السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة منقول يقول صاحبها
عدت من مقر عملي وفتحت باب المنزل
بسم الله..بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا..اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج..
ثم تنحنحت.. بناء على رغبة زوجتي كي تعلم بمجيئي إن كانت بعيدة عن باب المنزل
رفعت صوتي بعد (النحنحة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أم مريم..قد أتيت..لم أسمع ردا
أين هي ؟
لم تستقبلني بسرعة كالعادة..
لم أر ولم أسمع حتى ترحيبها..
فجأة ..
وبعد انتظار لها دام لحظات ..
رأيتها مقبلة..
نعم مقبلة..
كانت شاحبة اللون..مصفرة الوجه..بها قليل من الإرتباك..
أصبحت أنا من يرحب بها..
أسرعت نحوها وهي تمشي الهويدى نحوي..
حبيبتي ما بك؟
لم أسمع ردا
أعدت السؤال ..
خيرا إن شاء الله مابك؟
لم أسمع ردا..
آآآه..تذكرت ابنتي..
أين مريم..عادة أراها في عربيتها تجرها نحوي عند قدومي
أين هي؟..حبيبتي هل أصابها مكروه؟
ردت علي بلا .. إنها نائمة
فرحت بردها وفرحت بسلامة ابنتنا .. فكل صعب بعد سلامتها سهل
أخذتها لنجلس..وفضلت أن لا أسألها مرة أخرى مابها حتى نتغدى..
سكت..وذهبت هي كي تحضر غدائنا..
جلسنا نأكل ..
سكوت على الأكل لم نعتده..لقمة بعد لقمة..أصوات لقرع الصحون..وقد أمكث خمس دقائق على حبة الرز
الواحدة كي أحملها بالملعقة وآكلها..كل ذلك مما أشغلني من أمرها..
وفي أثناء الأكل..
قالت..
كاد أن يذهب عقلي اليوم..
يوم أن قالتها رفعت بصري نحوها..مع ابتسامة حذر..وسؤال بطيء ..قلت ولم؟
قالت.. بسبب غطاء علبة زيت الزيتون..
دهشت وفي نفسي أقول ( كل هذا الخوف وآخرتها بسبب غطاء)
قلت ..مابه الغطاء؟
قالت .. فتحت العلبة .. استخدمت بعض الزيت..أردت أن أغطي العلبة..كان الغطاء بجانبي..ولكن
هنا تقطع صوتها وشحب وقالت
اختفى
قلت لها..ثم ماذا
قالت لي مندهشة أين اختفى؟
قلت ..لعلك رميتيه أثناء تفكيرك بأمر آخر..أو ربما هو موجود في البيت في مكان ما..
سألتها بدهشة.. كل هذا بك من أجل الغطاء أم هناك شيء آخر؟
قالت لي: لا هو هذا ما بي
قلت : ولم؟
قالت: هو كذا..
حبيبتي..لم أفهم..
سكتت قليلا..
قلت لها: أخشى أن تكوني ذهبتي بعيدا..
هل أخذك التفكير إلى أنه ربما هناك لص دخل البيت؟ هنا ضحكت قليلا
وهل لم يأت إلا لغطاء زيت الزيتون ثم يذهب؟
أبعدي عنك الوساوس حبيبتي..والله الأمر لا يستحق كل هذا..
طأطأت رأسها ..وسكتت ..
قلت: اهدأي وأكملي أكلك..واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم..
أكملنا الأكل..وأنا أكتم الضحك مما صار..وفرحا أيضا لأن الأمر كان سهلا..
أأكل..تأكل
أأكل..تأكل
أأكل..تأكل
أأكل..تأكل
فجأة قالت وبدون مقدمات..في بيتنا عفريت
بمجرد أن قالتها
أنزلت الملعقة ببطء
قلت: هاا
في بيتنا عفريت؟
قلت لها: هاه؟
في بيتنا عفريت؟
حبيبتي..هداك الله كيف يصل بك الظن إلى هذا..
ألست مؤمنة؟
ألست من لا أذكر أنها أضاعت صلاة واحدة؟
كل هذه وساوس..يوم أن سمحت لنفسك التفكير فيها أثرت فيك..
رأيتها مغرورقة عينها بالدموع..
الله المستعان..
عندها لا شعوريا وتفكيرا قمت من فوق الطعام
ناديت.. بأعلى صوت..
أعوذ بالله منك يا عفريت..
أعوذ بالله منك ومن الشياطين..
أخرج ولن تستطيع أن تؤذيني..
أخرج وسأحرقك بآية الكرسي..
زوجتي تندهش مما حل بي..وأقبلت مسرعة
حبيبي ما بك؟
أريد من تعتقدين أنه في بيتنا أن يضرني إن كان يقدر ولن يقدر..
ألست صليت أنا وأنت الفجر في وقتها؟
قالت: بلى..
قلت لها..تبا لنا من بشر..يعدنا الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
بأننا في حفظه ما صلينا الفجر والعشاء في جماعة ثم نخاف من خلقه الضعفاء..
أليس الخوف عبادة؟
قالت: بلى
قلت: فما بالك صرفتيه لغير الله..
تركتها وقلت: سأذهب لأحضر السلاح وذهبت راكضا..
لحقت بي وهي تقول: لا أعلم أن معك سلاح..حبيبي..حبيبي..
خرجت من حجرتي ومعي سلاحي..
قلت هذا سلاحي..وأشرت إلى كتاب الله عز وجل في يدي..
قلت بأعلى صوتي..أخرج يا من أخفت زوجتي..هل تقدر علي وفي يدي وقلبي كتاب الله؟
فعلت كل هذا درسا لها كي تتعلمه..
عندها أخذت بيدي وأجلستني وقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قالت: إنه الوسواس.. أعوذ بالله منه..
قلت: لو قرأت حينها سورة الناس واستعذت بالله من الوسواس الخناس لما وصل بك الحال
إلى هذا..
غيرك حبيبتي كثير ممن يخاف من الجن والناس أكثر من الله ..
غيرك كثير ممن استهوته الشياطين..ومن تؤزهم أزا..
وما ذلك إلا من ضعف التوكل على الله..(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
هدأ بالها..
ولكن لا زلت أرى فيها بعض التوتر..
حينها خطرت ببالي فكرها أقطع بها خوفها..
تركتها حتى تنام..
خرجت من البيت..
ذهبت إلى السوق..
واشتريت زيت زيتون فقط من أجل الغطاء..
أخذته..وفككت الغطاء في السوبر ماركت ..وأعطيت الزيت لصاحب المحل..وقلت لا حاجة لي به..
غادرت المحل وفي عين البائع علامات استفهام؟
عدت إلى المنزل..
وجدتها ما زالت نائمة..
وضعت الغطاء تحت أحد كراسي الجلوس..
كنت أعلم أنها عندما ستستيقظ ستنظف صالة الجلوس..
استيقظت من نومها وكنت جالسا في الصالة..
بدأت لتنظف وأثناء تنظيفها وجدت الغطاء ..وقالت بأعلى صوتها..وجدته حبيبي..
التفت إليها وقلت..وما هو؟
قالت الغطاء.. هاهو..
ابتسمت إليها وقلت لها..أرأيت ؟
قالت: فعلا كنت مخطئة..
قلت: الحمد لله واعلمي أن الجن والإنس لو اجتمعوا على أن يضروك بشيئ لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك..
سبحان الله بعد أن وجدته رأيت سرائر وجها قد ظهرت وتغير حالها
أتمنى تنال أعجابكم.
تحياتي ...
الموضوع الاصلي
من روعة الكون