السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قطار الحياة يمر عبر محطات نقف عندها،نتزود منها ما يبني الجسم وما يحدد ملامح الشخصية.
وأول البوادر تلوح في محطة الطفولة،فتتمثل صور المستقبل من خلال الأشياء والمحيط،وتبدأ المواهب بالتجلي ومحاكاة الأشخاص ،فتتخيل نفسك أنك مدرسك،طبيبك،شرطي مدينتك،طيارا عبر بك إلى وجهتك.
دعني أسأل:ألم تجعل من ألعابك وأثاث منزلك مرضى وتلاميد ومجرمين،محولا إياها من جوامد إلى متحركات؟فتقوم بمخاطبتها وتبت فيها روحا ومشاعر فتبكي وتفرح وتئن وأنت تعاقبها معيدا مشهد أستادك مع تلميد في قسمك وتكتب لها وراء باب غرفتك بالطبشور ما كان يلقيه عليك من دروسك.
أو موبخا لها في محاكاة لأمك أو أبيك وهي تنهرك أو يضربك لفعل ما قمت به.
او تجعلها متألمة وأنت تجس نبض قلبها راسما صورة طبيبك حاملا سماعة المدياع ومرتديا وزرة المدرسة فتقدم لها ما تبقى من دواء كان علاجك.
أضف إليها مشاهد الرقص والغناء والتمثيل مقلدا فيها ما تراه عين الطفولة في التلفاز.
هده هي الفكرة،هل فعلا ما كنا نقوم به في تلك المرحلة، كان أحلام طفولة وتقليد أعمى للمحيط؟أم كانت بداية التعرف على ميولاتنا وهواياتنا التي ستبرز بشكل أوضح في المراحل الموالية؟
ومن منكم كان يحلم أن يصبح شيئا ما في مهنة ما وصار حلمه حقيقة؟
أو من منكم عاكسه الحظ وبقيت تلك الأحلام حبيسة خيال تبخر بمجرد النزول في محطة الشباب فغير الوجهة إلى مجال آخرإما بإرادة شخصية أو دراسية أو أبوية؟
الموضوع الاصلي
من روعة الكون