أسعد الله اوقاتكم بـ كل خير ..
أضع بين ظهرانيكم اليوم موضوعا قديما ظل حبيس الادراج فترة من الزمن ..
راجيا من المولى عز و حل أن يلاقي ( إحسانكم ) و ( استحسانكم ) ..
:::
:::
:::
المكان : فندق ذو نجوم أربعة في احدى دول الخليج ..
الزمان : الثلث الاخير من الليل ..
<<ان من اهم ما يميز فندقنا هو قدرته على استقطاب الزبائن بـ كل طريقة (مشروعة كانت ام لا) ..>>
كان هذا ما يدور في ذهن موظف البار ..
كان بار هذا الفندق مكون من عدة طاولات .. مرتبة بـ صورة عشوائية .. الاهتمام واضح على طريقة الترتيب .. و إن كان اهتماما خاليا من الذوق ..
بـ الرغم من كثرة الطاولات لم يتجاوز عدد الطاولات المستعملة ثلاث طاولات ..
الحال في كل طاولة منها شديد الغرابة ..
غريب حد الاذهال ..
لـ ننظر إليها على التوالي .. و لـ نبدأ بـ أعلاهم صوتا ..
الطاولة الاولى :
يتعالى صراخ احد الرجال الجالسين على الطاولة .. موجها الكلام الى صديقه : (و الله ما اكلمه و لا ارد عليه .. اصلا هو ما يستحي على وج) ..
يرد عليه صديقه : (يا بن الحلال و الله ما يصير .. هذا نسيبك !!) ..
يرد عليه الاول بـ لسان ملتو : (هذا ما يستحي .. الا ما يعرف الحيا ابد .. انا شايفه بـ عيني شاري زبده دنماركية .. ما عنده نخوة على دينه) ..
قالها ثم رفع عقيرته موجها الكلام للـ نادل (يا صديق .. وين الفودكا اللي طلبتها ؟؟) ..
يسايره صديقه : (طيب الحين الفودكا و هي خمر محرمه ربك .. حلال عليك ؟؟ و الزبده اللي احلها الله حرام على نسيبك ؟؟) ..
________________
الحماسة الدينية التي نظهرها لأنه من المتوجب علينا اظهارها ..
أما كان من الاولى أن نطبقها على انفسنا ؟؟
أما كان من الاولى مقاطعة الكاذب و المحتال و النمام (المسلمين منهم) اولا قبل ان تقاطعون الدنمارك ..
بـ رأيي ..
من انتسب للإسلام و أساء خلقه ..
فـ قد أساء للرسول صلى الله عليه و سلم اكثر من الدنماركيين انفسهم ..
_______________
الطاوله الثانية :
رجل كبير في السن .. يجلس مع بائعة هوى فائقة الجمال في عمر احفاده ..
الرجل يبدي امتعاضه من الفتاة و يحاول التملص منها ..
الفتاة تحاول بكل جهدها ان لا (يطير) منها الـ(زبون) ..
لسان حالها يقول :
مقدور مقدور .. اجبر الوقت مقدور @@ و آخذ قضاي اللي تلا قضاك منه
تبدأ الفتاة الحديث بـ لهجة اهل ذاك البلد .. بـ اتقان يفوق مواطنيه .. محاولة استمالة (قلب/محفظة) ذاك (الشايب) .. و تبدأ بـ مناورات كلامية و تغنج مصطنع مع التركيز على اللهجة الخليجية مع انها مغربية الاصل .. كانت تكاد تموت من الذل القابع في قرارة نفسها دون ان تظهره للعيان .. لم ترد لـ نفسها هذا العمل .. و لكن الجوع كافر و كفاره كثر "على حد قول عبدالرحمن بن مساعد " .. لولا امور كثيرة .. لما اختارت ان تكون (عاهره) .. لا يوجد على سطح هذا البسيطة من يختار لـ نفسه ذلك !!
كانت دائما تضطر للعب على عدة حبال .. لـ ايقاع زبائنها .. تضطر لأن تشكل شكلها و شخصيتها و تصرفاتها بل حتى اسمها .. حسب هوى اولئك المستعدين للدفع (و هم كثر .. كثر بـ صورة مثيرة للاشمئزاز) .. كان تقمصها لهذه الشخصيات يكاد يفقدها عقلها .. بعد استمرارها لـ فترة ليست بـ بسيطة على نفس المنوال اصبحت تكاد تجهل شخصيتها الحقيقية ..
لسان حالها هنا يقول :
تعبت اجامل ذاك و هذاك مجبور @@ وش لي بجبر ما يورث مَحَنّه
كانت تتمنى ان تجد من ينتشلها من هذا المستنقع .. كانت تشعر بـ (القرف) من نفسها في كل يوم جديد يمر عليها في هذه الحال .. تحلم بـ ذاك الشاب الذي يمكنها من العيش بـ كرامة .. الامر الذي باتت تتمنى تجربته .. كانت مستعده لـ فعل اي شئ من اجل ذلك الفارس الوهمي ..
كانت سـ تقدم في ما معناه :
الاوله باعطي عطى الروح و الشور @@ و اسيدك في القلب لو ما تحنه
و الثـانـية خـذها حياتي و مـشـكـور @@ شـيّ يـعـجـبـك يا حبيبي تـمنه
افاقت من سرحانها على صوت الكرسي عندما نهض الرجل عنه ..
على الرغم من استطاعتها على اللحاق به ..
لم تفعل ..
ظلت قابعة على ذاك الكرسي ..
و الافكار تكاد تفجر رأسها ..
___________________
فتيات الليل ..
هن اكثر خلق الله ضحكا ..
و اكثرهم تعاسة ..
أهن جناة ؟؟
ام مجني عليهن ؟؟
كيف تواجدن في المجتمع ؟؟
أهو الطلب مثلا ؟؟
ما الذي يحصل لـ فتاة الليل عندما (تُستهلك) << بضم التاء
بل ما الذي يحصل لها لو اقلعت عن فعلها ؟؟
أيكون (مجتمعهم/مجتمعنا) قابل على (تلقيهن/تقبلهن) بعد اعادة التأهيل ؟؟
هن مشكلة ..
و نحن (الرجال) من صنعها ..
___________________
الطاوله الثالثة :
شاب يجلس لـ وحده ..
ثمل لـ درجة انه لا يستطيع رفع رأسه بـ صورة صحيحة ..
يحاول بـ يد غير ثابته ان يطفئ سيجارته .. يده في طريقها الى المنفضة .. من فرط ما شرب لم تنجح محاولته بل اطفأ السيجارة على مفرش الطاوله ..
يحاول جمع افكاره ..
صورة واحده تترائى في مخيلته ..
منظر ابيه و هو ملقى عند باب بيتهم ..
ثيابه الرثه ..
و رائحة الخمر تفوح منه بـ صورة لا تطاق ..
كان يتحسر على حال ابيه ..
اكثر من نصحه دون ان يستجيب الاب او حتى يقلل من الكمية التي يشربها ..
اليوم ..
ها هو يجلس في (بار) و يحاول ان يشرب قدر ما يستطيع ..
فقط لكي يفهم اباه بـ صورة افضل ..
لكي يعذره ..
قام من مكانه مترنحا ..
يريد ان يصل الى غرفته ..
تعثر مرتين ..
و سقط على الارض مرات اكثر ..
وصل لـ غرفته بعد مشقة ..
ثم رمى بـ نفسه على السرير ..
اليوم ..
يحس ان الفارق بينه و بين ابيه اقل ..
كلاهما بـ الحقارة نفسها ..
غريب هذا المنطق ..
أن تحتقر نفسك لـ تقترب مِن مَن تحب ..
___________________
هناك ابناء سلكوا درب الفساد .. تيمنا بـ من كانوا في يوم ما قدوة و لكنهم فرطوا بـ مكانتهم ..
ارى ان من يملك خطأ جوهريا ..
كـ الادمان مثلا (خمرا كان ام مخدرات) ..
يجب ان يحرموا من حق الابوة او الامومة ..
اذ انهم ليسوا اهلا لها ..
و لو كنت استطيع ان اسن قانونا ..
لـ أمرت ان يحرقوا مصلوبين ..
كما كانت الكنيسة تفعل بمن اتهم بـ الهرطقة ..
لا تستطيع ان تزرع زرعا جيدا في حالتين :
الاولى ان كانت لديك بذرة فاسدة (بـ غض النظر عن البيئة)..
الثانية ان كانت البذرة جيدة و لكن التربة (البيئة) فاسدة ..
___________________
الى هنا و سـ أقف ..
اعتقد بأني اطلت عليكم بما فيه الكفاية ..
بـ انتظار هطولكم ..
لكم مني تحية عطرة ..
دمتم بـ إخاء ..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون