الحلـقة الـ 26
" أنا قدرك ونصيبك "
************
كانت أشكالهم ملفتة لنظر الجميـع .. كل من يمشي ويشوف مجموعة الأشاخص الي يمشون بهدوء ويجرون آلامهم وأحزانهم وراهم في أرض المطـار الدولي .. كان كل واحد منهم تظهر معالم الحزن والألم بملامحه .. والبنات عيونهم متوقدة كالجمر من كثر البكي على موت جدهم الصغير بالسن .. هالجد الي كان مثل أبوهم يرعاهم ويحرسهم وأهو بعيد عنهم .. وأكثر من مره طلبهم ينتقلون للعيش عنده بلبنان تحت نظره وبصره ليرتاح قلبه وخاطره ويهنأ بحياته .. لكن الظروف والحياة ماكانت بكيفهم .. كان مريض بالقلب وجته جلطة جامدة ماصحى منها ! وانتقلت روحه لبارئها تارك وراه قلوب تحبه وتهواه وتتقطع على فراقه وتتألم لموته .. خصوصا بيت أبو فهد .. الي ماعادت قلوبهم تستحمل أي موت وفراق .. تعبتهم الدنيا وشوي وتقضي عليهم كثر ما أخذت منهم وولعت قلوبهم .. بس خلاص .. أبونا وأمنا والحين جدنا ولمتى بنفقد ؟ استغفروا الله على مشاعر السخط الي انتابتهم من كثر الحزن .. واحمدوا الله واشكروه على كل حـال .. ومر اليوم الي بعده صاخب على الكل .. واهم يحاولون يعاونون مازن قد مايقدرون على انهاء جميع التزاماته بهالبلد .. لأن السفر اتقدم أكثر .. واتغير مساره من نييورك الي السعودية .. اتغير وصار من نييورك الى بيروت .. لوين ماهو العـزا هناك .. ولوين مايشاركون الكل الحزن والألم والدموع ..
أخيرا استقروا بالطيـارة بكل صمت وحزن .. دون مايكلم أحد الثاني الا بهمس وبملل .. واقعدوا أماكنهم وتنهيدة حزن تخرج من صدورهم .. ودقايق وأقلعت الطيارة بقوة .. كقوة الألام الي بقلبوهم .. كضجة الأحزان بداخلهم .. كانهمار الدموع بعيونهم .. ياعسى الي خلا الطيارة تقلع من هالأرض .. يقلع بيوم هالهموم من قلوبنا .. والله تعبنا ..
وبعد هالسفر الطويل المتعب للجسد والنفس .. أخيرا وصلت الطيارة لأراضي بيروت .. ونزل كل من عليها لوين مايهديه طريقه .. ونزل فهد والكل ومشوا بخطوات متعبة ومنكهة .. لين دخلوا المطار .. ولقوا أبو مازن بانتظارهم .. ومعالم الحزن بوج .. وسمر من شافت أبوها ركضت ورمت راسها على صدره وبكت من خاطر .. وهو ضمها ومسح راسها بحنان وحاول يهديها ويصبرها .. بعدها اقترب مازن من أبوه وضمه وهو يحس بحرقة الألم بصدره .. وماقاوم دمعة نزلت بكل حرارة على خده .. واهو يصبره ويقويه .. كان صعب عليهم يتلقون هالخبر وهم بعاد .. يمكن لو كانوا موجودين كان وقعه عليهم أهون .. لكن من وين يخبون عليهم واهم من سافروا أبو مازن وأم مازن واهم على اتصال مستمر يسألون عن أحوال جدهم ووضعه ..لين عرفوا بخبر وفاته الي صعقهم !
مشوا مع ابو مازن للسيارة بعد ما شالوا أمتعتهم .. وانطلقوا لقصر جدهم المرحوم .. لوين ماهناك القرايب كلهم يبكونه بآخر يوم للعزاء اليوم الثالث .. عسى الله لا يبكيكم على عزيز .
وهناك تجدد الحزن .. وتجددت الدموع وكأن الجد توه الي مات .. وهم يستقبلون عيال وبنات أخواتهم وبنات خالاتهم .. هالعيلة الي حبها اقتحم كل قلب .. وكانوا دومهم حديث الكل بكل حب وحنان وعطف ومعزة ..
بالأخص جدتهم الي تموت فيهم .. بكت عليهم واهي تحتضن كل واحد منهم بكل أمومة الحب والحنان والشوق .. ويوم احتضنت ساره ناهجت من البكي وساره شاركتها بكيها بكل حزن ..
كان يوم كئيب وحزين ومدمع .. ومتعب على الكل خاصة الي ردوا من السفر ومارتاحوا .. وماصدقوا بدا يخلا البيت .. واتجهوا لوين ماغرفهم مجهزة لهم .. وبكل تعب وألم وحزن وارهاق .. رموا نفسهم على فرشهم .. ونـــــاموا ..
*********
في الصباح انطلقوا الشباب مع ابو مازن لوين ماجدهم المرحوم مستقر بكل راحه بقبره .. وصلوا المقبرة ودخلوا .. ومشوا بكل حزن لقبر جدهم .. وسلموا عليه ودعوله .. ودمعت عيونهم عليه .. وابومازن يدعيله ويصبرهم .. واهو يدري ببركان الاحزان المتفجرة بداخلهم .. هالبشر الي واجهوا أحزان وضغوط بحياتهم .. لو توزعت على الدنيا كلها كان كفتهم !! عاشوا الي محد عاشه من الظروف والاحزان من هم اطفال لهاللحظة .. لكن اراد الله برعايته وحفظه .. ان يطلع كل واحد منهم رجال يملي الثوب ويوزن الكلام ويحمل المسؤولية ويكون فخر وعز للكل ..
رجعوا للبيت ولقوا الكل ينتظرهم على الفطور .. وجدتهم الي ذبحها الحزن على موت زوجها .. الا ان فرحتها بجية أحفادها نظر عينها تسوى عندها الدنيا ومافيها ..
كانوا البنات جالسين بهدوء بين بنات أخوالهم الي يموتون على ساره وسمر وشافوا غاده وحبوها من أول ماشافوها واهي الي كانت تحس بحرج وحيا من هالمجتمع الي أول مره تختلط فيه ..<< سعودية أبا عن جد..
وهم قاعدين سوا .. انفتحت سيرة الدراسة والمدارس وبنت خالهم أمل تقول : تصدقوا أنا وأخواتي كرهنا الدراسة التقليدية بشكل كبير وحزروا وش سوينا ؟!
ساره بابتسامة ناعمة : وش سويتوا ؟!
أمل بضحك : تركناها وسجلنا بمدرسة داخلية !
استغربوا كلهم وساره تقول باستغراب : عن جد أمل ؟؟
أمل بمرح : والله جد من السنة الماضية احنا فيها ..
سمر : طيب شلون شفتوها حلوة ؟؟
أمل : تجنن ..! خرجات وبسطة وحفلات وصحيح نظامية مره .. لكن حلو انك مع زميلاتك كلهم بنفس المكان وبالويك اند نروح لأهالينا
ساره وهي تضحك : والله حركة !
أمل : وناسة ياسوسو .. تعالي بس خلي السعودية وسجلي معانا فيها وخلينا ننبسط سوى
ساره : اتخيلي !
أمل : وليه لاء .. أتوقع الدراسة هنا أسهل وأحلى
ساره بابتسامة : يمكن بس ماقدر اخلي السعودية مهما كان ..
أمل تبي تغريها : مدرسة داخلية سوسو والله نفلها وننبسط محد داري عننا
ساره : ه بس انتي لاتخربيني
أمل : فكري فيها ياساره والله تنبسطي ..
سمر : لا ياحلوة خلي بنت خالتي عندي يكفي انتي عندك خوات يكفونك
أمل باستهبال : وانتي ياسمر كمان تعالي مع ساره وسجلي بالمدرسة وخلونا نفلها صح ..
سمر : خلاص انتي قررتي ان ساره بتجيك وتسجل معاك !
أمل : باتمنى والله .. ومافي شي مستحيييييييييل
ضحكوا عليها وانختمت هالسالفة بآخر كلمة انقالت .. مافي شي مستحيل .. !!
على العصر كانت جلستهم وحده .. بما فيهم عيال الأخوال الي أخذوا راحتهم بالحكي مع البنات والضحك.. كانوا لازالوا حزنانين على موت جدهم .. بس يحاولون يخرجون أنفسهم من دائرة الأحزن بالسوالف والضحك .. كان أيمن ولد خالهم أخو أمل اهو سيد القعدة بالسوالف والضحك .. وقال موجه الكلام لسمر :انتي بتدرسي بأي صف سمر ؟
سمر بابتسامة ناعمة : خلصت السنة الثانية من الجامعة ..
أيمن باستغراب : عن جد !!! شكلك صغيره انتي كم عمرك الحين !
سمر : ماشية بالـ 20
أيمن بتعجب : كااااااااااام ؟؟ ان كان انتي بالـ20 أجل ساره كم ؟! (( والتفت لساره واهو يقول : كم عمرك ياساره
ساره بابتسامة ناعمة : ماشية بالـ 17..
أيمن : لالا مو معقول ... !!!
اتبادلو البنات النظرات بضحكة خفيفة وأيمن قال واهو يفرك دقنه : والله كبرتوا يابنات !
تضايق خالد من جرائة ولد خاله وبانت الغيرة بنظراته .. وضحكت جدتهم واهي تقول : اي على بالك انت بس تكبر ... كل البنات تكبر والدنيا تتغير والأحوال تتبدل .. اللهم احسن خواتمنا يارب
كلهم : آمين ..
وقفت سمر من بينهم وهي توجه ابتسامة للكل .. ومشت من عندهم وطلعت من الباب لحديقة القصر الخارجية وعيون خالد تتبعها .. وقلبه يخفق بحبه وشوقه الي ماقعد معها ولا كلمها من صار الي صار .. ويوم شافها طلعت ماقدر يقاوم شوقه .. ووقف واهو يبتسم للكل .. وهالمره ضحكوا كلهم واهم يدرون انه بيلحقها .. وجدتهم قالت : الله يسعدكم ياولدي
خالد : آمين يـمه كثري من هالدعوات ..
الجده : لاتوصيني حبيبي والله اني ادعي لكم الليل والنهار ان الله يسعدكم ويهنيكم ويفتح دروب الخير بوجيهكم
ابتسموا لها كلهم بحب واهو يقولون : آآآمين يارب ..
ومشى خالد لين الباب وطلع برا ومشى بخطوات هادية .. وشاف سمر واهي تمشي بنعومة بين العشب والزهور .. وعاقدة ذراعينها على صدرها والحيرة ظاهرة بملامحها وعيونها .. ظل خالد يتأملها فترة لين التفتت واهي تمشي وشافته .. خفق قلبها من شافته لكن ظلت ملامحها جامده واهي تطالعه بنظرات لوم وعتاب .. تبادلوا النظرات لحظات وسمر واقفة بمكانها .. لين نزل خالد الدرج ومشى بخطوات هادية لين اقترب منها وعيونه مافارقت عيونها .. وقال بهدوء : ليه طلعتي ؟
سمر : أريح لخاطري ..
خالد : ليه وخاطرك متكدر وانتي قاعدة هناك؟
سمر : تقدر تقول ..
خالد : ليه طيب ؟
سمر بنظرة عتاب : خفت أسمع كلمة زايدة من أيمن تخليك تشك ان بيني وبينه شي اهو بعد !
سكت خالد واهو يطالع فيها بنظرة حب ولوم .. وبعدها قال بهمس : شوفي سمر .. مايحتاج أقولك وش كثر انتي غاليه على قلبي .. ووش كثر أحبك بجنون .. ( مسك ايدها واهو يكمل : سمر أنا أغار عليك من نسمة الهوا .. يمكن انتي ماغلطتي بشي .. أو سويتي الي سويته عن حسن نية وطهارة قلب .. لكن شسوي بقلبي الي مايستحمل هالشي ؟! من حقي أغار ياسمر ولا لاء ؟!
سمر بهمس : من حقك تغار ياخالد .. بس مو من حقك تشك ..
خالد : انا ماشكيت فيك سمر
سمر وهي تراقب عيونه : وش تسمي خصامك وكلامك أجل ! اني ما أصدق ألاقي فرصة عشان أكلم فيها طلال !! هذا وش معناه خالد ؟! .. حبيبي انت تغار علي صدقني هالشي مايزعلني .. بالعكس يفرحني ويحسسني بمكانتي عندك وأهميتي بحياتك .. لكن لازم تعرف خالد ان كثر الغيرة بهالطريقة ممكن يولد الشك وانا مابي الشك يدخل بيننا خالد أرجوك ..
خالد : كل شي بإيدك سمر ..
سمر : كل شي بإيدك انت خالد .. انت الي تثق وانت الي تشك !
خالد : انا واثق فيك سمر .. يبقى انتي لا تسوين أشياء تعرفين اني ما أتقبلها ولا أستحملها ..
ظاعت عيون سمر بوج وقلبها يخفق بكل بعذاب الحب المتأجج بداخلها وهمست : انا بسوي الي يرضيك خالد .. بس دامك تقول إنك واثق فيني .. يصير لا تفهم تصرفاتي غلط .. ! عشان لا أفهم انا غيرتك انها شك!
خالد :حبك ياسمر جننني .. والله طير مخي وخلاني ما أستحمل مجرد فكرة ان واحد يكلمك ويسمع صوتك وياخذ ويعطي معاك .. ماقدر .. أحبك سمر وأتمنى افقع عين كل واحد يطالع فيك ولا أبكس فم كل واحد يكلمك ..
ماقدرت سمك تكتم ضحكتها عليه واهو يوصف حبها بهالطريقة . أفقع وأبكس.. فديت هالرومانسية خـالد !
وضحكت بنعومة وخالد ابتسم لها ابتسامة تذوب الروح واهو يقول : لا تزعلين سمووو .. والله وحشتيني ياحمارة ..
سمر وهي تضحك : بس انت ... والله ماتعرف للرومانسية انت أبد
خالد بضحك : ماعرف الا اني أحبـــــــــك وحبك خربط مخي وبعثر روحي وكياني وشو عاد .. رومانسية ولا مو رومانسية المهم أحبك وبس ..
سمر بنعومة : وأنا أموت فيك خالد ..
قطف خالد ورده صغيرة من الحديقة وقدمها لسمر وهو يقول باستهبال كنه مصري : هدية حُوبينا ..
سمر وهي تمسك الورده : يقطع ابليسك خالد
خالد : خلي ابليسي بحاله أحتاجه ترا ..
سمر : يقطع ويخسى .. شتبي فيه !
خالد : يفتح عيوني للعذال الي يطالعونك ..
سمر : ه يممممه منك انت ..
خالد : .. وطالعها بنظرة حب وهمس من خاااطره العاشق : أحبك سمر
سمر بابتسامة ساحرة : أحبك خالد ..
وتبادلوا اثنينهم نظرات الحب الأزلي .. والورود من حولهم تشهد علي كل كلمة نطقت بهالحب المجنون وكل لمسة حركها الشوق المفتون وكل همسة امتلت بمعاني الصدق واتشكلت بكلمة .. أحبك ..
****************
ثلاث أيام مرت واهم بلبنان .. كانت كفيلة بازالة بعض الهموم من قلب الجده المسكينة .. وهي تشوف أحفادها متجمعين حولها .. وان كانت الظروف حزينة الا انها فرحت بجمعتهم المحببة لقلبها بشكل كبير ..
وهم قاعدين سوى بعصرية حلوة .. وكان حوارهم لطيف وهادي .. سألت الجده عن بنت اختها ( أم مي )
كيف اوضاعها بأمريكا وأحوالها .. وأم مازن الي ردت : والله بخير الحمدلله مبسوطين ومرتاحين
الجده : وكيف بناتها مي وعطوف؟!
ام مازن : الحمدلله يارب بنتها مي زواجها قريب .. والتفتت تسأل مازن : متى زواجها يامازن؟
ضيق مازن عيونه واهو يفكر ويسترجع التواريخ وفاجأه قال بحماس : اليووووم !
ام مازن : متأكد مازن ؟
مازن بضحك : اي والله اليوم .. كنت مع بدر قبل السفر وقالي التاريخ ..
الجده : ماشاء الله .. الله يوفقها ويسعدها ويهني كل بنت ويحقق لها الي تتمناه
ساره بنعومة : آمين
التفتت لها الجده بابتسامة حنونه واهي تدري عن حب ساره لمازن وحب مازن لها .. حبهم الي ماقدر بيوم يتخفى عن الأنظار .. لانه ظاهر بكل نظرة وبكل همسة وبكل حركة تنبع من قلوبهم العاشقة والمتيمة ..
ياعسى الله يتمم عليهم بالترابط الدائم مثل ماتمم على مي وبدر .. هذي أول علاقة حب تتمم بالزواج .. الزواج الي كان حديث الكل بذاك اليوم .. وكان مقام بأكبر القاعات وأفخمها .. حضره كبار الشخصيات بالمدينة .. غير الأصدقاء والمعارف والقرايب .. الكل كانت تظهر على وج بشاير الفرح والسعادة .. حتى عطوف الي مانست بلحظة غضبها وحقدها من مازن .. وقررت تلحقهم متى ماخلصوا من لبنان ورجعوا السعودية .. الا انها حاولت تدخل أجواء المرح العامرة بذاك اليوم .. واهي تحاول تتحاشى نظرات الرجل العاشق .. عمر ..
اقترب عمر بخطوات هادية من عطوف الي كانت ملكة جمال الحفل لهذا اليوم .. ولكن عمره ماكان الجمال الظاهري اهو المطلوب .. بالعكس .. يفقد الجمال الظاهري كل معانيه وروعته اذا كان الجمال الروحي مفقود!
وهذا كان حال عطوف واهي تطالع عمر بكل غرور واهو يهمس : الف مبروك عطوف ..
عطوف ببرود : الله يبارك فيك وو .. عقبالك !
ضيق عمر عيونه فيها وهو متعجب من هالقلب الي تمتلكة والعنفوان الي متملك مشاعرها .. وقال بتنهيدة : في حياتك ان شاء الله ..
ابتسمت عطوف ابتسامة مصطنعة .. وأبعدت وجا عنه وظلت تطالع بالمعازيم .. واهو عيونه مافارقتها وقال : وش أخبارك عطوف ؟
التفتت عطوف وطالعت فيه واهي تدري وش يقصد وقالت : ماتسر .. لكن بتتغير قريب ان شاء الله ..
عطوف : والله مانتمنى لك الا السعادة .. بس مو على حساب الغير عطوف
طالعت عطوف فيه بنظرة صارمه واهو كمل متجاهل نظرتها : ياعطوف انتي ناعمة وحلوة .. اتركي مشاعر الحقد والانتقام ورى ظهرك .. والله مو لايقة عليك ياعطوف .. عيشي حياتك بسعادة وحب وانتي توك صغيرة
عطوف وهي ترفع حاجبها : محد يستاهل أعيش الحب عشانه
عمر بألم : ليه ياعطوف ! خلصت الدنيا بعد مازن .. ؟ وانا وين رحت ؟!
عطوف : انت للحين ماكرهتني ؟! على كل ماسويت فيك وصديتك .. مامليت مني ولا كرهتني ؟؟
عمر : تصدقين لاء ! لأني حبيتك بصدق وإخلاص .. ومستعد أنسى كل الي سويتيه قبل .. وأنسى حبك لمازن وأنسى جروحك لي وأنسى كل ماضي .. وأبدا معاك من جديد .. بس عطينا فرصة ..
عطوف : مابي أجرحك أكثر وأصدك ياعمر .. بس أنا توني ماخلصت .. ببالي أفكار كثيرة ناوية أنفذها ! واذا خلصت منها خلنا نتفاهم !
عمر بحمق : انتي لاترحمين الناس ولا تخلين رحمة ربك تنزل ؟؟؟؟
عطوف بنظرة صرامه : انت ماتبي توقف عن حدك عمر !
عمر بضحكة سخرية : انا واقف عند حدي الحمدلله .. بس الظاهر انتي الي متجاوزة حدودك !
عطوف بعصبية : وهالشي مايخصك عمر .. أنا ما أخصك تفهم ولا لاء ؟!
ومشت عنه بعصبية واهو راقبها واهي تبتعد ومشاعر الحمق والألم تشتعل بداخله .. أي قلب اهو قلبي هذا الي مايحمل للكرامة اي معنى ! متى أفوق وأصحى وأستوعب انها ماتستاهل أي حب ولا تضحية ولا اهتمام ! اتنهد عمر بكل ألم ومشى وعيون تراقبه من خلفه كانت شاهده على كل الي صار .. كانت عيون رغد ..
رغد الي ماتكلمنا عنها قبل .. كانت اهي وعطوف بنفس الكلاسات والمحاضرات .. لما انضم عمر لبعض محاضراتهم وكان مايعبر وجود أي من حواليه .. وعطوف الي طبيعتها التعالي والغرور .. ماعبرته اهي بعد .. لكن رغد كانت غير عنهم .. كانت انسانة مشاعرها مرهفة وشفافة .. ومن أول مره شافت عمر أعجبت فيه من خاطر .. لكنها كتمت اعجابها بقلبها لين تلق منه أي بادرة تظهر بها الاعجاب ..
وبيوم ملكة بدر على مي .. انجمع الكل بهالحفل .. ووقع الحب بأروع صوره بقلوب اثنين من الحضور .. قلب عمر الي وقع بحب عطوف .. وقلب رغـد الي وقع بحب عمر !! لكن عمره ماحس فيها .. ولاعمره بيوم حس بحبها .. لأن حب عطوف اتملك قلبه وروحه وكيانه .. فما صار يشوف الا اهي بحياته .. وكم مره حاولت رغد تتقرب من عمر بأي طريقة أو كلمة .. لكن من وين عمر يحس فيها ولا يفهمها !! وهو مايبي الا عطوف .. لين سحبت رغد نفسها من حياته بكل هدوء وألم .. و بدون مايحس فيها .. زي ما دخلت حياته واهو مايحس فيها .. انسانة عندها كرامة وعزة نفس .. انسانة تلتزم حدودها وتحترم مشاعر غيرها .. من شافت عمر يحب عطوف ماحاولت تقتحم قلبه بالقوة مثل ماحاولت عطوف مع مازن .. وظلت تعاني بحبه وحدها بدون مايحس أحد فيها .. وكم مره اشتكى لها عمر من هجران عطوف وصدها وعدم احساسها فيه .. ورغد تكتم الآلام .. وتحاول تظهر الاهتمام .. وتخنق الدموع وتحاول ترسم الابتسام .. وهذه هي تشوف حبيبها قدامها منجرح من عطوف .. وصارت تطالع فيه بكل حب وحنان وألم وجروح .. التفت لي عمر وشوفني وحس فيني أنا الي أحبك وأبيك .. انا الي بعمري ماعترفت بالحب ولا حبيت .. ويوم وقعت فيه .. لقيت قلبي حب الرجل الغلط !! وانسحبت من حياتك وتركت المجال لقلبك يهوى ويعشق عطوف .. لكنها ماحست فيك عمر ! ولا عمرها بادلتك الابتسامة بكل حب ولا النظرة بكل غرام .. فتح عيونك للي تموت كل يوم من حبك وشوقك ..
وعلى العشا .. كان عمر واقف بين مجموعة من الشباب .. وعيون رغد مافارقته واهو يتكلم واهو يضحك واهو يأشر .. وفاجأه انتبه لها عمر وتلاقت عيونهم .. وخفق قلب رغد بقوة وابتسمت له ابتسامة تذوب الصخر .. بادلها عمر بابتسامة ودية .. ورجع للسوالف مع الشباب .. اتنهدت رغد بحزن من تجاهله .. لكن وش ترجي اهي من بعد سنوات من التجاهل ؟! هل ممكن يحس فيني الحين ؟ بعد ماصارت عطوف حياته وجنونه وعيونه الي يشوف فيها ؟؟ هل ممكن يكون في بريق أمل ان ممكن ينتبه لي بيوم ؟! جاوبوها انتوا !! هل ممكن يفوق عمر ويصحى بلحظة .. وينتبه للقلب المتيم فيه .. ويترك قلب عطوف اللي مايعرف مشاعر غير مشاعر الحقد والحسد والغيرة والانتقام ؟!
شافت عمر واهو يبتعد عن الشباب لناحية البوفيه .. وأسرعت رغد خلفه بخطوات ناعمة .. وشافته واهو يدور بين البوفيه بحيـرة !
رغد من وراه بنعومة : تدور شي معين عمر؟!
التفت عمر لرغد وابتسم ابتسامة عذبة واهو يقول : كنت أدور على العصيرات ! (( والتفت للبوفيه وقال بضحك : الظاهر نسفوها المعازيم ..
رغد بابتسامة ناعمة : أي نوع عصير تبي ؟
عمر : مافي شي محدد .. بس مو لاقي اي شي أبد
رغد وهي تخطو على ورى قالت بابتسامة عذبة : دقيقة عمر ..
ولفت عنه ومشت بخطوات مسرعه وعيون عمر تلاحقها باستغراب لين اختفت عن نظره .. وكمل للشباب بلا مبالاة .. ورجع للسوالف والحكي .. وبعد فترة بسيطة سمع صوت رغد يناديه من خلفه ..
التفت عمر بهدوء وعلامات الاستفهام بوج .. وشاف رغد واقفة واهي تلهث من المشي ومادة إيدها بكاسة عصير كوكتيل له اهو !
طالع فيها عمر بتعجب وقال : من وين جبتيه !
رغد بابتسامة ساحرة قالت بحيا : رحت لمطبخ الأوتيل و .. طلبت.. عصير مخصوص لك ..
طالع عمر فيها باستغراب .. وقال : ليه طيب؟ ليه تعبتي نفسك رغد؟
رغد وهي تطالع بالعصير المممدود الي للحين ماأخذه منها وقالت بهمس : تعـبك راحة عمر
وطالعت بعينه وشافت نظرة ماقدرت تفهمها .. يعني مايبي العصير مني ولا شلون .. لا تطالعني كذا ياعمر أرجوك أنا أبذل الدنيا عشانك عمر ..امسك العصير وارحمني .. وقالت وهو تراقب عيونه : مانت ماخذ العصير؟!
انتبه عمر على نفسه وأخذ العصير منها بنعومة واهو يقول بابتسامة ساحرة : مدري شلون أشكرك رغد!
"مابيك تشكرني أبيك تحس فيني وبمشاعري .. وقالت بحيا : مابيننا عمر .. بالعافية عليك ..
عمر : الله يعافيك .. وألف شكر رغد والله كلك ذوق وماتقصرين
خفق قلب رغد بقوة وحست انها بوهلة ممكن تقوله أحبك .. وقالت بنعومة: العفو .. تسلم عمر
ورمت عليه ابتسامة ساحرة ولفت عنه ومشت وعيونه تلاحقها ومشاعر غريبة حس فيها تجاا ولأول مره يحسها .. ! رفع العصير لفمه وشرب منه شوي وعيونه مافارقتها واهي تبتعد لين ضاعت بين الحضور.. واتهند بحيرة واهو يحس بمشاعره الجديدة تغمره بالفرح !
******
|