][`~*¤!||!¤*~`][
بسم الله الرحمن الرحيم
][`~*¤!||!¤*~`][
لقد وصل الإسلام إلى إفريقيا قبل أن يصل المدينة المنورة؛ وذلك عندما هاجر مجموعة من صحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة بعد البعثة بخمس سنوات، ثم بدأت الفتوحات الإسلامية لإفريقيا في عهد الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حيث فتحت مصر ثم استمر الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا خلال القرن الهجري الأول حتى وصل إلى المحيط الأطلسي غرباً.
ولهذا نستطيع القول بأن الجهاد كان سمة أساسية لانتشار الدعوة الإسلامية في الشمال الإفريقي.
أما في شرق أفريقيا فإن الأمر مختلف تماماً؛ فهجرات المسلمين وازدهار التجارة مع بلاد المسلمين يمثلان أهم عوامل نشر الدعوة الإسلامية.
وبعد أن تمكن الإسلام من قلوب شعوب الشمال والشرق الأفريقي بدأ ينطلق وبقوة حيث عبر الصحراء الكبرى حتى وصل إلى الغابات الاستوائية على الساحل الغربي للقارة، كما توغل من الشرق إلى الوسط والجنوب، وقامت في أفريقيا ممالك إسلامية عظيمة في الشرق والغرب والوسط.
وبهذا أصبحت القارة تدين بالإسلام، واستمرت على ذلك قروناً عديدة حتى جاء الاستعمار خلال القرون الثلاثة الأخيرة، وعزل المسلمين بأفريقيا عن العالم الإسلامي، وحارب انتشار اللغة العربية، وغيَّر كتابة كثير من اللغات الأفريقية من الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني، وكان العالم الإسلامي وقتها ضعيفاً إلى درجة أنه لم يستطع مساعدة إخوانه في أفريقيا أمام هذه الهجمة الشرسة من الاستعمار الذي فتح الباب على مصراعيه للبعثات التنصيرية التي دخلت إلى كل مكان في أفريقيا وشيدت الكنائس في عواصم أفريقيا ومدنها وقراها حتى يخيل إليك أحياناً أن النصارى أغلبيه وهم ليسوا كذلك.
ففي دار السلام عاصمة تنـزانيا حيث الغالبية المسلمة دون منازع؛ ومع ذلك فإنك تشاهد الصليب مرفوعاً على الكنائس الضخمة في معظم مداخل المدينة البرية والبحرية وفي شوارعها الرئيسية، وفي زنجبار التي يدين 98% من شعبها بالإسلام ترى الكنائس في أماكن متفرقة من الجزيرة بحجة الحرية الدينية، وفي كثير من مدن وقرى شرق وشمال كينيا حيث سكانها من أصول صومالية مسلمون 100% وليس فيها نصارى إلا الحاكم أو أفراد الجيش أو الشرطة أو العاملون في السلك الحكومي ومع ذلك تتجول في المدينة، وترى أحياناً أن عدد الكنائس يفوق عدد المساجد، وهناك توجد قرية في جنوب مدغشقر اسمها قرية (مكة) ولكن توجد ايضا كنيسة على مدخل القرية، فسأل عن نسبة النصارى فيها، وإذا بالإجابة أنه لا يوجد فيها نصراني واحد.
ولذلك فإن الدعوة الإسلامية في الوقت الحاضر أمامها تحديات كبيرة لا يمكنها أن تتطور إلا بتجاوز هذه التحديات التي أرى أن من أهمها:
1- توحيد الجهود والتنسيق الحقيقي لا الصوري بين مؤسسات العمل الخيري الإسلامي لمواجهة أكبر هجمة غربية تهدد العمل الخيري ولا سيما بعد أحداث سبتمبر.
2- التوسع في إنشاء المدارس النظامية والمعاهد والكليات والجامعات الإسلامية وبتخصصات مختلفة تخدم المسلمين في جميع المجالات.
3- توحيد مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية التي تضاف للمدارس النظامية.
4- اعتماد سياسة التسيير الذاتي لهذه المؤسسات التعليمية من خلال الرسوم حتى لا تكون عرضة للانهيار اذا ما توقف دعم المتبرعين، وهذا الأمر ليس ضرباً من الخيال أو صعب المنال في أفريقيا؛ فلدينا في اللجنة مؤسسات للتعليم العام والعالي وصلت بفضل الله إلى هذه المرحلة، ولولا الإطالة لأسهبت في ذكر بعضها.
5- تأهيل وتدريب العاملين في حقل الدعوة والسلك التعليمي والإداري في العمل الخيري الإسلامي.
.................................................. .................................................. ..........................................
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°
اللهم انصر الاسلام والمسلمين
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°
الموضوع الاصلي
من روعة الكون