--------------------------------------------------------------------------------
العدد 12397 - 03/09/2006 أمراض المفاصل كثيرة ومتنوعة، ومنها الأمراض الروماتيزمية، وعلى رغم تشابه الأمراض الروماتيزمية في كثير من الأعراض، الا ان مرض الروماتويد أكثرها ألما وإعاقة لحياة المريض، والأكثر تسببا في تشوه منظر الأطراف، خاصة الاصابع.
ولسوء حظ السيدات فان هذا المرض يصيبهن بنسب أعلى كثيرا مما يصيب الرجال، فهل نعرف عنه ما يكفي ربما للوقاية منه أو للتعايش معه والعمل على انجاح العلاج.
الروماتويد ذلك المرض اللعين الذي يتلف المفاصل، ويدمر فقرات العظام ويشل حركة المريض، وتسبب مضاعفاته التهابا مزمنا مع مرور الوقت، وتكرار حدوث نوبات تهيج وتحسن في نشاطه. وأقصى ما يتعرض له المريض من متاعب ان يزحف المرض ليحدث تلفا وتآكلا بأطراف العظام داخل المفاصل، علاوة على تآكل وضمور الغضاريف المغلفة لرؤوس هذه العظام. كما يؤثر في الأوتار والأربطة المحيطة بالمفاصل، بل قد تمتد مضاعفاته الى الرئتين والعينين.
يكثر حدوث المرض وتظهر علاماته المرضية الأولية في فصل الشتاء، وتزداد نسبة الاصابة في أقارب المريض. وعلى رغم ان المرض أكثر انتشارا في السيدات الا ان استعمال اقراص منع الحمل لها دور كبير في حماية السيدات من ظهور المرض احيانا.
وما يحير الاطباء ان اعراض المرض تظهر فجأة من 10 إلى 20% من الحالات، وقد تظهر تدريجيا من 50 إلى 70% من الحالات وتبدأ مهاجمة الروماتويد بمفصلي الكاحل واسفل الساقين والركبتين، ولا تسلم بقية فقرات ومفاصل الجسم من زحف الاعراض المرضية عليها التي قد تمتد لاصابة الكتفين والكوعين ومفصلي الحوض.
وهنا تبدأ آلام المفاصل في الاعلان عن نفسها، فمع كل حركة للمفاصل يتألم المريض وتزداد مضاعفات المرض.
الأعراض
أوضح أعراض الروماتويد هي تلك النتوءات التي تحدث تحت الجلد، خصوصا في منطقة خلف الكوعين والاصابع، وتحدث التهابات الأوعية الدموية وما ينتج عنها من قرح والتهابات بالجلد، وعندما يصل المرض الى الرئتين تصابان بالتليف، وقد تمتد مضاعفات الروماتويد الى اصابة المريض بالأنيميا وفقر الدم وتضخم في الطحال. ويصبح صيدا سهلا للميكروبات بعد ان اصاب الضعف جهازه المناعي بسبب نقص كرات الدم البيضاء في دمه، وحتى بياض العين يتأثر بالمرض، مما يؤدي الى ضعف الابصار، أو حتى فقدانه في الحالات الشديدة.
ويشكو مريض الروماتويد عموما من عرض يومي متكرر يبدأ منذ استيقاظه من النوم صباحا، فيشعر بتيبس في العضلات والمفاصل ويستمر ذلك لفترات تطول أو تقصر، ومن سمات الروماتويد الاساسية ان المريض تنتابه نوبات تهيج من شدة المرض يتبعها نوبات اخرى من التحسن.
وهذا المرض يصيب مختلف الاعمار، فقد يصيب الاطفال والشباب والشيوخ والسيدات.
واذا تكلمنا عن سن الشباب نجد الاصابة في السيدات ،1:3 أي اكثر شيوعا، خاصة في فترة الثلاثينات وايضا الاربعينات.
والتشخيص السليم مهم جدا حتى لا يخضع المريض لأدوية الروماتويد الشديدة، ولا يكون لديه المرض.
كذلك فان كل مريض روماتويد مختلف عن الآخر من حيث ان هناك حالات شديدة وأخرى بسيطة، فيجب تصنيف كل مريض حسب الحالة وما يحتاجه من أدوية مختلفة تتفاوت ما بين بسيطة ومتوسطة وشديدة، لذلك يجب على الطبيب اعطاء المريض وقتا كافيا لشرح حالته وكيفية العلاج ومضاعفات المرض.
بعد ذلك يبدأ العلاج بالمسكنات، ومسكنات الروماتويد كثيرة وهي تعتبر علاجا مساعدا وليس علاجا اساسيا، لأنها لا تؤثر في مسار المرض ولا تمنع التآكلات الغضروفية والعظمية التي تؤدي مع الوقت الى تشوهات المفاصل، ولكنها تخفف من حدة الألم بعض الشيء.
ولذلك لا يجب الاعتماد عليها وحدها.
وهناك جديد بالنسبة الى هذه المسكنات وهو ما يسمى مضادات كوكس، وهي من ناحية الفاعلية تماثل الجيل القادم، ولكن الجديد فيها ان المضاعفات الخطيرة على المعدة مثل القرحة اقل بكثير.
اما بالنسبة الى الكورتيزون فانه على عكس ما يعتقد معظم الناس من ان الروماتويد يوازي كورتيزون.
ولذلك فان الكورتيزون يستخدم في علاج بعض مرضى الروماتويد تحت ظروف معينة وليس في كل الحالات، واذا اضطررنا لاستخدامه فيجب مراعاة استخدام الكالسيوم وفيتامين D مع الكورتيزون، وفي بعض الاحيان يجب اضافة الأدوية المضادة للهشاشة لأن الكورتيزون معروف عنه انه يؤدي الى هشاشة العظام، ثم متابعة الضغط والسكر، حيث ان هذه الأدوية تؤدي الى ارتفاعها.
ويجب ان يعلم المريض ان الكورتيزون ليس دواء علاجيا انما يمكن اضافته في بعض الاحيان تحت اشراف الطبيب لمساعدة الدواء الأساسي.
هل هناك علاج قاطع للروماتويد؟
هناك أدوية للسيطرة على المرض (أدوية تغير المسار) ولكن حتى الآن لا يوجد علاج قاطع للروماتويد وانما يوجد أدوية السيطرة، وهي مجموعة من الأدوية بطيئة في التأثير وغير مسكنة، انما مع الوقت تؤدي الى تخفيف حدة المرض، وتقليل التآكل الداخلي للغضاريف والعظم المصاحب للمرض الذي يؤدي الى تآكل المفاصل، ومع استخدامها يقل احتياج المريض للمسكنات والكورتيزون.
واخيرا في بعض الاحيان تنجح هذه العلاجات في ان يدخل المرض في مرحلة هدوء كامل وكأن المريض لا يعاني مرضا.
وواجب ان نشير الى ان استخدام هذه الأدوية يجب ان يستمر لفترات غير محدودة، وحتى ان يتحسن المريض تحسنا ملحوظا، لأن هذا التحسن مرهون بوجود هذه الأدوية بالجسد، وعند الانقطاع عن استخدامها يحدث نشاطا للمريض.
ومن أهم هذه الأدوية توجد حقن الذهب وهي من مضادات الملاريا، وهناك نوع من هذه الأدوية يستخدم في علاج القولون ووجد له تأثير علاجي في الروماتويد.
كذلك عقار كان استخدامه الأساسي لعلاج أورام الدم واستخدم للروماتويد.
كما نجد ان العلاج الكيماوي في المرتبة الأولى لعلاج الروماتويد، ولكن بجرعات مختلفة تماما عن الجرعات التي تستخدم في علاج الأورام.
وهذا العلاج احدث ثورة في علاج الروماتويد في العالم ولا يزال يستخدم وعلى الرغم من انه علاج كيماوي لكن وجد ان له مضاعفات محدودة للغاية، وكأي علاج يجب متابعته معمليا كل فترة لتغيير الجرعة أو وقفة في حالة ظهور مؤشرات تدل على وجود مضاعفات من العلاج.
الجديد في علاج الروماتويد
ظهر عقار جديد للسيطرة على الروماتويد وهو أول علاج يصنع خصيصا لعلاج الروماتويد، حيث ان جميع الأدوية الأخرى كانت أساسا لعلاج امراض اخرى واكتشف بالمصادفة ان لها تأثيرا في علاج الروماتويد مثلما ذكرنا من مضادات الملاريا وحقن الذهب وغيره مما اشرنا اليه.
وقد اظهر هذا العقار نتائج ممتازة في العالم، ولكن يجب ان نشير الى ان العقار القديم الكيماوي مازال يستخدم، فدائما يبدأ العلاج بالعقار التقليدي، واذا لم يحدث تحسن أو حدثت مضاعفات يجري اللجوء الى العلاج الجديد حيث ان تكلفته عالية، بالاضافة الى ذلك فهناك العلاجات البيولوجية وهي مجموعة من العلاجات ظهرت أخيرا لها نتائج ممتازة، وثبت انها توقف تماما أي تآكل داخلي في المفاصل نتيجة للروماتويد ولكنها مثل جميع علاجات الروماتويد، فالتحسن بها مرهون باستمرار تناول هذه العقاقير وليس لفترة محدودة.
والمشكلة هنا في ان هذه العقاقير البيولوجية تكلفتها مرتفعة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون