* غريب حقا أمر هذا الإنسان ، فهو يستخدم ألفاظا متناقضة في التعبير عن أرق مشاعره وأطهر مظاهره العاطفية وأروع الشواهد الوجدانية على انسانيته عاطفيا :
عندما يحب الإنسان ويبدأ قلبه في الخفقان لإنسانة أحبها نجد الناس يعبرون عن تلك الحالة العاطفية بقولهم ( لقد وقع في الحب ) . .
فهل الحب حفرة يقع الإنسان فيها لتتحطم بثناياها عظام مشاعره ؟
وهل الحب هوة سحيقة لا تفترس أنيابها سوى قلوب المحبين التي تسقط فيها سقوطا أبدا ؟
وهل الحب بئر مظلمة تلتهم بفم العدم من يسقط فيها ليلفظ بعدها آخر انفاس السعادة التي تسري في عروق في وجدانه ؟
لماذا لا نقول عن الإنسان الذي أحب : إنه ارتقى باحاسيسه وتسلق قمم سحب سماء العاطفة لينهل من مطر السعادة الأبدية ؟
لماذا لا نقول عن الذي أحب : إنه إنسان أشرقت بين ضلوع صدره شمس تضئ بنورها بصيرته الوجدانية بكل آيات الجمال الروحاني الشاعرية ؟
* لماذا نتساءل دائما عن علاقة الحب التي تربط بين قلبي الرجل والمراة بقولنا :
متى تنتهي قصة حبهما بالزواج ؟
فهل الزواج هو المقصلة التي تقطع أوصال الحب بلا رحمة ولا شفقة لتلقي به الى غياهب النهاية ؟
وهل الزواج هو نفق النهاية المظلم الذي تتبعثر في ظلمته الحالكة مشاعر المحبين ليبتلعها الفناء ؟
لماذا لا يكون تعبيرنا عن الزواج تعبيرا ساميا يتناسب في قدسيته مع مشاعر الحب التي تقود المحبين الى محرابه ؟
لماذا لا نقول : متى يتوج هذان المحبان قصة حبهما بالزواج ؟
أجل فالزواج هو تتويج لقلوب المحبين على عرش العلاقة العاطفية المقدسة بين القلوب التي شاء الله لها ان تلتقي وتحب بعضها وتتآلف فيما بينها لتبني قصرا من الأحلام الوردية بأمنياتها الرومانسية الطيفية ؟
لماذا ؟
الموضوع الاصلي
من روعة الكون