آلطلآقٍ آلعآطٍفيَ

إننا نتحدث كثيرا ــ ومن مختلف المنابر ــ عن الطلاق وما له من أضرار وأخطار وننسى

أن نتحدث عن طلاق من نوع أخر تنطوي تحت طيفه الواسع مآسي لاتُحصى ، ويكون

من أكبر أسباب التعاسه والشقاء، ومن العوامل الأساسية في فشل التربية وفي المضاعفات
السيئة التي تصيب الأطفال والتي لا تقل في سوئها عن أخطار الطلاق الذي كثيرا ما يتسبب
في تشتيت الأطفال ، فإن الطلاق العاطفي هو الآخر يحرم الأطفال من البيت الطبيعي
المترع بالدفء والحب والحنان ، ويجعلهم يعيشون في جو بارد محبط مؤلم ، قد يمزق
شخصياتهم وقد يصيبهم ببعض الأمراض النفسية الخطيرة كمرض الفصام .
ولو أردنا أن نقارن بين الطلاق بمعناه المعروف وبين الطلاق العاطفي لقلنا إن الأول
يشبه الموت والثاني يشبه المرض العضال المزمن والطويل وقد يكون الموت أرحم من
المرض العضال كما ان المرض نهايته الموت إى ان يشاء الله . وقد يكون الطلاق على
خطورته البالغة ــ أسهل من الطلاق العاطفي الذي لا يرجى برؤه وكأن الزوجين المطلقين
عاطفيآ ، جثتان تعيشان مع بعض ، وبالجسد فقط وكأن حياتهما الزوجيه ميته وهي
عرفاَ على قيد الحياة ...
والمشكلة أن الأزواج الذين بينهم طلاق عاطفي وهم كثيرون ـ كل واحد منهم يحمل في قلبه
جثه حبه ، وكل واحد منهم يشيع بنفسه جنازة العاطفيه . وقد يقال إن النتيجة المنطقيه
للطلاق العاطفي بين الأزواج هو أن ينتهي الزواج بالطلاق الفعلي ليستريح كل طرف ويريح
ويبحث له عن شريك حياة آخر مناسب يذوق معه حلاوة الانسجام وحرارة العواطف
المتبادله وجمال الحياة . وهذا القول صحيح ولكن هناك أشياء كثيرة جدا في حياتنا البشرية
لاتسير في الاتجاه الصحيح .
وإهمال الجانب العاطفي مع الأيام بين الزوجين والاعتقاد بأن العاطفة كانت كقوس قزح
الذي ملأ السماء مع مطر الشباب وحرارة الشهور الأولى للزواج .. ثم غاب ..
إن الأزواج الذين يهملون المناجاة العاطفية بينهم بعد مجيء الأولاد ومضي سنوات على
الأزواج وتصبح العلاقة بينهم أمرا مفروضا أو مفروغا منه .. ينتهون في الغالب إلى
إهمال العاطفة بشكل دائم ليحل محلها الملل والاعتياد والروتين واعتبار البيت والحياة
الزوجية كلها مجرد مآوى للأكل والنوم وإشباع الحاجات الفسيولوجية كما تفعل الدواب..
ومن وجهة نظري الشخصيه تعود أسباب الطلاق العاطفي رغم لم ادخل هذا العالم
وام أجرب الزواج ولكن هذا شيء واضح بين الأزواج حلاوة زواجهم في الشهور الأولى
ومع مجيء الأطفال ينتهي الجانب الرومانسي والعاطفي
ومن أهم أسباب الطلاق العاطفي فيما أرى هي
عــــدم الـــقــناعــة بالـــشــكــل إطلاقــــا : كثير يتفلسفون حول الشكل ويدعون إلى
عدم إعارته الاهتمام وهذا في اعتقادي غير صحيح فالشكل هام جدا ولكن الروح أهم منه
وكونها أهم منه لايعني التقليل من أهميته أبدا ، فإن الذي يتزوج امرأة غير مقتنع بشكلها
على الإطلاق كثيرا مايقع في بئر الطلاق العاطفي.
بل ربما كانت هذه الميزة مما يزيده عذابا ويضاعف سؤ حالته ويجعله يتجه بعواطفه
وأحلامه إلى خارج البيت .
اختلاف الأعمار بشكل كبير كأن يتزوج صاحب الأربعين عاما ابنة العشرين أويتزوج
ابن العشرين أم أربع واربعين ، فإن هذا في الغالب العام يصيب أصحابه بالطلاق العاطفي
الاخـــتـــلاف الــــثــــقـــافـــي الــــكـــبـــيـــر: كأن يكون الرجل مثقفا راجح العقل
وافر الفهم والمرأة ضحلة جدا في ثقافتها وعقلها وتفكيرها وفهمها . كأنهم يعيشان معا
كجزيرتين منفصلتين..

الموضوع الاصلي  من روعة الكون