الأبحاث في حقل التكنولوجيا الأحيائية:book:
موسم البطاطا في شمال الهند. بدأت الهند تبرز كبلد رئيسي يتزعم التكنولوجيا الأحيائية في آسيا، وأصبحت تتفوق على الصين لأول مرة من حيث عدد الهكتارات المزروعة بالبذور
بداية النص
قال رئيس مؤسسة أبحاث زراعية بارزة إن العقد التالي من الأبحاث المتعلقة بالمحاصيل الزراعية المحسنة بالتكنولوجيا الأحيائية سيشتمل على دور رئيسي للمشاريع الآسيوية المتزايدة بسرعة.
وأضاف كلايف جيمز، رئيس الخدمة الدولية للحصول على تطبيقات التكنولوجيا الأحيائية الزراعية (إيسا)، أن الدول الآسيوية تستثمر بشكل متزايد في أبحاث التكنولوجيا الأحيائية الزراعية الرامية إلى مساعدتها في سد احتياجاتها المتعاظمة إلى المواد الغذائية والعلف والوقود والألياف.
ومؤسسة أبحاث "إيسا" هي شبكة دولية غير ربحية مقرها في جامعة كورنيل بولاية نيويورك ولها مراكز في الفليبين وكينيا.
وقال جيمز في مقابلة أجراها معه أخيراً موقع يو إس إنفو إن محاصيل التكنولوجيا الأحيائية، المعروفة أيضاً بالمحاصيل المعدلة جينيا، أصبحت تزرع الآن في الدول الآسيوية التي أصبحت توافق أيضاً على استيرادها. :book:
وأضاف البحاثة الذي عاد أخيراً من جولة في عدة بلدان آسيوية أن تقبل هذه الغلال شائع جداً بين المزارعين في دول مثل الهند والصين وباكستان واليابان وفيتنام وكوريا الجنوبية والفليبين، حيث تقضي الحشرات أو الأحوال البيئية القاسية في الكثير من الأحيان على الغلال التقليدية. وأشار إلى أن هؤلاء المزارعين سيحققون مكاسب مالية من ازدياد حجم محاصيلهم نتيجة التحسينات الجينية التي تجعل محاصيل معينة مقاومة للحشرات ومن كون هذه المحاصيل لا تحتاج إلى نفس القدر من مبيدات الحشرات التي تحتاج إليها المحاصيل التقليدية.
وأوضح أن "تطوير التكنولوجيا الأحيائية (أي النباتات المعدلة جينيا) سيكون تطوراً رئيسياً للزراعة برمتها" أثناء بحث العلماء عن طرق لتحسين مجموعة من الغلال التي ستتمكن من مقاومة تآكل التربة والمحافظة على الرطوبة بفعالية. :book:
وقال جيمز إن النباتات ذات الجينات التي تضفي عليها قدراً من تحمل الجفاف، وهي النباتات التي يتوقع أن تصبح متوفرة في حوالى العام 2010 أو العام 2011، ستكون مهمة بشكل خاص للدول النامية حيث يشكل الجفاف أهم وأكثر العوامل المقيدة لزيادة الإنتاجية الزراعية انتشاراً في العالم.
وأضاف أن الهند بدأت تبرز كبلد رئيسي يتزعم التكنولوجيا الأحيائية في آسيا، وأنها أصبحت تتفوق على الصين لأول مرة من حيث عدد الهكتارات المزروعة بالبذور المعدلة جينيا.
وقد زادت الهند في العام 2006 مساحة الأرض التي زرعتها بالقطن المعدل جينياً إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في العام السابق، وكان ذلك أول محصول زراعي معدل جينياً تنتجه على نطاق تجاري. وقد أصبحت مساحة الأراضي الهندية المزروعة بالنباتات المعدلة جينياً تبلغ 3,8 مليون هكتار، في حين تبلغ مساحتها في الصين 3,5 مليون هكتار.
وقد جاء في تقرير أصدرته شبكة "إيسا" في كانون الثاني/يناير الماضي عن وضع المحاصيل المعدلة جينياً في العالم أن الدول الأخرى التي تأتي هي أيضاً في المراتب الثماني الأولى من حيث عدد الهكتارات التي تخصصها لزراعة المحاصيل المعدلة جينيا هي: الولايات المتحدة (54,6 مليون هكتار) والأرجنتين (18 مليون هكتار) والبرازيل (11,5 مليون هكتار) وكندا (6,1 مليون هكتار) والبراغواي (2 مليون هكتار) وجنوب إفريقيا (1,4 مليون هكتار). :book:
وقال جيمز إنه من المرجح أن يكون "الرز الذهبي" هو المحصول التالي المعدل جينياً الذي ستتم زراعته على نطاق تجاري بعد القطن، وهو رز عُزز بإضافة فيتامين أ المهم للبصر ولكل من الجهاز التنفسي والبولي والمعوي. ويمكن أن يؤدي الافتقار إلى فيتامين أ إلى إصابة الأحداث بالعمى في سن مبكرة.
ومن المتوقع أن تنفق الصين، وهي أضخم مستثمر آسيوي في أبحاث التكنولوجيا الأحيائية، 200 مليون دولار على تلك الأبحاث في العام 2007. وقال جيمز: "لقد اتخذت الصين قراراً واضحاً بالاستثمار في التكنولوجيا الأحيائية لأنها لا تريد أن تكون متكلة على الدول الأخرى في مجالات الطعام والألياف والوقود."
وينتظر أن تنفق الهند في العام 2007 مبلغ 80 مليون دولار على إنشاء شبكة قومية من مختبرات الأبحاث.
وأشار جيمز إلى أن الهند تقوم حالياً بالفعل، بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومن جامعة كورنيل، بأبحاث على غلال غذائية رئيسية تُستهلك فيها، كالباذنجان المقاوم للحشرة الثقابة التي تتلف جذوره والبطاطس المقاوم للآفات والرز الذي يمكنه تحمل الجفاف والملوحة.
وقال إن فيتنام شرعت في استثمار 70 مليون دولار في إقامة مختبرات تكنولوجيا أحيائية جديدة وشراء المعدات وفي التدريب. :book:
وجاء في تقرير "إيسا" أن الدول النامية ستجني فائدة لا يستهان بها من عقد شراكات بينها وبين المنظمات الحكومية والخاصة في الدول الصناعية وأيضاً في الدول النامية المتقدمة، كالبرازيل، التي تملك بعض الخبرة في مجال إنتاج الوقود البيولوجي.
وأوضح جيمز أنه من المحتمل أن تكون الغلال المعدلة جينياً قادرة على الإسهام في تقليص ما ينبعث من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. فنظراً لكون هذه الغلال تحتاج إلى كمية أقل من مبيدات الحشرات ومبيدات الأعشاب الضارة، يؤدي التقلص في الكمية المستخدمة من الوقود الأحفوري اللازم لرش هذه المواد الكيماوية إلى تقلص في كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الجو. كما أشار إلى أن الغلال المعدلة جينياً القادرة على تحمل مبيدات الأعشاب تتطلب قدراً أقل من حرث الأرض مما يبقي الكربون في التربة.
وقد خلص معهد الأبحاث إلى أنه من المتوقع أن يستمر ارتفاع عدد الهكتارات المزروعة بالمحاصيل المعدلة جينياً حتى يصل في العام 2015 إلى 200 مليون هكتار في 40 بلداً على الأقل.
:mo13::mo13:
الموضوع الاصلي
من روعة الكون