على أعتاب تلك الليلة الهادئة
تجلس بشرفتها وحيدة
تحميل بين يديها كمانها الصغير
بحركات يديها الانسيابية
تخرج ألحاناً كأني لم أسمع لها مثلاً
توقفت مقابل شرفتها
والبدر في حضن السماء
يبحث عن غيمة ليختبيء خجلاً من جمالها
أراقب ثغرها الناعم
تداعب نغماته السمات الباردة
أناظرها بتمعن... أًناظر أناملها تغزو أوتار ذاك الكمان
تنساب منه ألحاناً شجية
تلمس مبسم القلب ليسموا به للأعالي
تدفقت عواطف جيّاشة تتضارب بي
كفلِ صغير أهيم للبكاء بحض الليل الحزين
ياريت أرواحنا تستجيب للقدر ....
أجثو جريحاً على أوتارها
ومن رمق عينيها السوداوات ...
أسمع شدوها يناديني بلهفة ...
على أوراقٍ ضائعة باتت ...
أرواحنا على سفح الريح ترجف
تجتاحني أفكار تطيح حواسي كلها
عندما تلاشت تلك الوجنتين المضيئتين ..!!
أدركت كل ما حدث ..!!
نثرتَ رفاتها مقبلاً
وذوي الناي لا يهمد ..
اخترقت وجداني نظرة ...
قبل أن تقبل جفونها نائمة ....!
تفتح ثغرها لتخرج صرخاتِ لا مرسا لها
سوي الإبحار بين طيات القدر
يسقط الكمان على رصيف العمر
ينتهي ركاماً ...
فأدركت حينها لحظة وداع
الموضوع الاصلي
من روعة الكون