لحظة جنون .. فيها استلقيت على عتبات الذاكرة .. وبدأت بيدي أنفض الغبار عنها .. يتطاير الغبار .. في عيني .. ويحرق بلهيبه مقلتي .. فتنحدر دمعة حزينه على رصيف المشاعر .. عرفت أنه بداية الأنهيار .. وأنني سأبدأ البحث عنه في سراديب .. قد تهالكت أبوابها ... وتكسرت أقفالها .. وممراتها كثيرة .. متشعبه .. يفوح بدخل ارجائها رياح ثلجية.. أتامل بعيناي قصاصات من الورق .. قد كانت في زمن الحب بيضاء ..ولكنها عبرت بوابات مريرة فتراكمت عليها خيوط الزمن ونسجت على حكاياها تجاعيد مخيفه ..
امسكت بيدي تلك القصاصات ورمقتها بنظرة حانيه .. وضممتها الي صدري بكل قوة .. فهى كانت يوما .. نبضي .. ورفيقة حبي .. وحزني ..
القصاصة الأولى
كان مرسوم عليها .. شمس ذهبيه .. اشعتها تكسرت على جدول الماء .. وهناك في البعيد يقف هو .. وانا ارقبه بعين معجبه لا بعين محبه .
القصاصة الثانية
ليلة قمراء .. وبحر القى فيها القمر خيوطه الكسوله على سطحه .. نسمات عليله .. المحه يأتي إلي .. قال لي غاليتي .. قد تاهت بي الدروب .. واخطأت رغم خبرتي الطرق إلي بوابات العبور .. فهل تلقين بيديك إلي .. لتضميني بين خفقاتك .. وتحمليني معك إلى بوابات العبور .
القصاصة الثالثة
تنشقت رائحة عطره وابحرت في بحر حبه وتأملت جمال الليل في سواد عينيه وتلقيت اللآلئ المتدفقة من بين شفتيه .. كان صوته نغماً يطرب اذني .. وهمساته .. كحفيف الأشجار .. يثير شجون نفسي .. اترقبه بخجل .. حاملة بوحي .. بين محارات قلبي .. وهو لازال يرقب خجلي .
القصاصة الرابعة
مساء وردي يحمل بين كنفيه رائحة الزهور العبقه في فصل الربيع .. في هذات المساء عانقت احلامي احلامه .. ورسمنا سويا خطوطا للبدايه .. في هذا المساء اطلقت العنان لقلبي .. وقيدت اربطة عقلي .. واستجمعت جيوش مشاعري .. لتكون المصارحه ...
( مصارحه ) ....
غاب عني لفترة .. فلما شاهدته .. خفق قلبي بفرحه .. وعانقت مشاعري له بالشوق واللهفه .. ناديته حبيبي .. فرسم على وج علامه تعجب!
القصاصة الخامسة
تلحفت مشاعري ووضعت براسي على وسادة حبه .. وأمطرت حنايا قلبه علي محبة ممزوجه ... بملعقتين جرح .. وملعقة حب .. مزجا سويا ً وأضاف لهما بعد تأكده من حبي كأساً من سخريته .. وكأس اخر مزج فيه هجراً .. ولوعة وحرمان .
القصاصة السادسة
دموع .. على خدود الورد انهمرت .. لم يشفع لها تفانيها في حبه .. ولم يشفع لها انتظاره على أرصفه قلبه .. لم يشفع لها تعلم لغه الكلام من أجله .. لم يشفع لها انها ملأت قناني حبرها .. من بحر صده .......
القصاصة السابعة
(همسة الم على أوتارمقطوعه ) ..
لوحة تلونت بالوان الم صاخب .. عزف بكلماته عليها ترتيلة الحلم الأخير ..
فجعلتني روح مكلومة ... وبقسوة هجرك موسومه .. اسقطت رايات حبي .. وغرست فأسك في جنبات قلبي .. أقتلعت ورودي .. وجففت انهاري .. وسودت سمائي .. فلم أعد ارى للشمس شعاعاً .. ولا للطيور الحانا .. ولا للورود عبيراً ... تركتني وأياهم جثث تقف أمام بوابات قلبك .. تنتظر لربما شملها العفو .. قبل أن تكفن بأنين وأوجاع ..
(مراسم الدفن )...
لملمت أوجاعي .. وغبار ذكرياتي معك .. وحملت صورتك التي أهديتنى .. ودفنتها فى اعماق اعماق نبضي .. أطفأت شموعي المنيرة .. وكفنت شعاع شمسي .. بسواد الليل الكئيب .. لا قمراً ينير .. ولا نجوم تتلألأ .. قطعت السنه بحري .. كي لاتستعطفك موجاته .. ونثرت اكاليل ورود سوداء .. على تابوت حبي .. وكتبت عليه .. ليس لحبيبك إرتجاع ..
أن القلم .. وبكت صفحة قصاصتي .. حينما شرعت أبواب الذاكرة .. لأراك لازلت قابعاً بين ثنياها .. وأن أنفاسك .. لازالت تعطر المكان .. وكلماتك تطرب الأذان .. رغم غبار السنين المتراكم فوقها .. إلا أنها لازالت تشع بصورتك .. وتنبض بخفقات قلمك ..
القصاصة الثامنة
( الفصل الأخير )
صدفة جديده مع موعد الحلم الكئيب .. اراه ويراني .. لاأعرف ان كان يتعمد تجاهلى .. او ان قلبه لم يعد يشعره بوجودى.. ارى كلماته .. وضحكاته .. فتطربني .. وأعود تلك الحالمه... فأسرب اليه الرسائل .. رسالة تلو الرسالة .. فأعلم أنه قد قرأها من خلف الستار ..
( هذه قصاصاتي )
سيدي .. وحبيبي .. هذة قصاصاتى .. وانين ذكرياتي .. وورودي التي ذبلت .. وتلك احلامي .. اليك عود الثقاب ..لتشعلها .. ولتستمتع حينها برؤيتك لي .. وقد اصبحت ورقة سوداء .. متهالكه .. فتسحقني بيديك .. وتنثرني في عالم المجهول الضائع .. لأضيع بداخلة .. فلا أصلك أنا .. ولا تصلك كلماتي...
( الخاتمه )
سيدي .. يامن تلقيت هواه .. وصغت من أجله الحروف .. وطوعت من اجله مفردات اللغه .. يامن علمتني لغة البكاء ... يامن علمتني كيف انفث أحباري السريه على أوراقي .. فلا تراها الا أنت .
( كلمة اخيرة ووداع )
" منذ الأزل تموت النساء عند باب قلبك في ظروف غامضة .فبجثثهن تختبر فحولتك وبها تسدد أحزانك الباهظة"
لست أول المقتولات بحبك .. ولا أظن انني اخرهم ..
كلماتي لك وحدك يامن جعلتني .. احتسي ملوحة دمعي ..بكسرات شفاهي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون