ظل يوهان شميدت الذي يعيش في قرية بشمال النمسا وقارب عمره التسعين عقدا يخفي حقيقة مخيفة بالنسبة له جلبت له المصاعب والمشاكل وحتى السجن في المعتقلات السوفياتية بعد الحرب العالمية الثانية، لكن ولانه اقترب "نهاية" العمر وليس لديه أولاد أو أحفاد يخاف عليهم قبل أخيرا البوح بسر خطير.
اذ اعترف لاحد الصحفيين الالمان قبل حوالي عام ان ادولف هتلر كان خاله وذلك حسب ما تحمله شجرة عائلته. ومن ينظر إلى ملامحه يجد تشابها كبيرا في الجبين والفم والشعر وحتى تسريحة الشعر والأنف مما يجعل كل وسائل التخفي فاشلة .
ويشرح يوهان صلته بهتلر بالقول ان والده واسمه يوهان شميد ايضا والفوهرر كانا أبناء خالة فجدته وأم هتلر كلارا بولزل كانتا اختان وهذا يعني أن يوهان ابن أخت الفوهرر درجة ثانية .
وحين توفي هتلر وانهزمت المانيا واجهت عائلة شميدت مصاعب كثيرة ليس بسبب ذيول الحرب بل لصلة القرابة التي تربطهم بهتلر. فمخابرات الجيش السوفياتي السرية اعتقلت في الخامس من شهر حزيران (يونيو) عام 1945 جميع أفرادها وظلوا اكثر من سنتين يتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي لانهم اعتبروا مسوؤلين عن الحرب وفظائعها مثل هتلر .
وعند صدور قرار باطلاق سراح كل معتقلي الحرب من الجنود الألمان في السجون السوفياتية سنة 1955 عاد يوهان لوحده إلى قريته فمعظم أفراد عائلته ماتوا لعدم تحملهم قساوة السجانين الروس .
ويتذكر يوهان دائما ما روته كلارا عن هتلر عام 1907 بانه منذ صغره كان يحاول تجنب اقامة علاقة مع أقاربه والتستر على هوية أفراد عائلته لاسباب لم يعرفها أحد وكان عصبي المزاج .
والكل يتذكر كيف شرح ضفدعة خضراء وجدها في مكان ما في القرية وقسمها إلى جزئين ليظهر للباقين اللذين اصيبوا بالغثيان اعضائها الصغيرة وكان يحب منذ طفولته لعبة الحرب وتلقى الهدايا من ألعاب الدبابات.
ومازال هناك أثر في بلدة فالدفيرتيل في النمسا للبيت الذي سكنته والدة هتلر مع والده اليوس شيكلغروبر واستعاد اسمه الأصلي بعد ذلك ليصبح اليوس هيتلر لكن بالطبع لا وجود للوحة تذكر بذلك وكل ما تبقى هي قصص تتناقلها العجائز عن هذا البيت .
ورغم القول بأن يوهان شميد هو الوحيد المتبقي من عائلة هتلر ( من جهة أمه ) إلا أن هناك اعتقاد بأن أخت هتلر الصغرى غير شقيقته واسمها انجليكا روبال سكنت مع زوجها في مدينة لينتس النمساوية بعزلة تامة .
وهناك قصة تقول بان هتلر اتخذ من ابنة اخته جليه روبال صديقة له وكان يغدق عليها الهدايا وهي الوحيدة تقريبا التي سمح لها بزيارته اينما كان ولف موتها الكثر من الغموض وقيل بانها انتحرت عام 1931 ولم تبلغ بعد سن الرابعة العشرين .
وكان لهتلر أخ غير شقيقه واسمه اليوس باع مطعمه بعد الحرب في برلين واطلق على نفسه اسم هانس هيلر خوفا من مضايقات الأميركيين واستغل فوضى النزوح إلى الولايات المتحدة فدس نفسه بين الالاف حيث تزوج هناك من أميركية وله ثلاثة ابناء قيل انهم يعيشون في لونغ ايلند بالقرب من نيويورك تحت اسم مستعار ويرفضون التحدث عن صلة القرابة التي تربطهم بهتلر .
ومن الممارسات الغريبة التي فرضها هتلر على عائلته اجبار اخته باولا للعمل لديه في قصر اوبرسالتس، ورفض ان تستخدم اسم العائلة وظلت حتى قبل وفاتها بفترة تحمل اسم باولا فولف. وهذا يؤكد ما قيل بانه لم يكن فخورا ابدا بالعائلة التي انتمى اليها والاسم الذي حمله لاسباب مازالت مجهولة.
رغم ذلك ظل هتلر يسعى سرا لمعرفة أوضاع العائلة حيث كان يلجأ إلى شخصين فقط لتزويده بالمعلومات عنها وهما أختاه باولا وانجليكا وأرسل عن طريقهما عام 1938 اموالا لتغطية تكاليف جنازة احدى الخالات وتلقى يوهان شميدت منه بعض الدراهم لشراء بذلة كان تلبسها عادة ( شبيبة هتلر) . واكبر هدية وصلت إلى ادوار شميدت عم يوهان المتوسط كانت منزلا صغيرا في النمسا اضافة إلى خمسين مارك شهريا. لكنه ندم لاحقا على قبولها له لانها جلبت له مشاكل كبيرة عندما اعتقلته المخابرات السوفياتية .
ونفس الشيء حدث ليوهان لدى اعتقاله في منزله عام 1945 ولم يكن قد مضى على عودته من جبهة القتال وكان جنديا في سلاح اس اس . وفيما بعد التقى ببقية افراد العائلة حيث نقلوا جميعا بعد استسلام ألمانياعلى وجه السرعة بالطائرة إلى سجن في موسكو للاستجواب كمجرمي حرب.
وكما ذكر يوهان خلال الاستجواب كان الضابط السوفياتي يطرح عليهم اسئلة ويفرض مع اجوبتها في الوقت نفسه على سبيل المثال كان يسأل: " من هم أقاربكم ؟ هتلر مستشار المانيا السابق" . وبعد ترداد افراد العائلة هذه الجملة كان عليهم القول أيضا " هتلر هو أدولف هتلر الذي خطط للحرب العالمية الثانية ونفذها " .
ومن جملة الاعترافات القسرية بعد أشهر من التعذيب والاستجواب ما وقع عليه أدوار شميد الذي توفي فيما بعد في السجن بانه " مذنب " لانه وافق على مخططات قريبه هتلر السياسية العسكرية ووجهت ضد الاتحاد السوفياتي .
وأمضى يوهان عشر سنوات في سجن بوتيركا في موسكو ثم ليوبيانكا بعدها في حبس ك ج بي . والى جانب تصليحه الساعات للمساجين كسب اللغة الروسية لذا ردد عبارة سمعها في سجنه سنوات طويلة وهي أرفع أيديك أخفض أيديك .
لكن كانت حسرة في قلبه انه لم يلتق بخاله هتلر شخصيا ولو مرة واحدة وهو يتذكر فقط طيفه عندما التقاه يوم كان طفلا ومازال في آذانه صوته الذي كان يدوي في المذياع الذي اشتراه والده ووضعه في المطبخ خصيصا لسماع خطب الفوهرر. وعندما كان يعلن المذيع عن نقل كلمة للقائد كان يقول الوالد " أدولف سيتحدث اليوم " وليس الفوهرر.
و رغم اصرار يوهان على أنه لم يقتل احد ولا يؤمن بأهداف خاله، عامله الألمان والسوفيات في السجن وكأنه مجرم حرب فقط لانه قريب للفوهرر لا لانه كان جنديا في قوات اس اس .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون