عيونها تهتك الأسـتار إحـداقـا............. وشعرها يحرق العشاق إحراقا
ودارة الوجه منها ما رأيــت بها..........عيباً سوى أنها كالبدر إشراقا
قد أحسن الله منها كل جارحـةٍ.......... الأنف والثغرُ والعينـين والساقا
رأيتـها وفؤادي ليـس فـيه لها............. مكانٌ قد أغلقه الغيـد إغلاقا
لكنها فتحت بالحسـن مغلقـةٌ............. وأخرجت كل ما قد كـان سبَّاقا
حتى خلا القلب إلا من محبـتها............ وكان متسعاً مـن قبل إذ ضاقا ضاقا
كأنني ما رأيت الحسن في بشـرٍ ................من قبلها أو عشقـت الغيد إطلاقا
قالت وفي صوتها أنغـام والهـةٍ ................ومن دلال الحواري جـاء إطراقا
قد صنت حسني إني لست أبذله.................. لكـل غـادٍ ولم أدخلـه أسواقا
إني أحـبكَ.. قالتها بلا خجـلٍ............ وأردفت.. ذاب قلبي فيـك أشواقا
ألا تشعر،ألا تدري،ألست ترى؟......... فارحم حبيبةً بـاتت مشــتاقا
إن كنت تحسبني في الحب كاذبة............ فهـاك قلـبي تلقى فيه مصداقا
لا تحسبيني أبيع الحب وأعـرضه......... لأنني لم أجـد في النـاس عشاقا
فكم فتاةٌ هامت بي وجداً وأظهرت......... لي هيامـها كلِفاً للـوصل توَّاقا
فما التفت إليهن أو شعرت بهـن......... بل كم غضبت وكم مزقت أوراقا
رسائل الشـوق تأتيـني فأحرقها........... وأنت تحرقيني بالصـد إحـراقا
لأن قلبي لم يخــتر سـواك فتاةً............ وأنت نُخبته من بين كل من لاقى
الكل يعرض في الدنـيا بضاعـته.......... وأنت وحدك من للقلب قد راقا
فما أجبت بريق الحسن ألجمــني ..........قد يلجم الحسن أيَّاً كـان براقا
كم من جمال رأته العين فانبهـرت............ لكنه لم يكـن للقلـب سـرَّاقا
وكم مـن الغيد شاهدنا فأعجبـنا.......... جمالهـنَّ لكـن حسنكِ قد فاقا
فما رأيــت لكِ فيهـنَّ مشبـهة............ حسـناً ودلالاً وأدبـاً وأخلاقا
رَنـَتْ إليّ وعيــني لا تفارقـها............ ودمعُ عيون كِلينا ظـلَّ رقراقا
كـلٌّ يعاتبُ بالعينـين صاحــبه......... يبثـه شـوقـه كالنـار حرَّاقا
ويشتكي من لهيب الوجـد مشتعلاً.......... ما ليس يعلِّمـه إلا الـذي ذاقـــــا
الموضوع الاصلي
من روعة الكون