إنطلقت " عائشه البلوي + نوال العطوي + خلود المطيري + سلطانه الشهري+ نوف العنزي+ مريم ظافر " وأخريات من المعلمات لمباشرة عملهن اليومي في تعليم فراشات الوطن ., في قرى نائية تتبع لمنطقة تبوك التعليمية ., إنطلقن المعلمات هذا اليوم وهن يعشن لحظاتٍ سعيدة كيف لا ؟ واليوم هو الأربعاء ., فهو اليوم المفضل لهن حيث الاجازة وحيث أنَّ الزوجة ستلتقي بزوجها والأم بأطفالها والبنت بوالديها ., لكن حصل لهن حادث مآساوي نتج عنه وفاة 11 شخص ووفاة قائد المركبة ., ومن القدر أنَّ طالبات مدرسة " أبو العجاج والديسة " لن يتمكنَّ من الدراسة في الاسبوع القادم : لان جميع معلمات و منسوبات المدرسة قد إنتقلن إلى رحمة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله..
هذه المعلمات كل واحدة منهن تحمل في داخلها قصة تروى., فلقد حضرن من مناطق مختلفة وقبائل متنوعة ., قبلن بهذة المهنة في قرى تبعد عن منازلهن الاف الكيلو مترات نظراً لحاجتهن الماسة للمادة ولكي يشاركن أبائهن وأزواجهن وأهلهن جميعاً في مواجهة تكاليف جحيم وسعار الحياة والمعيشة الذي لا ينتهي ., هذه المعلمات أردن أن يغرسن بذرة ويتعاهدن نبتة في رمالٍ قاحلة ., هذه المعلمات أردن أن يشاركن بعمارةِ الوطن عبر المساهة الفاعلة في بناء الانسان في تلك القرى ., هذه المعلمات قدمن أرواحهن هدية رخيصة في حب الوطن ., وذلك عندما خاطرن بحياتهن عبر قبول هذه الوظيفة لانهن يعلمن أنَّ باصات نقل المعلمات أصبحت أشبه بالنعش المتحرك ..
تلك الأنظة تسببت في يتم أطفالهن وربما أطلق رصاصة الرحمة على عوائلهن الذين كانوا يعتمدون على رواتبهن ., تلك الأنظة سَلبَت منهن حياتهن وقَصَّ لهن تذكرة الخروج بلا عودة للدار الاخرة ., وسيكتفي بإرسال ورقة تعزية باردة لاولياء أمورهن وأزواجهن ., حتماً سيحوقل مسؤول الوزارة الأول ويسترجع عندما يسمع عن تفاصيل هذه الفاجعة وكذلك سيفعل وكلائه من بعده ., ولكنهم سيباشرون عملهم في يَومِ سبتهم بـ مكاتبهم الوثيرة وسيتناسون هذا الخبر فما لِجُرحٍ بميت ٍ إيلام., وسيكتفون بتبرير ذلك بأنه " قضاء وقدر " والليالي عِبرٌ وأيٌّ عِبر .,
وبذلك سيمنحون وزارتهم المُعَتَّقة صَكَّ الغفران والتبرئة التامة فهي ليست بنظرهم مسؤولة عن الحوادث اليومية لمعلماتهم ..
عائشه البلوي + نوال العطوي + خلود المطيري + سلطانه الشهري+ نوف العنزي+ مريم ظافر والأخريات لن يتذكرهن أحد بعد اليوم ولن تفرد لهن الصحف الأخبار العريضة ., قدر سلطانة وزميلاتها أنهن لسن راقصات ولسن مغنيات فلن يلتفت لخبر وفاتهن أحد تماماً مثل ما حصل لحادث هيفاء بنت وهبي., سلطانة وزميلاتها هي من ضمن ذلكم الشيء المُسمى في بلدي " المواطن " والذي يموت منه كل يوم عشرات الاشخاص في مسؤولية تتحملها جهات وزارية ذات علاقة ., ولن يقدم وزير إستقالته ولن يجرؤ مجلس الشورى على طلب حجب الثقة عن أحد هولاء ., ولن يحصل ذووهن على تعويضات مادية خصوصاً وأنهن فقدن حياتهن وقد خرجن بمهمة رسمية للدولة ., وحدها مدرسة " أبو العجاج والديسة " وحدهن تلميذات تلك المدرسة وحدهم أولياء وأبناء تلك المعلمات وحدهم من سيعيش تفاصيل هذه المآساة أما ضمير الوطن فهو خارج نطاق الخدمة مؤقتاً ..
بقلم : السلفي
منقول
!! روعتي بكلمتي!!
الموضوع الاصلي
من روعة الكون