بسم الله الرحيم الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
استكمالاً لما سبق في موضوعي دعوة على الرصيف (1) و(2).
إليكم الموقف التالي:
كنت قادماً من أحد الأماكن وذاهباً إلى منزلي قبيل صلاة الفجر بساعة تقريباً، فإذا أنا بحادث سيارة من نوع كورلا وقد صدمت في عمود كهرب من جهة باب الراكب الأمامي، وإذا الناس مجتمعين حول شخص منطرحاً على الأرض متأثراً بإصابته، وكان يشتكي من آلامٍ شديدة من آثار الحادث، وبدأت أقترب منه وأذّكره بالله عزّ وجًل وأحثه على قراءة القرآن الكريم وأهديء من روعه، وكانت المفاجأة!!.
وقال للشخص الذي بجانبه (ادعو الله أن يشفيني لأعبد الله) وقال لشخص آخر جلس بجانبه نفس الكلام، والتفت إلي وقال نفس الكلام، ثم أتى الاسعاف وأخذ المصاب إلى المستشفى.
وسمعت بعض الموجودين في مكان الحادث يتحدثون عن إصابة الشخص الذي كان محل الراكب الأمامي في السيارة بإصابة بليغة وأنه تم الذهاب به إلى المستشفى وكان ذلك قبل وصولي لموقع الحادث.
ذهبت إلى المنزل وأنا أُفكر في كلام هذا الشاب وأحسست أن هناك شيء عنده دفعه لقول هذا الكلام، بعدها بوقت ليس بالطويل اتصلت على المرور لأستفسر عن الحادث وذكرت لهم موقع ووقت الحادث ونوع السيارة، وأخبروني أن السيارة التي صار لها الحادث كان بها ثلاثة من الشباب توفي منهم شخص وأُدخل الاثنين الباقين في أحد المستشفيات وخرج واحد وبقي الآخر، وقد ذكر لي اسم المصاب الذي في المستشفى، فذهبت مساء ذلك اليوم للمستشفى وأسأل عن مكان هذا الشاب ووجدته فإذا هو الشخص الذي كان مصاباً في مكان الحادث.
فسلمت عليه واطمأننت على صحته وأخبرني أن لديه كسر في ظهره وبعدها سألته عن الحادث فقال إنه لا يذكر منه شيئاً بل أنه لا يذكر أنه رآني من قبل، فقلت له إنني قد حضرت الحادث وسمعت منك كلاماً وأنت تتألم من الألم وتقول (ادعو الله أن يشفيني لأعبد الله) فلماذا قلت ذلك؟!!!
فرجع إلى نفسه قليلاً وكأنه نادم على ذلك وقال بحسرة كنت أُصلي من قبل وبعد أن تعرفت على هؤلاء الشباب كنت أقول لهم نصلي فيقولون نصلي بعدين بعدين حتى ضيعت الصلاة فلم أعد أُصلي، وسألته عن الشخص الذي توفي وكان معهم في السيارة فلم يجبني، ثم أتى أخوه وقال إن هذا الشاب صغير في السن وقد قال لوالدته إنه ذاهب مع زملائه وكانت أمه ترفض ذلك وحينما ذهب معهم دعت عليه وهي غاضبة حتى أنها والكلام لهذا الأخ وقت الفجر كانت تبحث عن ولدها في الحارة وفي الشارع وكأنها أحست أنّ شيئاً سيحدث له.
وبعد ذلك ذّكرت هذا الشاب بالله عزّ وجل وبفضل الله عليه بأن أحياه ولم يُختم له بسؤ خاتمة وأنّ باب التوبة مفتوح، وقد وعدني من نفسه خيراً.أسأل الله عزّ و جّل أن يغفر لهذا الميت ولأموات المسلمين وأن يثبتنا وهذا الأخ والمسلمين وأن يوفقنا لما يحبه ويرضى.
ولعّل الإخوان أن يشاركونا لنستفيد جميعاً ونستخلص الفوائد والعبر من هذا الموقف.
وعلى موعدٍ قادم بإذن الله تعالى مع موقف آخر على الرصيف
الموضوع الاصلي
من روعة الكون