رأيتها
هناك
فى زاوية الحى تلبس ثيابا باليه
زماء المطر قد اغرقها حافية القدمين
وقد علت زرقة البرد بشرتها
شاحبه ترتعد تبكى
وكأن جيوش الروم تحاصرها
تقدمت منها
صرخت
صرخه كادت تصمنى
اقتربت وصرت اهدأ من روعها
قدمت اليها معطفى
اختطفته منى لفت نفسها
واخذت تبكى
ما اسمك؟
بنت من انتى ؟
من اين اتيتى؟
كل ما تقعله هو البكاء بصوت جعل قلبى كالحلث البالى
مددت اليها يدى
اخذتها بخوف
يدها باردة كالثلج
اخذتها الى منزلى
اشعلت لها الدفئه
وجئتها بملابس جافه
من انتى ؟
من اين اتيتى؟
ما قصتك؟
لا ترد الا بالبكاء
طفلة نضه فى عمر زهور الربيع
خمسة عشر ربيعا اوتقل
اخذتها الى غرفة نوم
نامت كأنها لم تنم منذ قرون
جلست اتاملها
وردة شكلتها ايدى اعظم مبدع)تبارك الخلاق*
غلبنى النعاس فنمت على مقعد بجوارها
افقت من نومى على يدها التى لا تزال بارده
ابتسمت لها
فابتسمت
يا الهى ما اروعها من بسمه
اخذت احاول ان اعرف اى شئ
لكنى اكتشفت انها خرساء
اشرت اليها انى ساذهب لاتى بالطعام
خرجت
ورجعت بعد ساعه
ما وجدتها
صرت افتش جدران بيتى
تحت الاسره
اختفت
خرجت كالمجنون الى الشارع
لا جدوى
جلست على السرير الذى نامت عليه
وصرت ابكى
لا ادرى لماذا؟
ملابسها الرثه ملقاة الى جانب الاريكه
لم انسها طللت اشهرا ابحث عنها
وبعد سنين لا ادرى عددها رايتها تقف فى اشارة المرور تبيع عقود الفل
كأن لم
تمر عليها السنين
نظرت اليها
فابتسمت
والقت الى بعقد من الفل
فتحت باب سيارتى
عدوت الحق بها
تاهت فى الزحام
وبوق سيارة خلفى يعوى
وقائدها الغاضب(الاشاره فتحت يابن-------------)
اغلقت سيارتى
وشممت عقد الفل
وغبت انا الاخر فى الزحام
الموضوع الاصلي
من روعة الكون