ا كبريائي . . دمّر حياتي !!
المؤلف مهذب
بعد أن انتهينا من رحلة ماتعة أنا وزوجي وابنتي " رشا " وخادمتنا ( الهادئة ) ركبنا السيارة لنكمل بقيّة متعة هذه الرحلة في قضاء الطريق بأحاديث أقضيها أنا وزوجي أبادله ويبادلني . .
وفي لحظة ..
اختلفت مع زوجي في رأي ما !!
واحتدم النقاش . . وبعد الهدوء عصفت الرياح بضجيج الأصوات !!
هو لا يريد أن يتنازل عن رايه كون أنه الرجل وله شخصيته كرجل !!
وانا أصريت على راي كنوع من الانتصار للنفس ، وربطت الأمر بكونه إهانة لكرامتي !!
قضينا قرابة النصف ساعة في الطريق ونحن في صمت رهيب . . لا أحد يكلّم الاخر ، كان ينتظر منّي أن اقول له ( أعذرني ) . . وكنتُ اقاتل نفسي في داخلي أن لا الين واهين كرامتي !!
وصلنا البيت . .
أنزل زوجي الأغراض . . ساعدته الخادمة !!
بقي في غرفته ينتظر منّي أن ادخل عليه فأمسح النقطة التي عكّرت صفو رحلتي مع زوجي !!
لكنّي لم اكن أستطيع لإقاوم كبرياء نفسي !!
مرّ اليوم الأول والثاني والثالث . . والحال يزداد سوءاً وتشنّجاً . .
كل شيء يريده يطلبه من الخادمة . . حتى طلبات البيت وأغراضه يشتريها ليسلمها للخادمة !!
أعرف أن زوجي يكاد يحترق في داخله من هذا الحال ، ويتمنّى لو ان له نفساً أخرى تحطّم هذا الشبح الذي جثم عليه !!
وكذلك أنا . . أعاني مرّ الليالي .. وقسوة الأيام . . وأنا أتقلّب على فراش من جمر ( الكبرياء ) لا اريد ان أعتذر إليه ولو بنصف كلمة !!
لكن . . حدث ما لم يكن في الحسبان !!
زوجي وبحكم تعامله مع الخادمة في كل شأنه ، بدأت علاقته تقوى بهذه الخادمة !!
كنت أراه يضحك لها . . وربما مازحها !!
فرابني في نفسي شيء !!
استيقظت في ليلة من الليالي ( السود ) . . لأجد وكأن شيح زوجي يخرج من غرفة الخادمة ..
ركضت . .
دخلت على الخادمة . .
كلمتها ..
هددتها ..
صرخت في وجا . .
فاعترفت لي بأن زوجها كان معها على ( اختلاء ) !!
وكانت هي تسقيه كأس ( الخمر ) الذي تأتي به من أحد بني جنسها !!
لم أكد أصدّق ما يحدث . .
في لحظات . . رجال الهيئة يداهمون المنزل .. ويقتادون الخادمة على أنها ( عضو ) في خليّة لصناعة وترويج الخمور !!
وقبض على زوجي معهم . .
حينها طلقني زوجي . .
خرج زوجي من البيت إلى السجن !!
وخرجت أنا إلى بيت أهلي وأنا أحمل على صدري صغيرتي " رشا " وبين أحشائي جنين ينبض بالحياة !!
تابعت أحوال زوجي ( طليقي ) تدهورت أحواله العملية ولاجتماعية . . !!
ساءت أحواله في عمله .. وفُصل ..
تزوج من ثانية وثالثة ورابعة ولم ينجح . . !!
وبقيت أنا حبيسة بيت أهلي أهدهد بين حضني زهرتين من زهور الحياة !!
حينها . . شعرت بأنّي أنا القاتل والقتيل !!
يوم أن قتلت في زوجي " إنسانيته " بكبريائي !!
وقتلت طموح حياتي . . لمجرد أن لا أقول " كلمة " !!
: : : : * : : : : * : : : : : * : : : : * : : : : * : : : : : *
التعليق :
قرأت هذه القصّة في مجلة من المجلات .. وصغتها بصياغة أقرب إلى صياغة صاحبة القصة . .
قرأت في حروفها كل معاني الألم الذي لا أمل فيه !!
إنها وربي كارثة يوم يعيش الزوجان في بيت واحد يفضي كل واحد منهما للآخر ثم إن كل واحد منهما يشعر أن كرامته مستقلّة عن كرامة الطرف الآخر !!
إن كرامة الزوجة هي كرامة الزوج ، وكرامة الزوج هي كرامة الزوجة .. فلا معنى لسقوط الكرامة بين الزوجين عند الاعتذار !!
إن على الزوج أن يحفظ لزوجته كرامتها فلا يحوجها لمثل هذا الشعور ، كما أن على الزوجة أن تعترف بأن كرامتها من كرامة زوجها فلا عيب بين الأزواج !!
حبيبي أنت يا رسول الله يوم قلت : " ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ "
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : " الودود الولود التي أن ظلمت أو ظلمت قالت هذه ناصيتي بيدك لا أذوق غمضا حتى ترضى " .
إنها الحياة التي تجعل من شخصين شخصاً واحدا وروحاً واحدة ونفسا واحدة . .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون