ماذا عن زهرتك .. هل احترقت
انثنت بين أحضاني فتاة في الرابعة عشرة من عمرها تبكي تبُث شجنها، وتزفر بين الفينة والأخرى ؛ تحكي عن زهرتها المحترقة ورائحتها العفنه بعد أن رعتها وسقتها تفحمت أمام ناظريها .. حادثتها أليس من بدل فبكت بكل حسرة قائلة .. زهرتي احترقت فمن لي بزهرة مثلها ولون كلونها.... ياه احترقت آمالي زهرتي.. ليست كلون الزهر المعهود بل ملونة جمعت الألوان كلها .. الأحمر والأصفر والأبيض والبنفسج حتى لبها مميز .. لقد أسودّت بين عيني بكل أسف !!
تتنفس بقوة لقد خسرت زهرتي بالرسم فقط أستطيع رؤيتها .. تعجبت .. وهالني الحديث من صغيرة فكيف أقنعها بأن الأمر هين ..
وبت ليالي أفكر بحديثها وزهرتها المحترقة .. وأيقنت أن ثمة أمر مؤلم لم أعرفه !!!!!!.
أيتها القارئة.. هل أدركت مشكلة هذه الفتاة ربما هي أكبرت المصيبة ، زهرة تُبدّل بزهرة فلِم الحزن والنُواح ... والصغيرات اعتدنا منهن تضخيم الصغائر .. أليس هذا ما يدور في خلَدِك .. !!
عجباً كنت أظنك فهيمة لبيبة ولكني أخطأتُ بظني بكِ هذه المرة
وأرجوها الأخيرة فهل تعاهدين ؟!.. أرجوا ذلك ...
تعالي معي .. لنفتش عن أغلى زهرة تتلون نرعاها رغم كل الخطوب .. نـحبها ونسعى بكل شوق لاحتضانها برفق حتى لا تتمزق ...نعتني بها و نتأملها بوحدة مظلمة نـحن وإياه في ظلمة ليل ولا بأس بإطلالة قمر ، نسألها عما تحب وعما تكره نتأمل نموها واشتداد ألوانها نـحاورها رغم اليقين بعدم حوارها وربما غيرنا نبرة الصوت تمثيلاً عنها ..
والآن عزيزتي .. هل بـحثتي عن زهرتك... هل الخيال سرح بك بعيداً نحو بستان مزهر لترتعي فيه ..
هل خاطبتي نفسك وأنا أليس لي زهرة بهذا الوصف ...
حين ينتابك هذا السؤال ويتربع التفكير في داخلك أكملي القراءة هنا مباركة عليك أحرفي وإلا ابتعدي حتى لا ينالك شعور الكبر والسذاجة في عالم محرق كعالمنا .
حين تحبين تلك الزهرة سأخبرك بقربها لك ووجودها في صدرك .............. عجباً فماذا أعني ..
إنني أعني بها قلبك أروع زهرة في صدرك .. تتلون لك حين اللعب لون وحين الحكمة لون وحين العلم لون وبين يدي الله لون.
ياه ما أروع قلبك زهرتك الملونة يحوطها جسد قد أحتضن السمو حبيباً، وطار نحو الإنجاز متألقاً يسقى زهرته دموع العبودية ،وصدق اللجوء للمولى تعبداً ..
هل وعيت حديثي هذا ... علي أي هيئة تكون زهرتك ؟؟!! ..
.... وبأي الألوان صُبغت ؟؟!!.
هل بلون الضياع ، أم بلون الغناء ، هل بلون الفراغ المميت أم بلون الشهوة المزيفة .. سحقاً لهذه الألوان
ولأنها شقاءٌ للقلب ناجيتك هنا .. فكوني فطنة .. واهتمي بزهرتك واختاري ألوانها بروعة اشراقتك .. أيتها الغالية ..
******* عزيزتي ..تعاهدي زهرتك نظمت لك أموراً.. وكما رجوتك ذكية فهيمة
• تقبّلي استقلال زهرتك رغم كثرة الأزهار حولك واحفظي كلمات الصحابي الجليل علي -رضي الله عنه- ( لا تبدأ لأن تشتهر ، ولا ترفع شخصك لتُذكر ، وتعلم واكتم، واصمت لتسلم ، تسر الأبرار وتغيظ الفجار ) 1
• لا تحرمي قلبك لذة الطاعة وإشراقه نورها سئل وهب بن منبه : (هل يجد لذة الطاعة من يعصي ؟ فقال : لا ، ولا من هَمَّ ).
• ادني من ربك تحري كسب الفضائل واسعي للنبوغ حتى تسعدي بزهرتك .
• حتماً ستحترق زهرتك حين تتوشحي وشاح الكسل والركود في زمن كل السهام نـحوك لأنك .....!!
• اتجاهك في رعاية زهرتك بعشوائية خُسران كبير قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله - ( العمل بغير إخلاص ولا إقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه )2 ويا خيبته .
• اهتماماتك الدنيئة وأوهامك المتوقعة مع الأسف سبب رئيس في احتراق زهرتك ....فانتبهي من ذلك .
• الاحتراق يُنهي كل شيء وهو أقسى العذابات أليس المولى جل وعلا جعل عقاب عصاته الاحتراق ( هذا وإن للطاغين شر مئاب جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج ) سورة ص55
• مراقبة زهرتك ، وتنظيم ألوانها شأن محمود فحذار أن تفقديه .
• مسوغات الإنجاز .. حياة هانئة ،وميتة سعيدة ، وزهرة متفتحة .
• من السهل جداً أن تحرقي زهرتك حين يكون الاتجاه المضاد لمعنى الخيرية والإنجاز ديدن أفعالك وحتماً يا خيبتك.
• ربما يعينك البعض لإحراق زهرتك .. دونما علمك والملامة بكل أسف عليك وحدك .
• إن زهرتك قد وُهِبَتْ لك لتخلقي لها معنى ولتنشري عبيرها ولتسعدي بألوانها ...... فهل تفعلي ؟ .
• إياك ثم إياك أن تكوني في همّ بين حاذف وقاذف .. حينها ينتهي عهد زهرتك .
• ربما تتلقي ألواناً قليلة لتنثريها على زهرتك لكنك أنت الملزمة بصبغة الألوان على زهرتك .
• فكري بجدية ( كيف أرعى زهرتي بألوانها الرائعة مدى عمري لأنني بحق أحبها ) .
• المخاطرة في حماية زهرتك ورعايتها طريقة حسنة إن أتقنتي فنها .
* ختاماُ
لا يكن الديك أكيس منكِ ؛ إذا انقضى الليل خفق جناحيه وصرخ إلى الله بالتسبيح .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون