنعين عالماً ؟
أضع لكِ أختي المسلمة بعض الوسائل التي تساعدك في صناعة العلماء :
الوسيلة الأولى :
الــدعـاء : لأنـه سـنة الأنبيـاء وجالب كل خـير.
ولقد دعا النبي rيدنا عبد الله بن عباس لما رأى ما يدل على ذكائه فدعا له ((اللهم فق في الدين وعلمه التأويل)).
وهكذا بلغ حَبْر الأمة ابن عباس مكانته التي نالها بدعوة من رسول الله r. فعليك يا أختاه بالدعاء لأولادك وبناتك أ، يرزقهم الله العلم النافع والعمل الصالح ولا تستهيني بالدعاء فمن لنا غير الله.
أتـــهـــزأ بـــالــدعــاء وتــــزدريــــه
ومــا تـدري بـمـا صـنـعَ الــدعــاءُ
سـهــــامُ الـلــيــل لا تُــخــْطِي ولـكن
لـــهـــا أمــــدٌ ولـــــلأمــد انــــقــضـــــــاءُ
الوسيلة الثانية :
غَرسْ حب العلم في نفس الطفل وتعليمه في الصغر.
وتعليم الطفل في الصغر أهم وسيلة لتعويده طلب العلم وغرس حب العلم في نفسه .
قال الأستاذ محمد الصباغ : ((سمعت من الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله أن رجلاً جاء يسترشد لتربية ابن له أو بنت وُلِدت حديثاً فسأله كم عمرها ؟،
قال : شهر ، قال : فاتك القطار ، وقال : كنت أظن في بادئ الأمر أني مبالغ ثم عندما نظرت وجدت أن ما قلته الحق وذلك أن الولد يبكي فتعطيه أمه الثدي فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد ويكبر على هذا ، فإذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن يظن أن البكاء والصراخ يوصله إلى حقه "
وقال ابن عباس: (( من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبياً )).
وقال عبد الله بن مسعود: (( تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه )).
وعن الحسن قال: ((طلب الحديث في الصِّغر كالنقش في الحجر)).
ويجب أن تغرس في نفس الطفل حب العلم من الصغر وأنهم سبب للفضل و الرفعة في الدنيا و الآخرة مما رواه أبو إسحاق : كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عُنُقُه داخلاً في بدنه وكان منكباه خارجين كأنهما زُجَّان فقالت له أمه : يا بني لا تكون في قوم إلا كنت المضحوك منه المسخور به فعليك بطلب العلم فإنّه يرفعك قال : فطلب العلم قال : (( فَوُلِّي قضاء مكة عشرين سنة ، قال : فكان الخصم إذا جلس بين يديه يُرْعَدُ حتى يقوم))
وهكذا حرصت تلك المرأة المسلمة على صناعة ذلك العلم وغرست في نفسه حب العلم ليكون له الفضل في الدنيا والآخرة.
ولقد حرص الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث على تعليم الصغار فهذا الحسن يقو ل: (( قدموا إلينا أحداثكم فإنهم أفرغ قلوباً وأحفظ لما سمعوا)).
وهذا سعيد بن رحمة الأصبحي يقول: (( كنت أسبق إلى مجلس عبد الله بن المبارك بليل معي أقراني لا يسبقني أحد ويجيء هو مع الأشياخ فقيل له : قد غلبنا عليك هؤلاء عسى الله أن يبلغ بهم ))
وهكذا علينا غرس حب العلم وتعليم الأطفال في الصغر، حتى إذا ترسخ ذلك في عقولهم وأنفسهم طلبه الطفل طلباً ذاتياً وتحمل فيه الصعاب والمشاق وسهر الليالي في سبيله دون إلحاح والوالدين.
الوسلة الثالثة:
حفظ الطفل قسم من القرآن والسنة:
وعليك يا أختي المسلمة بتحفيظ طفلك القرآن الذي سيكون النور الذي سيضيء له طريق العلم والفلاح، فحفظ القرآن ودراسته في الصغر أصل من أصول الدين.
قال الحافظ السيوطي ))تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام فينشأون على الفطرة ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها وسوادها بأكدار المعصية والضلال))
وهكذا فإن للقرآن تأثير سحري يدفع الطفل في كل أبواب الخير، والطفل أقوى الناس صفاء وفطرته ما زالت نقية لذلك يجب أن نحرص على حفظ الطفل القرآن في الصغر . ولنا في علمائنا الصالحين خير سلف فقد حفظ الشافعي القرآن وهو ابن ست سنين أو سبع سنين .
وقال الإمام الشافعي رحمة الله : ((من تعلم القرآن الكريم عظمت قيمته ، ومن نظر في الفقه نيل قدره ، ومن كتب الحديث قويت حجته))
وكما نحرص على تعليمه القرآن يجب أن تغرس في الطفل حب السنة ونحثه على تطبيقها وحفظ اليسير من الحديث. فالقرآن والسنة من أهم الأسس التي تُكَوّن عقلية الطفل وهما مصدر إشعاع العلوم ، ينيران العقل ويقوياه وإليكِ نموذجاً في حفظ الطفل للحديث واعتنائهم به . قال البخاري: ((ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكُتّاب فيل له : كم أتى عليك إذ ذاك فقال : عشر سنين أو أقل ثم خرجت من الكتاب فجعلت أختلف إلى الدِّاخلي وغيره فقال يوماً: فيما كان يقرأ الناس ــ سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم ــ فقلت إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم فانتهرني فقلت له : ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل فنظر فيه ثم رجع فقال: كيف هو يا غلام ؟
فقلت: هو الزبير وهو ابن عدي عن إبراهيم فأخذ القلم وأصلح كتابه)).
الوسيلة الرابعة: العمل على الاكتشاف المبكر لمواهب الطفل وتوجيا
إن علامات النجابة ومخايل العبقرة تظهر في الصغر حتى لا يكاد يشك ذو فراسة وإيمان صادق في صيرورة صاحبها إلى ذرا العلا والتربع على قمة المجد في العلم.
ولذلك ينبغي محاولة اكتشاف المجال الذي يتفوق فيه الطفل ويحبه وتوجي إليه، فبعد حفظ القرآن الكريم والسنة المطهرة واليسير من العلوم النافعة ، نعمل عل تخصيص الطفل في المجال الذي يتفوق فيه .
ولقد سار السلف على هذه القاعدة ومن ذلك أن الإمام البخاري في أول أمره يحاول تعلم الفقه والتبحر فيه فقال له محمد بن الحسن: ((اذهب واشتغل بعلم الحديث)) عندما رآه مناسباً لقدراته وأليق به وأقرب إليه وقد أطاعه البخاري ومن ثم صار على رأس المحدثين بل وإمامهم )).
وروي أن يونس بن حبيب كان يتردد على الخليل بن أحمد الفراهيدي ليتعلم منه العروض والشعر فصعب ذلك عليه فقال له الخليل يوماً: من أي بحر قول الشاعر:
إذا لــم تـستــطــع شــيــئـاً فَــدَعْــهُ
وجـــاوزه إلــى مــا تــسـتـطــيــع
ولما عجز يونس بن حبيت عن الإجابة طالبه الخليل بن أحمد بتنفيذ الشطر الثاني من بيت الشعر محل السؤال.
وهكذا فعلى الأم المسلمة مراعاة ميول طفلها وتوجي إلى أنسب الأمور
الوسيلة الخامسة: اختيار المعلم الصالح والمَدْرَسَةِ الصالحة ، وعلى الأم المسلمة أن تختار المعلم الصالح القادر على صياغة طفلها ومساعدتها في صناعته كعالم ، بحيث يكون في هذا المعلم كل شروط القدرة. وهذا غير مُيسر في هذه الأيام ولذلك علينا بأن تختار المَدْرَسَة الصالحة التي تغرس في الطفل حب الإسلام وحب القرآن والسنة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون