الجميع نائمون هادئون في سكون أبي وأمي وأختي وأنا
منتظرين صباح مشرق بشمسه الدافئة ونسماته العالية
لكن ذلك السكون لم يدوم
أستيقضنا من سبات نومنا على صوت باب منزلنا يقرع و يقرع
هرع أبي فزع مسرع فتح الباب في عجل ،
فإذا بأبي عامر صديق أبي القديم وجارنا الحميم
قد غمرت عيناه دموعاً من الحزن والأسى وصوته خافت ناحب ...
قلق أبي كثيراً وقال: ما بك يا أبا عامر خيراً إنشاء الله
قال بألم وصوت مرير زوجتي ..زوجتي ... ماتت
كان الخبر كا الصاعقة علينا صعقتنا جميعناً وبالذات أنا
من دون أي إنذار عاد بي شريط الذكريات بسرعة ...
في وهلة تذكرت زوجة خالي التي توفيت في الإجازة الماضية من هذه السنة
رحلت دون أن أودعها وأنا أحبها....
رحلت دون أن أقبلها أو أحضنها....
لأنها مرضت فجأة أخذها خالي إلى المشفى
بعد كل تلك التحاليل والمراجعات لم يعلموا ما بها
لكن مشيئة الله قد نفذت
وهذا أمر مكتوب
هو القدر المحتوم على كل البشر
وحينها لم أجد سوى تلك الدمعات تساقطت على وجنتي
وعادت تلك الآلام إلى صدري ومشاهدها ترددت في ذاكرتي وضاق بي أمري
أسرع أبي في ارتداء ثيابه وسارع لجارنا أبا عامر يواسيه ويؤازره في محنته مردداً
هذه حكمت الله
وقد قال سبحانه عز شانه {كل نفس ذائقة الموت}
فلا تحزن وتوكل على الله فلعلها من أصحاب الجنان بإذن الرحمن
نادتني وأيقظتني من صمتي و آهتي هيا يا أختي هيا نرتب ونستعد
أجبتها بسكون ..
نعم أنا قادمة ذهبت وكلي أمل برحمة الله وواسع غفرانه
بأن يرحمهم ويجمعني بهم وبكل من أحب يوم الجمع الأكبر إنشاء الله
اللهم أرحمهما برحمتك يا أرحم الراحمين وأفتح لهم نافذة من جنتك
اللهم آمين.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون