المكان هو مدينة " كان " ، والمناسبة " مهرجان كان السينمائي " ، لقد اشتهرت هذه المدينة بمهرجان السينما العالمي الذي يعقد فيها سنويا، ويتوافد لهذه المناسبة نجوم السينما والمسرح العالميون ، والعديد من الأثرياء وأصحاب الملايين من جميع دول العالم ، هذه المناسبة تحقق فرصة طيبة لأصحاب المتاجر ودور عرض الأزياء لعرض أجمل ما لديهم من بضائع تجتذب تلك الصفوة من أصحاب الملايين ، وكان بالمدينة أحد أكبر متاجر الأحجار والجواهر والحلي ، وكان صاحب المتجر هو الأرستقراطي " جونز " الذي ينحدر من عائلة شيفاليه الفرنسية العريقة ، وكان السيد شيفاليه يجلس بكتبه الأنيق في نهاية قاعة عرض المصوغات في
انتظار زبائنه الأثرياء المتميزين .
قبيل حلول المساء بقليل توقفت أما المحل سيارة فاخرة نزلت منها شابة حسناء في غاية الرقة والأناقة ، تقدمت المرأة مباشرة من جونز شيفاليه وقالت له :
• المرأة / مساء الخير سيد جونز .
• جونز / مساء الخير سيدتي .
• المرأة / لعلك لا تعرفني يا سيد شيفاليه .. أنا ماريا نيكول .. ولعل اسم نيكول يعني لك الكثير .. فزوجي كما تعلم هو صاحب أسطول سفن النقل اليونانية المعروفة باسم بشركة نيكولاس .
• جونز / ( متظاهرا بأنه يعرف زوجها ) أوه .. انه لشرف كبير بالنسبة لي يا سيدتي .. ومن ذا الذي لا يعرف رجل الأعمال اليوناني الشهير نيكول ؟ هل من خدمة أؤديها لك سيدتي ؟
• المرأة / إنني في حقيقة الأمر أبحث عن ياقوتة حمراء داكنة اللون تناسب فستاني الجديد الذي أعددته لأحضر به الحفل الختامي للمهرجان .. وأنت يا سيد شيفاليه تعرف جيدا أن هذا الحفل هو بمثابة مباراة ساخنة في عرض الأزياء بين النساء ، وأعتقد بأنني سوف أكتسح الجميع بفستاني الرائع الذي تنقصه الياقوتة الحمراء.. فهل تساعدني في اختيار ياقوتة تخطف الأبصار سيد شيفاليه ؟
• جونز / أنا طوع أمرك سيدتي الجميلة ، وسوف أختار لك ياقوتة تجعلك الملكة المتوجة لهذا الحفل .
• وبعد بحث طويل لمجموعات المجوهرات الرائعة استقرت المرأة على ياقوتة رائعة ، قررت أن تشتريها ، وعندما فتحت حقيبتها لتخرج دفتر الشيكات صاحت في أسف :
• المرأة / أوه باردون .. أرجو المعذرة .. يبدو أنني قد نسيت دفتر الشيكات في حقيبتي الأخرى في الفندق .. أرجو أن تمهلني نصف ساعة أعود خلالها إلى الفندق لأحضر الدفتر وأعود إليك لأتمم الصفقة .
• جونز / لا بأس سيدتي .. الياقوتة ستكون بانتظارك عندما تعودين.
• عندما هم السيد شيفاليه بإغلاق خزانة المجوهرات الزجاجية ، اكتشف فقدان الياقوتة ، فاضطرب ، وانهمك في البحث في قاع الخزانة الزجاجية وقال :
• جونز / أين الياقوتة ؟ لقد كانت أمامي الآن .
• المرأة / ماذا تعني بكلامك هذا ؟
• جونز / لم يكن هناك من أحد آخر غيرنا أنا وأنت بالقرب من خزانة المجوهرات .
• المرأة / ماذا ؟ هل تتهمني بالسرقة .. إن هذا آخر ما أتوقعه من تاجر محترم مثلك .. أتتهم سيدة من أرقى سيدات أوروبا بالسرقة .. لماذا لا تستدعي الشرطة بدلا من إطلاق تلميحاتك هذه .. أين الهاتف .. سأتصل بزوجي وبالمحامي لحضرا فورا .. هذه إهانة لا تغتفر .
• جونز / ( يحدث نفسه ) لعلي وضعت الياقوتة في مكان آخر .. فمظهر هذه المرأة يدل على أنها من صفوة المجتمع ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسرق الياقوتة .
• كانت المرأة تزداد إصرارا على براءتها واستغرابها من شك السيد شيفاليه بها ، ورغم أن شيفاليه تراجع عن اتهامها إلا أنها قالت له :
• المرأة / استدع إحدى العاملات لديك لتقوم بتفتيشي ، وتفتيش ملابسي وحقيبة يدي الآن وقبل أن أغادر المحل .
• فكر شيفاليه في الأمر وقرر تفتيش المرأة ليقطع الشك باليقين ، فنادى إحدى العاملات في المحل التي قامت بتفتيشها ، لكنها لم تجد الياقوته ، عندها خرجت المرأة من المحل وهي تتوعد شيفاليه بمقاضاته ، بينما كان هو يقدم الاعتذار تلو الآخر لها دون جدوى ، وعاد إلى مكتبه حزينا مهموما لخسارته الياقوتة وللمبالغ التي سيخسرها بسبب دعوى التعويض التي سترفعها ضده تلك المرأة الثرية ، بعد مرور ساعة واحدة حضر اثنان من الشباب ليشتريا خاتم زواج سيقدمه أحدهما لعروسه ، وجلسا أمام نفس خزانة المجوهرات التي فقدت منها الياقوتة ، فانشغل أحدهما في اختيار الخاتم ، أما زميله فقد امتدت يده في خفة لتنتزع من أسفل الخزانة قطعة من الغراء البلاستيكي ثبتت بها الياقوتة الحمراء المفقودة ، لقد كانت المرأة الثرية الحسناء قد استطاعت بخفة يدها أن تلصق الياقوتة في موضع غير ظاهر من أسفل الخزانة أثناء تمثيلية أجادت تمثيلها بشكل رائع خدعت به شيفاليه ، لقد خرجت من محل المجوهرات دون أية شبهة ، ليدخل شريكاها بعد ساعة ليأخذا الياقوتة بكل بساطة ، مجسدين حادثة احتيال ما زالت ماثلة في أذهان تجار المجوهرات في كان .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون