.. حبيبتي ..
دائما ما كنت
أبحثُ عن أمكنة تأويني من سطوة أفكاري
أبحثُ عن جملةٍ واحده تتفيأ ظل الكلمات
وتبقى إلى الأبد
..
.
كنت دائماً
أبحثُ عنكِ وسطَ جرحي وبينَ هتافي
أخبريني عن هتافٍ وسطَ فراغ
أخبريني عن خضرةٍ ومطر عنوانهما أنتِ
حدثيني يا قطعة سكر تتجدد كلما تذوب أكثر
هل من الممكن أن أحرض نجمة واحده تكفي لمداعبة القمر
وأنظر بعيني كيف هي الكلمات تهبط طوعاً
إلى أحضان الأمل
ماذا يمكنني أن أعطيكِ أكثر
ماذا يمكنني
خذي ما تشائين يا قمري فليس لي حاجة
بما أملك
لأنني ما عدتُ أملكُ شيئاً سواكِ
وإن أردتي خذيكِ مني
ولكن بعد أن أفرغ في عينيكِ صمتي وأنشد لحن السنين
التي أخذت مني ما أرادت وتركتني دونكِ يوماً لحظة ما
..
.
.. حبيبتي ..
أحساس القلم يأخذني إلى أبعد حدود الصمت
ويراود يدي عن رجفتها في أن يمسكه
ويصمم عنف ارتياده دفء الورق
وحينما تساورني الفكرة يبدأُ دون تردد هذيانه المعتاد
وأنتظر .. وتأتين وتذهبين .. وتأتين مرةً أخرى
وتنتظرين معي لكي يفرغ هذيانه على ورق الاشتياق
فلا أجدُ سواكِ
وقد أحسنتي المكوث في مكان ٍ أحبه رغم عذابي
ورغم ما أملكُ من صبرٍ على الكتابة
أجدُ نفسي وقد تعشقت الحروف فيما بينها
لاجدكِ حاضرة في قلبي وبينَ أوراقي
وتحت المطر
وعند عطش السنين أجدكِ هناك عند ساحل الخوف
تتلعثمين خطوة الفزع وتتأملين
رشفة أخرى
علها تكون بداية النجاة
ولكن هناك ثمة شئ يلملمُ أشياءه المتناثرة
ويرحل
ربما هو قهر السنين الذي حرمني منكِ طويلاً
وجعل دربي مظلماً دونكِ
..
.
.. حبيبتي ..
لا تنظرين إلى الوراء
فنداءي لا زال فتياً وثورتهُ معلنةٌ أمامكِ
دون خوف ودون وجل
وها أنا أنذرُ لكِ عمري؛ قلمي؛ إحساسي
يا من ملكتي قلبي
يا من سكنتِ عيوني
لا تبتعدي عني .... لأنني أحبكِ
أحبكِ أكثر
لا تبعدي عني
فأولُ جرحي غفى وسط السطور
وآخرهُ استفاق على ملحِ أمواجِ الزمن
لا تبتعدي
أنا هنا ألملمُ فيكِ ترانيم عشقي
وأبدأ رحلتي من جديد
أرى أجنحة الكلام ترفرفُ فوق سطوري
فتقفُ السطور بأكملها احتراما لمنطق الأصلاء
أني أعشق
ومن أعشقهُ هوَ أنتي يا ريحانة عمري
يا من تسرين في عروقي كدمي
لما خوفكِ المكرر هذا
لماذا ترقبيني من بعيد وأنتي حاضرة معي
أعشقُ فيكِ الأمل
أعشقُ فيكِ الليل الذي ذاب في عيونكِ
أعشقُ فيكِ حتى الكلام
أعشقُ فيكِ العشق
تعالي لأهديكِ ما خطهُ القلم من وحي عينيكِ
إلى أي مكان أصلُ إليه أو قد لا أصل
المسألة أكبر من ذلك
.. حبيبتي ..
عندما تقلبين الأوراق جيداً
ستجديني عند أول سطر قد تركتُ مساحة
للأخطاء الأملائيه
وقميصاً للمطر
تتهافتُ عليكِ أفكاري كقطرات المطر
وأشتق منكِ ذكرياتي وأنادي اشتياقي للهفة عيونكِ الحالمة
وتتمردين مرة أخرى كأنكِ نفسي
وإلهام ذاتي تتهافتُ مسرعةً وكأنها دررٌ بين ثنايا
خافقيكِ
ويتلوها عليكِ صبري .. لتعلمي كم أنا أحبك ِ
تلك هي قراءات النسيم التي تخللت أنفاسي
وأردتني وحيداً دونكِ
تلك اعتبارات همسي وقابليتها على التحرر من قيدِ الغموض
الذي ما إن يطال سرابَ الحقيقة حتى يكاد يقتلها
ولي معكِ دواوين شعري همساتها مخبأة تحت وصايتي
واعتبارات أخرى أجازت لكِ الظهور تحت جنحِ الملل
فخذيني إلى نقاء قلبكِ
وتجردي من قلائد البؤس ... وتعلمي معي خط القلم
وسوف تعلمين كيف تسير القافلة وتمضي بلا كلل
وقد يأخذني العبث بعيداً عن عيونكِ
وقد تغارين
أعرفُ ذلك .. ولكن أعلمي بأنني أفتقرُ
للمس قلمي دونكِ
وأعلمي بأنني تواق لورق المحبة ولا يهمني بعدكِ
شئ ؛؛؛
..
.
منهجٌ جديد دونَ تبعثر ودون وجوم
أزينه بالأمل
وأصنعهُ محبة دائمة ليس في دستورها شؤم
ولا تخضع لعفرتة الزمن
ومهما تعالى موج السموم يبقى هتاف قلبي
ينبضُ لكِ ويستشرق فيكِ فجر الحياة
لا أدري ما الذي يحصل لي عندما لا أكلمكِ
أو أهديكِ وردة الحياة
لا أدري
ربما لأنني أحبكِ ...
أو
لأنني أحبكِ ...
لا أدري
في لحظةٍ ما ... ودون أدنى تردد
أحسستُ بضجةٍ في داخلي وكأن ثورة الفزع
تنتشلُ مني بقايا الصخب
وكأنني لم أهتف باسمكِ يوماً
وكأنني بعيد حد الاختفاء عنكِ
ما الذي يجري يا الهي
تختلطُ أوراقي فجأةً وتنادي
.. زد ..
في محاسن العشق حسن
وأرتقي بها أعالي الشوق همساً
وكن كما ينبغي
.. أحبكِ ..
على مهلكِ فأنا لا زلت
هنا بين الحروف
نعم
ما زلتُ بين الحروف
تلك هي المسألة .. فعندما تسألين عن أفكارٍ
عنوانها أنتِ
أجدُ نفسي بين حروف أحبكِ
وتسقطُ كل المفاهيم بعدها
ولا أحتاجُ من أجلكِ أن أعيدَ قراءتي لمفاهيم التعنت
والمراوغة
لأنني وببساطةٍ شديدة
أدركتُ معنى ما أريد
وأبدأ الآن معكِ رحلتي
أتعلمين أن الهذيان في حضرتكِ كم هو رائع
أتعلمين عندما أتجرد مما أنا فيه وأنتزع ساعة الصمت
تتخللني ومضات التأثر بعودة ِ الزمن إلى الوراء
كي أجدد فيكِ عهدي
وحروفي لا زالت يافعة تطلب الحياة
لم تمزق يوماً .. ولم تعرف الأنتكاسه .. ولم تتأثر
ولكنها أحسنت الاختيار وصدقت معي
بعد أن ألهمتها صبري وجميلةٌ هي النهاية
على يديكِ
دعيني أزيد .. فليس لي ما أقوله سوى الحب
وليس لي هذيانٌ إلا بكِ
فأنتي دائمة العشق لي ... فلماذا إذن لا أتغزل
وأبدأ رحلتي معكِ بورده
عطرها أنتي ولونها أحبكِ
لماذا وأنتي تمتلكين ما أملك
وقد تغلغلت أوراقكِ حبر القلم
كم هي المسافة إذن بين عطر الوردة ولونها
بين أوراقكِ وقلمي .. بين هذياني وعذوبة وجودكِ
بين اختلاط أوراق الأمس وأفكاري
لا توجد مسافة سوى هذا الهتاف الذي
أجددهُ لكِ دون قيد وبلا ملل
هذهِ البداية
وليس لها عنوان ... فقط سأكتبُ لوحة دلاله
تشيرُ إلى مكان تواجد الهمسة الدافئة
لأجلِ عينيكِ
حينما تصطف أفكاري معلنةً ثورتها
يخفق قلبي كأنه المطر
فقد أفهمتني يوماً بأنهُ لا يهطل عبثاً وإنما
يخلق اللحظة بخفقانٍ مترف
وويح قلب لم يزل اخضراره صفحة
عنوانها أنتي
..
.
.. حبيبتي ..
حينما يتساقط الثلج
أرتمي بين أحضان تلكَ الشوارع التي
خلت من تلافيف سمار الليالي
أبحث عنكِ ونوافذي ترخي ستار الصمت
كي تغمرني تلك المرآيا بهمس التلاقي
حينما يتساقط الثلج
أين أنت .. ؟
لم أعد أرى أحدا في هذه الدنيا
أراكِ أنت كل البشر
أسير في الدروب
أتفحصها
خاااليه
إلا منكِ
أراك ِفي عيون الحيارى
وفي غيوم الصيف والشتاء
أراكِ بين حنايا ثوبي عطرا
أراك ِقبل النوم
تقصي علي قصتي وقصتكِ
وأغفواا
قبل أن تصلي بي إلى النهاية
لأني حبيبتي
لا أرى في الأشياء جمالها بدونكِ
فلا وارف الظل يطفئ زمهرير الرمضاء
ولا لون القمر يضفي سحر المساء
.. لأنكِ ..
.. حبيبتي ..
.. أنتي ..
.. كل أشيائي الجميلة ..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون