الحلقـة الـ 35
" صدمة من نوع آخر "
******
في منزل الفهــــــد
نزلت ساره الدرج بكل برود وملل وهي تغصب نفسها على الابتسام بوجه وليد الي ينتظرها بالصالة .. ووليد من شافها وقف وهو يبتسم لها ويطالع فيها بنظرة حب وشوق .. كانت لابسة فستان وردي لنص الساق .. وأكمامه نازله على الكتف باصباعين لا أكثر .. وماكانت لابسة شي برجولها .. ومنظرها كان مايحتاج تلبس .. لأن ساره كانت دومها بخلخال ناعم ملفوف حولين ساقها .. ودومها تبرد ظوافر رجولها وتدهنها بمناكير وردي بلون خدودها الوردية الناعمة .. وشعرها الفاتح مرفوع جزء منه والباقي منسدل مع خصل بسيطة متطايره على وجا بكل نعومة .. مشت ساره للصالة بلا شعور .. 4 شهور وهي برفقة وليد .. ماقدرت تحبه ولا تحس تجا بأي شعور معين .. وكانت المقارنة بينه وبين مازن تذبحها .. أولها ان مازن ماكان ينتظرها تنزله .. كان اهو الي يطلعلها غرفتها ويقعد معها وينزل اهو وياها سوى .. وليد كان طيب معها .. لكن ماقدر يوصل لطيبة مازن وحنانه وحبه وعطفه .. كل شي بمازن كان غير بالنسبة لها .. وخلاص دمر قلبها هالشعور واهي تحاول تتناساه .. تبعده عنها وتتجاهله .. لكن عجرت تقدر وكل شي مع وليد يحسسها بالفرق .. ويظهر لها مازن صورة قمة بالروعة .. لكنها صورة مهزوزة بنظرها ! اتقدم وليد لها وهو مستخف من داخله عليها وعلى جمالها ونعومتها الذباحة .. واقترب منها وابتسامته معتليه وج .. ولم خصرها بذراعه وباسها من جبينها وقال : شلونك حياتي ..
ساره بهمس : بخير .. انت شلونك ؟
وليد : بخير دامك بخير ..
ابتسمت ساره ابتسامة خفيفة وهي تحاول تفك نفسها من ذراعه .. ووليد حس فيها تبي تبتعد عنه وقال وهو يلمها أكثر : مسرع مليتي مني !
ساره بتنهيدة : لا مو كذا بس ... عشان نقعــد.. !
أبعد وليد ذراعه عنها وهو يحس بالحمق بداخله .. تعب منها طول الشهور واهي مو راضية تتقبل منه شي ! كل ماحاول معها بكلمة ولا بلمسة تقوي الحب بينهم .. مسرع ما تغير الموضوع أو تحاول تتملص بأي طريقة ! وهو بروحه ولهان وميت عليها ومو قادر على الحواجز الي حاطتها بينهم ! .. طالعها بنظرة لوم واهي تمشي وتقد على الكنب .. ومشى وقعد جمبها واهو يقول : ولمتى ياساره ؟
فهمت ساره وش يقصد لكنها تظاهرت بعدم الفهم لعلها تنجو من الموضوع وقالت : وشو الي لمتى !
وليد : هالحواجز الي بيننا .. متى بتنزاح !
ساره وهي تلعب بظوافر ايدها وتقول ببرود : عادي وليد مو لازم تنزاح احنا مرتاحين كذا ..
وليد : انتي مرتاحة بس انا مو مرتاح .. طالعيني ساره وخلي عنك هالبرود والله ذبحتيني !
نزلت ساه ايدينها لحضنها وطالعت فيه بنظرة خالية وهي تقول : وليد انا كم مره قلتلك لاتكلمني بهالموضوع .. خلاص كل شي بيتغير مع الوقت !
وليد : مو متغير ولا شي الا اذا انتي غيرتي الي بنفسك ! كم لنا ياساره مرتبطين للحين مو راضية تتقبلين وجودي بحياتك
ساره : انا لو مو متقبله وجودك ياوليد كان ماوافقت عليك .. !
وليد : وهالشي الوحيد الي تجاوبتي فيه معاي .. ومن بعدها وانا احسك بعيدة كل البعد عني !
ساره : طيب وليد احنا تونا .. تبيني بين يوم وليلة اتغير وأغرق بحبك وأتتيم بهواك !
خفق قلب وليد من كلامها وقال : اي يوم وليلة ياساره ! والله لو ظلينا سنوااااااات بتظلين انتي زي مانتي لانك مو راضية بداخلك تتغيرين !
ساره : انت بتعذب قلبك بهالافكار .. قلتلك انا مو متعمدة اجمد مشاعري معاك بس انت لازم تفهمني وتحس فيني وليد !
وليد : حسيت فيك لين تقطع قلبي ياساره وراعيتك لين طار مخي.. وبس عاد خلاص ماعادني قادر أستحمل أكثر !
تجمعت الدموع بعيون ساره وهي تسند ظهرها .. وشاحت بوجا عنه وهي تحس بالألم يعصر قلبها ! وليد انت تطلب المستحيل .. مستحيل أحبك .. مستحيل اتجاوب معاك .. صحيح وافقت ارتبط فيك لكن مايعني هالشي اني نسيت حب مازن ! اه لو تدري ان حب مازن لازال ساكن قلبي وكياني .. وان عمره مابينمحي الا أحسه يتضاعف بقلبي أكثر .. عجزت لا أنساه وخياله عايش معاي كل دقيقة وكل لحظة .. وياويلي من غيرتك وليد ! ياويلي من مشاعرك الي مو راضية تلقى طريقها لقلبي .. قلبي الي انخطف مني من زمان .. واتملكه حب مازن .. وضاع مازن .. !! وبقى حبه يعذب قلبي وروحي .. ومن وين تبيني أحبك وليد ! انا ظلمتك معاي سامحني ! ..
اتأملها وليد وهي مشيحة وجا عنه وحس بعذاب حبها يحرق قلبه وكيانه ! هلكتيني ياساره ! والله ذبحتي روحي وقطعتي قلبي ! آآه لو أدري انتي بإيش تفكرين ! .. آآه لو أقدر أخنق خيال مازن الي يدور ببالك .. وأمحيه من حياتك وقلبك .. وأفتح عيونك لحبي ومشاعري المتأججة ناحيتك .. واقترب منها ومسك يدها بنعومة وهو يهمس : ساره ..
دارت ساره وجا بخفة لتطالع فيه .. ورفع ايده ومسح دموعها بنعومة واهو يقول : الحين انتي ليه تبكين ؟؟
ساره والعبرة خانقتها : مابي احس اني ظلمتك معاي وليد وانت تعبت وموقادر تستحمل وضعنا .. وانا مو قادر اتجاوب مع مشاعرك و احس اني أحتاج وقت عشان اكون لك مثل ماتبي ..!
وليد بحنان : أوكي سوسو خذي وقتك ! بس لاتبكين ..
خفق قلب ساره بكل الم وهي تسمع منه هالكلمة .. سوسو .. ارجوك وليد هالدلع خاص بمازن .. لا تقولي سوسو وليد تكفى ارحمني مابي هالكلمة .. مابي تدلعني مابيك تحبني .. آآآآآآه ياول قلبي !
وقف وليد وهو ماسك إيدها وقال بابتسامة : قومي ساره ..
ساره بنظرة ضايعة : على وين !
وليد : قومي نطلع .. احس بخنقة بهالمكان .. خلينا نغير جو ..
وقفت ساره وهي تتنهد وماقدرت ترفض .. يكفي رفضها لمشاعره وحبه وكلامه .. وقالت بنعومة : اوكي بروح اغير بسرعه وانزلك !
وليد : البسي عبايتك على ملابسك الي عليك !
ساره : لا لبسي هذا مايريحني بالطلعة ..
وليد : أوكي بس لا تتأخرين .. مابيك تغيبين عن عيوني ..
ساره بهمس : أوكي مو متأخرة ان شاء الله ..
وابتعدت عنه لتطلع الدرج وقبل ترقى اول درجة ناداها .. التفتت له وهي تطالعه باستفمام .. واقترب منها ولمها بذراعينه بنعومة وقال : غيري هالنظرة الحزينة حياتي .. ابتسمي يكون شكلك احلى اذا ابتسمتي !
ابتسمت ساره بنعومة وهي تحس بالدم متصاعد لوجنتها .. ووليد ذاب منها وقال بنعومة : دوووم هالابتسامة يارب .. أحبــك ساره !
ساره بتعلثم : وليد صدقـ ...
قاطعها وليد وهو يقول بهمس : هششش ولا كلمة .. انتي مو قادر تتجاوبين معاي أوكي مو مشكلة .. بس خليني انا أعبرلك الي بداخلي لا تصديني أرجوك .. !
ظاعت عيون ساره بوج .. ووليد شاف الحيرة بعيونها وفكها من ذراعينه وهو يقول : يالله روحي غيري ..
ارتاحت ساره لهالافراج .. بعد ماحست انها بتدوووخ وهي بين ذراعيه .. ودارت وطلعت الدرج وقلبها يخفق بكل قوة .. واتمنت بخاطرها لو انها تطلع فوق ولا عاد تنزل لوليد أبـد أبد !!
********
طلعت سمر من غرفتها وهي لابسة العباية وتنادي على خالد .. وخالد من سمعها قام من الصالة ومشى لها وهو يقول : جهزتي حياتي !
سمر بتعب : اي خلاص .. يالله مابي نتأخر
خالد بضيق : وليه مستعجلة سموور .. بنروح نلقاه اهو اهو ماتغير في شي !
سمر : بس نكون حوله ياخالد والدكتور قال انه يسمعنا ويحس فينا ومابي نتركه بحاله !
خالد بتنهيدة : الله يقومه بالسلامة يارب .. خالتي بتجي معنا ؟
سمر : لا طلعت مع ابوي عندهم كم شغلة بيخلصونها ويلحقونا على المستشفى
خالد وهو يلف للباب : يلا اجل مشينا ..
ومشى وسمر بجمبه تمشي بتعب .. هذه هي بالشهر الخامس وللحين متعبها الوحم والدوار والخفقان .. والتفت لها خالد واهي تمشي وقال بحنان : شوي شوي حياتي ..
سمر بتنهيدة : والله االحمل مو مريحني بأي حال من الاحوال .. حتى وانا نايمة يقومني هالتعب ..
خالد وهو يلم خصرها ليعاونها على المشي : اااخ بس لو اعرف بنت ولا ولد الي مسوي فيك كل هذا
سمر : وش بيفرق يعني ..
خالد : لو ولد بافقع عينه اول مايطلع واهاوشه على الي سواه فيك .. ولو بنت لا ببوسها وافهمها بالهداوة !
سمر : لا والله ! تبي تفقع عن ولدي وانا الي تعبانة عليه طول هالشهوور ! وحتى لو كانت بنت بعد وش يفرق كلهم بيبيهات الله لايحرمني منهم !
خالد بابتسامة وسيعة : والله الي يسمع كل هالحنية منك مايقول انتي الي مطيحك التعب بسبتهم !
سمر بدلع : عادي خالد .. خلهم يتعبوني ويآذوني بس اهم شي يطلعولي سالمين معافين ..
خالد : ياويل قلبي غرت منهم انا الحين .. اوكي سمر وانا اتعب واذيك عادي مووو ؟؟
سمر وهي تضحك : شتبي انت من جدك تقارن نفسك فيهم ؟
خالد باستهبال : لا أنا داري اني أهم منهم واحسن .. بس ابي اعرف انتي شلون تفكرين يعني حتى انا مسموح اتعبك ولا بس اهم !!
سمر بحمق بس تضحك : وانت شراااايك ؟؟
خالد : انتي قولي سموووور لا تخليني اغار الحين وافقع عينه واهو ببطنك !
سمر واهي تبعد عنه : يمممممه منك انت ايش انت .. والله تخرع .. !
خالد وهو يضحك : تخافين عليه مني يالحوطية !
سمر : والله من كلامك بخاف .. حبيبي تر انت لازم تتغير من قبل اولد لا تفشلني قدامه !
خالد : لا انا ماعندي لف ودوران لازم يشوف ابوه على حقيقته!
سمر بتعب : ياويلي والله بينصدم
كانوا عند باب الشارع ولمها خالد بذراعينه وركزها بالباب وقرب وج منها وهو يقول بهمس : انا تقولين عني كذا سمووور !
سمر وهي تضحك : ابعد عني خالد تكفى مو ناقصة الي ببطني تجيني انت ..
خالد : وانا وشو انا .. ولد الزبـال ؟
سمر : افا عليك حبيبي مارضى تكون ولد الزبال لا يطلع ولدي عليك !
خالد : يعني عشان ولدك مو عشاني
سمر : خالد انت من جدك تغار !
خالد : اي والله اغار .. الي ماعاد تشوفين غيره ولا تحكين الا عنه لا وبعد تبدينه علي شتبيني اسوي ارقص ؟؟
سمر بهمس : حبيبي ابعد عني والله مو ناقصة خنقة ..
خالد : انا خنقة الحين هاه ! وش بتطلعيني انتي بالاخر !
سمر بتعب حقيقي : انت دنيتي كلها حبيبي .. شلون واحد مفعوص لا قام ولا استوى يبدل مكانتك ؟!
خالد : والله مدري عنك انتي اذا جبتيه بتمليني وتنشغلين عني واصير انا مو شي !
سمر : يووووه حبيبي أجل وش لي لزمة من هالدنيا وانا مو عايشتها إلا عشانك ..
باسها خالد وهو يحس حبها كل ماله يتولع بداخله .. وابتسم لها ابتسامة تذوب الحجر وهي ميته منه بس عاد لازم يمشون وقالت بنعومة : شرايك حبيبي نأجل كل هذا لبعدين ..
خالد بضحك : اووه يعني مو راضية نرجع داخل !
سمر : لا خالد أمانة ...
خالد بضحك : ربع ساعه بس
سمر : لللللللااا خالد تعبانة أنا ..
خالد بابتسامة ساحرة : سلامتك ياعمري .. يلا زيني طرحتك خل نطلع ... وأبعد عنها وهي عدلت طرحتها وفتح خالد الباب وطلعوا .. وانتبه خالد لباب بيت اهله ينفتح وتطلع منه ساره برفقة وليد !
طالعه خالد بطرف عينه وهو يهمس : وش عنده طالع مع اختي !
سمر وهي تطالعهم : وش عنده بعد .. زوجته ويبي يطلعها بكيفه ..
خالد : والله للحين مو قادر أستوعب انه أخذ ساره ..
سمر بتنهيدة : ولا انا ياخالد .. مو مصدقة ان نهاية ساره مع هالانسان وان مازن ما عاد ... (( واتنهدت بقوة وقالت : ياعمري يامازن الا مدري وش بيصير فيك اذا صحيت ودريت !
خالد : اي والله ان يتمنى يرجع للغيبوبة بدل الدمار الي بيعيشه اذا درا !!
وراقبوهم واهو يقتربون من السيارة وعند هاللحظة انتبهت ساره ووليد .. لخالد وسمر وابتسمت لهم ساره واهي تقول : مرحبا ..
خالد وهو يمشي لهم : هلا والله بساره شلونك ؟
ساره بنعومة : تمام الحمدلله .. شلونك انت ؟
وسلم عليها وهو يقول : بخير .. (( وسلم على وليد .. وسمر اقتربت منهم وسلمت عليهم وساره قالت : شلونك مع تعب الحمل سمر !
سمر : والله تعب بس الله يعين
ساره : طيب تراجعين مع الدكتورة ؟؟
سمر : إي والله اراجع وطمنتني ان هالتعب طبيعي والبيبي بخير وعاد مالي الا اصبر واتحمل !
ساره : الله يعين ياعمري .. رايحين المستشفى الحين !
سمر : إيه ...
ساره : مراجعة ؟؟
سمر بتردد : لالا .. رايحين نشوف مازن !
خفق قلب ساره بكل قوة وحست بالدم الحارق يفور بجسدها ويتصاعد لوجا وبان الاحمرار فيه ! ونزلت عينها على الارض وقالت بصوت اقرب للهمس : الله يقومه بالسلامة .. والتفتت بسرعه لوليد وهي تقول : يلا ياوليد ..
وليد وهو يطالع خالد وسمر : يلا اجل مانعطلكم .. سلام !
خالد بضيق : عليكم السلام ..
ودرا اهو وسمر عنهم وسمر حست بالضيق من الموقف وضايقها اكثر ان ساره ماسألت عن مازن ولا احواله .. واول ماركبت السيارة مع خالد قالت : ساره مره تغيرت ياخالد !
خالد وهو يشغل السيارة : اكيد بتتغير .. من عاشر قوما اربعين يوما صار منهم !
سمر : بس بزيادة .. لا تسأل عن مازن ولا تبي تسمع عنه شي .. وفوق ذا كله لا تزورنا ولا تجتمع معانا ! والله آخر مره قعدت معها وسولفنا يمكن ماتجي نص ساعه عند ندى وقبل شهر !!
خالد : هروب ياسمر .. انا متأكد ان ساره بداخلها محترقة ولاهي راضية عن ولا شي من هذا .. لكن تبي تهرب من هالشعور وتحاول تبعد نفسها عن اي ذكريات تذكرها بمازن !
سمر : والله محد أجبرها ياخالد على الي سوته بنفسها ! ولا شوفها وشوف عيونها شلون حزينة وباين انها مو مبسوطة مع وليد ولاهي راضية فيه كزوج !
خالد : وش يفيد هالكلام ياسمر .. هي الي وافقت واصرت عليه تحسب انها بتنتصر لنفسها بهالشي .. بالعكس دمرت نفسها أكثر بهالارتباط .. (( وكمل بتنهيدة : بس مانقول غير حسبي الله على من كان السبب !!
وكملوا باقي طريقهم بصمت وقلوبهم محترقة على هالوضع الي مايسر لا حبيب ولا عدو .. لين وصلوا المستشفى ونزلوا .. ومشوا بخطوات هادئة بين الاسياب الي تعودوا عليها وخالد يبتسم بوجه الممرضين والدكاترة الي حفظ اشكالهم وهو يشوفهم يوميا اذا جا لمازن .. ووصلوا لغرفة مازن ودخلوها .. كانت خـالية الا من سرير ابيض كبيـر .. مستقر وسط الغرفة يرقد عليه مازن بلاحس وبلا حراك ! اقربت سمر وخالد من السرير .. وسمر فورا قعدت على السرير جمبه ومسكت ايده وحستها باردة وصارت تفكرها لتدفيها وهي تطالع بملامحه الذبلانة والي مو حاسة بشي .. وخالد وقف جمب راسه واتأمله لحظات حس ان دمعته بتفلت منه وقال بصوت مخنوق : وحشني موووووت !
تجمعت الدموع بعيون سمر وهي تقول : والله حشنا كلنا بعد عمري .. الله يقومه باقرب وقت ..
خالد : آمين ..
وسحب كرسي وقعد بجبمه وقال : معاك مصحف ؟؟
سمر : إي معاي ..
خالد : زين عطيني خل اقر عليه ..
فتحت سمر شنطة إيدها وطلعت المصحف الصغير منه واهو الي دايم بشنطتها لتقرا منه بأي مكان تلاقي فرصة .. وناولته لخالد .. فتح خالد على سورة البقرة وقرب من راس مازن وصار يقرا بكل هدوء .. وسمر ظلت تتأمل وجه مازن وتمسح على إيدينه بكل حنان ... وأثناء ماخالد يقرا .. حست بأيدها أصابع مازن تتحرك !! وخفق قلبها ونزلت عيونها لتطالع صوابعه .. وراقبتها لحظات ماحست بشي ! ومادرت هل هي تتوهم ولا اهو من جد حرك اصابعه !! وظلت تراقبها على امل يحركها مره ثانية .. وطال الوقت ماحركها ! لكنها ماقدرت تصبر وقالت لخالد : خالد تكفى اسأل الدكتور عن حالة مازن اليوم !
خالد : وش الجديد ياسمر .. حاله مثل كل يوم !
سمر : لا بس عندي احساس انه فيه شي متغير بحالته .. تكفى ناد الدكتور خل يشوفه
خالد وهو يوقف : أوكي بروح أشوفه والله المستعان ..
ورجع لها المصحف ومشى عنها وطلع .. وهي اقتربت من راس مازن وصارت تمسح على شعره بإيد وتضعط على إيده بإيدها الثانية وقالت بحنان : مازن حبيبي أنا سمر .. انت حركت اصابعك تو صح .. ؟؟ ارجوك حبيبي اذا تحس فيني حرك اصابعك مره ثانيه !
وظلت معلقة بالامل وهي تراقب صوابعها ياعسى يحركها .. واثناء ماعيونها تطالع صوابعه ... انتفضت جفون مازن بمحاولة لفتح عيونه !! ومع هالمحاوله الصعبة .. تحركت صوابعه بإيد سمر الي ارتجف قلبها وهي ترفع راسها بسرعه لتطالع وج .. وشافت جفونه واهي تنتفض .. وحواجبه معقودة .. واتيبست بمكانها !! وصارت تراقبه واهو يجاهد عيونه لتفتح .. وضغط على ايدها بقوة ... وفتح عيونه بصعــوبة .. ليحس بالنور يخترق بصره بألم .. ورجع سكر عيونه مره ثانيه .. وحس بالظلام مختلف عن الظلام الي كان يشوفه من فترة .. ظلام مختلط بالنور ! .. ومحاوله ثانية أسهل من الأولى .. فتح عيونه .. وخفق قلب سمر بكل قوة واهي تراقبه .. وانتفضت شفايفــه بمحاولة للكـــلام .. وسالت دموع سمر وهي مو مصدقة انه بدا يوعى ! وظلت تراقبه بأنفاس متسارعه وتمسح دموعها بسرعه لتشوفه .. وشوي الا حرك شفـايفه ليطلع منه صووت مبحوح ويقول : سـ ـ ـاره .. وين سـ ـاره !
انتفض كيان سمر وحست بالقشعريره تسري بجسدها وهي تسمع صوته .. وقربت منه وهي تقول من بين دموعها : مازن ياخوي .. تسمعني حبيبي .. انا سمر !!
انتبه مازن لسمر واهي قدامه ولانت ملامحه العابسة .. وقال بنفس الصوت : مويـه .. أبي مويه !
وقفت سمر بسرعه وقربت منه وباست جبنيه وقالت : أوكي الحين يجي الدكتور ونقوله .. انا اخاف اضرك حبيبي ..
بلل مازن شفاته بلسانه وهو يحس بالنشوفية بحلقة والام بصدره وقال بتعب : وينهي .. ؟
طالعت سمر فيه ودموعها تسيل بفرحة لصحوته وألم من اسئلته وعاد عليها : سمر .. وين ساره !
وخارت قواها ! هالسؤال الي متوقعينه منه .. والي استعدوله طوال الخمس أشهر ! وماعرفوا شلون يجاوبونه لو سألهم عنها ! شلون يقولون له ان ساره راحت عنه .. ضاعت منه !
وقالت بألم : حبيبي لا تتعب نفسك بالكـلام .. الحين ارتاح وخل الدكتور يشوفك ويعطيك مويه وبعدين اسألني الي تبي ..
سكر مازن عيونه بوهن .. وسمر قالت : بروح اشوفلك الدكتور بسرعه واجي ..
ومشت مبتعدة عنه وطلعت من الغرفة لتصادف أمها عند الباب وقالت بكل فرحة وهي تبكي : يمـه مازن وعى .. وعى .. !
خبطت ام مازن على صدرها وهي تقول بصوت مرتجف : بعد عمــري ياولدي !
وفتحت الباب لتدخل وشافت سمر .. خالد وابوها مع الدكتور يقتربون لها وانتبه لها خالد وهي تبكي وسألها شالي صار .. وعلمتهم الخبـــر ودخلوا كلهم بسرعه مو مصدقين ان مازن أخيرا صحـى بعد غيبوبة دامت 5 شهوور !! .. لكن سمر مادخلت .. ظلت واقفة برا وخالد انتبه لها وقال : شفيك واقفة ياسمر ادخلي !
سمر وهي تبكي : مابي ادخل ياخالد .. مازن اول ماصحى سأل عن ساره وماعرفت وش اقوله واخاف ادخل يرجع يسألني !
خالد بألم : اوكي احنا عارفين انه بيسأل عنها .. ولازم يعرف الحقيقة لأن الطبيعي انه يفتح عيونه ويلاقي ساره الي قدامه !!
سمر : ماقدر اواجه هالشي ياخالد .. انت ادخل بس انا ماقدر ادخل
خالد : شلون حياتي بتقعدين لحالك برا !! لازم نكون كلنا حوله بهالوقت عشان يحس اننا جمبه وماتركناه ولا لحظة !
سمر : ياولي والله ماستحمل صدمته خالد
خالد : سمر احنا لازم نكون عنده نصبره ونهديه .. مو نبتعد عنه بهالطريقه والله نزيده صدمة وعذاب
مشت سمر باستسلام وهي تمسح دموعها وتقول : الله يعيننا ويعينه ..
ودخلوا عليه وشافوه داير راسه للطبيب ويتجاوب مع تعليمات الطبيب من أسئلة واختبار للنظر والسمع والكلام والحركة .. ! ومشوا ووقفوا قدامه .. وهو طالهم كنه يسأل عن أحد ولا يدور أحد بينهم !! وام مازن وابوه قاعدين على الكراسي قباله ! .. وبعد مانتهى الدكتور قال : الحمدلله يارب الحواس كلها تمام .. !
مازن بوهن : شالي صار فيني ؟
الدكتور : كسور بأماكن متعددة بالجسد .. بس الحمدلله انت الحين احسن بكثير من اول .. بس باقي عندك كسر الكتف وكسر الحوض غير ملتئمين.. ولازم تراعي نفسك بالحركة .. والفترة القادمة حتستخدم العكازات !!
مازن بصدمة : عكازات !! مابي استخدمها وماعرف !
الدكتور : لازم يامازن .. الحوض مو متأهب لأي ضغط ولا أي حركة قوية .. واحنا حناخذك للعلاج الطبيعي تتمرن على العكازات لين تتعلم عليها وتستمر ماشي فيها لحد ماتلتئم الكسور
سكر مازن عيونه بألم .. كسور .. وعكازات .. يالله انك تعــين !
وابو مازن قرب منه ومسح على شعره بحنان وهو يقول : طيب طيب ياولدي ! الحمدلله راح الشر .. كنت ياولدي بغيبوبة اكثر من 5 شهور .. الحمدلله الي ربي نجاك منها وردك لنا .. وهالكسور بتلتئم بيوم من الايام وترد لنا مازن الي نعرفه واحسن انت بس اتوكل على ربك ولا تيأس ..
مازن بتعب : الله يعين ..
ام مازن وهي تبكي : الحمدلله على سلامتك حبيبي .. انت احمد ربك الي نجاك ياولدي والا الحادث الي صابك ماكان سهل ابد ..
استرجع مازن الاحداث فاجأه ... حــــــــادث ! ... كان مســــــرع يبي يروح لـ ... وليـــــــــد .. !! ســــــــاره !! وفتح عيونه ودار بالغرفة واتأكد ان ســاره مو موجودة ! وخفق قلبه بكل خوف وهو يقول : وين ســاره !!
خلاص .. مــاعاد يقدرون يخبون أكثــــــــر .. لازم يعرف .. ومو منتظرينه يتعافى عشان يصدمونه مره ثانية بالخبـر .. مره وحده يعرف بكل شي .. ومره وحده ينصدم .. !!
*******
|