لوشبعوا لما أحسوا بالجوعى
روى عن عمر بن الخطاب أنه كان ذا تقوى وعدل وضمير حي
وهذا ما حدا به في عام المجاعة المعروف «بعام الرمادة»
ألا يأكل إلا الخبز والزيت حتى أسود جلده ..
فيكلمه بعض الصحابة في ذلك ..
فيقول: بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع !!
لو سرقوا ما عزوا
ورأى عمر بن الخطاب يوماً فتاة صغيرة تتمايل من الجوع ..
فقال: من هذه؟ فقال ابنه عبد الله: هذه ابنتي ..
قال: فما بالها؟. قال: إنك تحبس عنا ما في يدك فيصيبنا ما ترى ..
فقال: يا عبد الله، بيني وبينكم كتاب الله ..
والله ما أعطيكم إلا ما فرض الله لكم ..
أتريدون مني أن أعطيكم ما ليس لكم فأعود خائنا؟!
ودخل عمر بن عبد العزيز على امرأته يوماً فسألها أن تقرضه درهماً يشتري به عنبا ..
فلم يجد عندها شيئاً...فقالت له: أنت أمير المؤمنين وليس في خزائنك ما تشتري به عنبا؟!
فقال: هذا أيسر من معالجة الأغلال والأنكال غداً في نار جهنم..
وقد اجتهد في مدة ولايته - مع قصرها- حتى رد المظالم ..
وصرف إلى كل ذي حق حقه، وكان مناديه ينادى في كل يوم: أين الغارمون؟
أين الراغبون في الزواج؟ أين اليتامى؟ أين المساكين؟
حتى أغنى كلاً من هؤلاء.!
لو عدلوا لساروا بلا حراس
وهذا على بن أبى طالب علي يمشي في الأسواق وحده وهو خليفة ..
يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبياع والبقال ..
فيفتح عليه القرآن، ويقرأ ..
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين)
ثم يقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من الناس.
خاتمة وملاحظات
كانت هذه تذكرة بأحوال حكامنا فى الخلافة الراشدة ..
تلك التى من فرط تشاؤم الناس بالحاضر وقياسهم عليه يئسوا من المستقبل ..
غافلين عن حديث النبى الصحيح ..
تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ..
ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ..
ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا عضوضا، أو عاضا(وراثيا) ..
ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم يكون ملكا جبريا ..
ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ..
والأمر عند المؤمنين بكلام النبى صلى الله عليه وسلم إنما هو مسألة وقت ..
ولنا فى فتح القسطنطينية ما نستأنس به ها هنا.
تحياتي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون