1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38 مُدي بساطي ...وامـلأي أكوابـي...
وانسي العتاب ... فقد نسيت عتابي ...
عينـاك يـا بغـداد، منـذ طفولتـي
شمسـان نائـمـان فــي أهـدابـي
لا تنكري وجهي ... فأنـت حبيبتـي
وورود مائدتـي، وكـأس شـرابـي
بغـداد ... جئتـك كالسفينـة متعبـاً
أخـفـي جراحـاتـي وراء ثيـابـي
ورميت رأسي فـوق صـدر أميرتـي
وتلاقـت الشفتـان بـعـد غـيـاب
أنـا ذلـك البحـار أنفـق عـمـره
في البحث عن حـب وعـن أحبـاب
بغداد ... طرت على حريـر عبـاءة
وعلـى ضفائـر زيـنـب وربــاب
وهبطـت كالعصفـور يقصـد عشـه
والفجـر عـرس مــآذن وقـبـاب
حتـى رايتـك قطعـة مـن جوهـر
ترتـاح بيـن النـخـل والأعـنـاب
حيث ألتفـت، أرى ملامـح موطنـي
وأشـم فـي هـذا التـراب تـرابـي
لـم أغتـرب أبـدا... فكـل سحابـة
زرقـاء... فيهـا كبريـاء سحـابـي
إن النجـوم الساكـنـات هضابـكـم
ذات النجـوم الساكنـات هضـابـي
بغـداد عشـت الحسـن فـي ألوانـه
لكـن حسنـك، لـم يكـن بحسابـي
ماذا سأكتب عنك فـي كتـب الهـوى
فهـواك لا يكفـيـه ألــف كـتـاب
يغتالنـي شعـري... فكـل قصـيـدة
تمتصنـي... تمتـص زيـت شبابـي
الخنجر الذهبي ... يشرب مـن دمـي
وينام فـي لحمـي، وفـي أعصابـي
بغداد يـا هـزج الأسـاور والحلـي
يـا مخـزن الأضـواء والأطـيـاب
لا تظلمي وتـر الربابـة فـي يـدي
فالشـوق أكبـر مـن يـدي وربابـي
قبل اللقـاء الحلـو... كنـت حبيبتـي
وحبيبتـي تبقـيـن بـعـد ذهـابـي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون