السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذا لقاء الكابتن ياسر مع موفد موقع MBC.NET
القناص..الكاسر..عاشق الشباك..المبدع..الساحر..الخلوق.. وأخيرا..القائد، كلها ألقاب رسمت ملامح النجم ياسر القحطاني مهاجم المنتخب السعودي ونادي الهلال، الذي يبرز على الساحة في الوقت الجاري كأحد أفضل اللاعبين الذين تألقوا في الملاعب؛ لقدرته الفائقة على رسم أمجاد الماضي وإعادة كتابة التاريخ، شأنه شأن عظماء كرة القدم في الملاعب السعودية.
ورغم أنه كان في حاجة للخروج برفقة بعض زملائه في المنتخب السعودي بعد أن منح البرازيلي هيليو سيزار دوس أنجوس للفريق ثلاث ساعات راحة للتنزه في مدينة الإسماعيلية، إلا أنه كان حريصا على وعده معنا ولم يبخل في الرد على كافة الأسئلة التي قمنا بتوجيا إليه، على اعتبار أنه أحد النجوم الذين تعشقهم الجماهير في الوطن العربي كافة وليس في المملكة العربية السعودية فقط.
قمنا بانتظاره داخل لوبي فندق "ميركيور" بمدينة الإسماعيلية، وهو مكان إقامة المنتخب السعودي قبل أن يتناول لاعبو الأخضر العشاء إلا أنه خرج من "مطعم" الفندق يبحث عنا بعد أن وعدنا بهذا الحوار الحصري لـmbc.net، الذي كشف فيه عن العديد من المفاجآت، وأجاب عن أسئلة محبيه وعشاق فنه، وقدم لنا اعترافات مثيرة ومهمة.
في البداية سألناه عن رأيه في الدورة العربية المقامة حاليا في مصر والاعتذارات الكثيرة التي أضرت بمسابقة كرة القدم على وجه الخصوص.
أجاب القحطاني "أنه كان يتمنى مشاركة جميع المنتخبات العربية القوية في هذه الدورة، حتى تضيف مزيدا من السخونة على المباريات؛ حيث إن مشاركة المنتخبات بكامل نجومها كانت من المؤكد أن تضفي مزيدا من السخونة على المباريات إلا أنه لم يقلل من حجم المنتخبات المشاركة".
أفضل لاعب آسيوي
ياسر أنت مرشح لجائزتي أفضل لاعب أسيويا والأكثر شعبية في العالم.. أي من اللقبين تميل إليه؟
جائزة أفضل لاعب مهمة بالنسبة لي ولأي لاعب أسيوي؛ لأنها أولا تعتبر إنجاز للدولة التي أنتمي إليها وهي المملكة العربية السعودية، وثانيا إنجاز شخصي يضيف الكثير لتاريخي، وكذلك سيعطي دفعة كبيرة لتحقيق المزيد من الطموحات في المستقبل.
ولا أخفي سعادتي بالانضمام لقائمة أكثر اللاعبين شعبية على مستوى العالم، ولا شك أن المنطقة العربية تلعب دور كبير في عمليات التصويت ولها دور مؤثر، وأشكر كل من صوت لي في تلك المسابقة، ولكن في النهاية يبقى شيء مؤكد وهو أن كاكا ورونالدينيو وهنري هم أكثر شعبية في العالم مهما جاءت نتائج التصويت لأي لاعب آخر.
ما سبب تسميتك بالكاسر؟
لقب الكاسر يعود من أيام تواجدي في صفوف نادي القادسية قبل انتقالي للهلال السعودي، ويرجع سببه إلى شهرتي بالقدرة على كسر الخصم؛ أي التغلب عليهم بسهولة مهما كانت مهارتهم وإصرارهم، وصراحة هذا اللقب عزيز جدا على قلبي.
هل تشعر بالراحة مع النظام الجديد للدوري السعودي بعدما تغيرت قواعد احتساب البطل؟
بصراحة أنا مع نظام الدوري الجديد؛ لأنه أضاف على المباريات حلاوة وسخونة، وجعل جميع الأندية تسعى للفوز في مواجهتها وتنتظر نتائج المنافسين أملا في تعثرهم وهو ما يضيف على مسابقة الدوري إثارة ومتعة، وأصبح الحصول على النقاط الثلاثة شيئا مطلوبا في كل مباراة لنيل صدارة الترتيب والفوز بالبطولة.
أما النظام القديم رغم أن له إيجابيات إلا أن سلبياته أكثر ويكفي أن الهلال كان متصدرا طوال الموسم الماضي برصيد 53 نقطة وبفارق 10 نقاط عن صاحب المركز الثاني إلا أنه خسر اللقب في 90 دقيقة فقط أمام الاتحاد بهدفين مقابل هدف واحد، ليضيع على الهلال مجهود موسم كامل دون فائدة.
ذهبية العرب
محرر MBC يحاور القحطاني
الكثير يرشح الأخضر لذهبية الدورة العربية بصفته أقوى المنتخبات المشاركة؟
اسمح لي أن أخالفك في الرأي فالمنتخب السعودي من أقوى المنتخبات المشاركة وليس الأقوى بمفرده، فهناك منتخب مصر الذي أعتبره قويا جدا ولاعبوه يتسمون بالخبرة لأنهم خاضوا الكثير من المباريات القوية وفي احتكاك مستمر مع منتخبات إفريقية، وأعتقد أن مصر تشارك في الدورة بأغلب لاعبيها الذين أحرزوا لقب بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة، ولا أرى أن غياب ثلاثة محترفين سيؤثر بشكل كبير؛ حيث إن الدوري المصري يضم لاعبين متقاربين معهم في المستوى.
وكذلك المنتخب الليبي فهو فريق متمرس يعرف كيف يلعب هذه النوعية من المباريات، أما المنتخب السعودي فهو فريق ممتع في لعبه وآمل أن يساعدنا هذا الإمتاع في الفوز بلقب الدورة العربية.
لماذا وضحت عليك العصبية خلال مباراتكم الأولى أمام السودان؟
لم أكن عصبيا في المباراة الأولى أمام السودان لكن كثرة اعتراضي على الحكم كان سببها التدخلات العنيفة التي كانت تحدث ضد زملائي في المنتخب طول اللقاء دون وجود حماية مناسبة لهم من قبل الحكم، وما فعلته أمر طبيعي لأني أخاف من أن يتعرض أحد لإصابة خطيرة تؤثر على مستقبله.
ميدو يفاوضني
أين ياسر من الاحتراف الخارجي؟
الاحتراف رغبة أكيدة لكل لاعب سعودي فمن حقنا أن يكون لدينا أكثر من لاعب في أوروبا، خصوصا أن أعمار لاعبي المنتخب السعودي صغيرة ومعظمهم مؤهلين للاحتراف في العديد من الأندية الأوروبية، لكن يبقى كسر الحاجز النفسي بين اللاعب السعودي وفكرة انتقاله لأوروبا.
اتصل بي قبل أيام المهاجم المصري أحمد حسام "ميدو" نجم هجوم ميدلسبره الإنجليزي وأكد رغبة النادي في التعاقد معي بناء على طلب من المدير الفني لميدلسبره جاريث ساوثجيت، لكننا إلى الآن ما زلنا في مرحلة المفاوضات، ولكن من المؤكد أن تثمر الأسابيع القليلة المقبلة عن جديد في الموضوع.
وفجر القحطاني مفاجأة من العيار الثقيل حينما أكد أيضا أنه كانت هناك فرصة للعب في صفوف تشيلسي الإنجليزي جاءت عقب مباراة السعودية وغانا، التي فزنا فيها بخمسة أهداف نظيفة، ووقتها كان هناك مسؤولون من النادي الإنجليزي لمتابعة لاعبهم الغاني مايكل إيسين أعجبوا بأدائي وطلبوا مني الجلوس مع إدارة الهلال للتفاوض والتعرف على كامل إمكانياتي لكن الأمور توقفت عند هذا الحد.
لماذا لم ينجح الأخضر في إثبات وجوده عالميا خلال مونديال 2002 و2006؟
دائما ما يكون التخطيط لكأس العالم على أبدع ما يكون ونلعب قبل منافسات المونديال مجموعة من المباريات القوية للإعداد لهذا الحدث الكبير لكن المشكلة تكمن في عدم الاستعداد النفسي للعب في كأس العالم، فلا تزال الرهبة تسيطر على اللاعبين في المباريات القوية.
وما حدث في كأس العالم الأخير كان سببه عدة عوامل، فرغم أننا لعبنا بشكل رائع أمام تونس إلا أننا في مباراتنا الثانية أمام أوكرانيا واجهنا عدة صعوبات أبرزها المناخ الممطر، فلا أذكر أنني لعبت سابقا في جو ممطر في السعودية، ثم تعرض مرمانا لهدفين في مباراة أوكرانيا مما أصاب طموحاتنا في مقتل.
ثقافة الفوز
ياسر يجيد التعامل مع المواقف الصعبة
هل نستطيع القول أن الحظ عاند الأخضر في استرداد اللقب الأسيوي؟
إن قلت إن الحظ لم يحالفنا في بطولة الأمم الأسيوية الأخيرة فأنا بذلك أخالف الواقع؛ لأننا تغلبنا على كثير من المنتخبات القوية مثل اليابان وأوزبكستان وإندونيسيا بالأداء والنتيجة ووجود التوفيق، إلا أن كل تلك العوامل تخلت عن الأخضر خلال مباراته النهائية أمام العراق، وأعترف أننا كنا الأسوأ في ذلك اليوم ولم نظهر بما يرضي طموح جماهيرنا، ولكن علينا أن نتذكر أننا تعرضنا لإجهاد عنيف قبل مواجهة العراق بسبب تنقلنا من منطقة لأخرى وهي إحدى العوامل المؤثرة.
لماذا لا تستطيع المنتخبات العربية الحفاظ على الإنجازات التي تحققها في بطولات سابقة مثل مصر والسعودية؟
المشكلة لا تكمن في المنتخبين السعودي ولا المصري وحدهما، لكن تتمثل في غياب ثقافة الفوز عند اللاعبين العرب بشكل عام، وهذه المشكلة صارت عاهة مستديمة يجب علاجها، فمثلا المنتخب السعودي يحقق لقب بطولة أسيا وبعدها يخرج من بطولة الخليج، والإمارات تحقق لقب الخليج وتخرج من الأمم الأسيوية، وكل هذا يعكس عدم الثبات في مستوى المنتخبات العربية الذي سببه عدم معرفة اللاعب بكيفية الحفاظ على الفوز الذي يحققه، ورغم ذلك فالمنتخب المصري ما زال من الفرق القوية، والكرة المصرية دائما تكون مركزا رئيسيا لجمالية الكرة وتفريغ اللاعبين الموهوبين، سواء على المستوى الإفريقي أم الشرق الأوسط.
كيف تعاملت مع الجماهير عندما كنت تعاني من صيام تهديفي مع نهاية الموسم الماضي؟
هذه الأزمة يعاني منها أي لاعب دون وجود مقدمات، لذلك لم أهتم بالانتقادات التي وجهت ضدي من قبل الجماهير والنقاد رغم أني كنت حزينا لما وصلت إليه من سوء توفيق، لدرجة أني كنت أفشل في إحراز أهداف أثناء انفرادي بحارس المرمى.
ووقتها صار الجمهور يقول ياسر انتهى وراحت عليه، ولكني استطعت التعامل مع مثل هذه المواقف، فأي لاعب معرض لهذا الموقف.
والمشكلة أن الجمهور لا يريد أن يدرك أن كرة القدم لم تعد تعتمد على من يحرز الأهداف ولكن كيف تساعد فريقك على تحقيق الفوز، أو بمساعدة زميلك بإبعاد المدافعين عنه بتحركاتك بدون كرة، وكذلك تغير الوضع وأصبح المهاجم ليس هو الوحيد القادر على تسجيل الأهداف، وكذلك ليس دوره الوحيد بل هناك أدوار أخرى هامة مثل العمل على صناعة الهدف
الموضوع الاصلي
من روعة الكون