إن التحدي العاطفي الأكبر في قاموس المحبين يتمثل في الإجابة على سؤال بسيط في كلماته ، ومستحيل في معناه ، وهذا السؤال هو : ما هو الحب ؟ هذا السؤال هو من الأسئلة الأبدية التي ستظل إجابتها مستعصية على المنطق الإنساني إلى الأبد :
فلن تستطيع أية لغة إنسانية في هذا الوجود أن تقدم معنى واضحا ومحددا للحب . .
ولن تستطيع أفكار الفلاسفة أن تقدم فلسفة واحدة تشرح لنا معنى الحب . . ولن يستطيع الحكماء أن يقدموا لنا حكمة جامعة مانعة لمعنى الحب . .
ولن تستطيع كل قصائد الشعراء أن تقدم أوزانها وقوافيها قافلة من الأبيات الشعرية التي تحمل هوادجها معنى واضحا للحب . .
ولن تستطيع أقوال الأدباء أن تلملم المعاني التي يمكن أن تنسج لنا عبارة أو قولا واحدا يفسر لنا كنه الحب وعظمته وحقيقته . .
لهذا نجد هذا التراث الكبير عن الحب من الفلسفات والحكم والأقوال والقصائد والقصص والروايات والخواطر عبر الحقب التاريخية الإنسانية المختلفة دون أن ينجح قول واحد أو قصيدة واحدة أو حكمة واحدة أو فلسفة واحدة أن تفسر لنا معنى الحب أو أن تجعل الناس يجمعون على أنها تعبر عن المعنى الحقيقي للحب .
ويخطئ الناس عندما يتجرؤون في محاولة تفسير الحب بقولهم :
إن الحب هو أجمل ما في الدنيا . .
أو أن يقولوا :
إن الحب هو عبارة عن مشاعر رقيقة . .
أو أن يقولوا :
إن الحب هو الحياة والحياة هي الحب . .
وغير هذه الأقوال والعبارات التي لا تفسر الحب بل هي في الحقيقة تصف الحب ، فنحن نعلم بأن الحب أرق ما في الوجود من إحساس ونعرف بأن الحب هو أعظم عاطفة في الحياة ، وأن الحب هو نبض الحياة وبدونه تتوقف كل حركة الكون ، ولكن ما هو الحب ؟ لا أحد يستطيع أن يقدم إجابة محددة .
والسبب في ذلك أن الحب هو أعظم واسمي من كل الكلمات والعبارات والقصائد والفلسفات والحكم التي تتجرأ في محاولة تعريفه ، وصدقوني لو أن الكلمات استطاعت أن تفسر الحب فإنها ساعتها تكون أعظم من الحب ، وهذا لن يحدث أبدا ، فلن تكون الكلمات أعظم من المشاعر في يوم من الأيام ، وسيظل الحب أكبر من كل حروف وكلمات وأبجديات البشر بكل لغاتها ، لهذا لا تتعبوا أنفسكم في الجري وراء وهم محاولة تفسير الحب ، وكل ما عليكم فعله هو أن تعيشوا الحب بدون أسئلة وبدون منطق وبدون تفسير ، حيث سيظل الحب المستحيل الأكبر على المنطق الإنساني أبد الدهر .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون