[COLOR="Magenta"][size=6]وقد فسر بعض السلف المهاد بالفرش ، والغواش باللحف
وتأتي الإحاطة من ناحية أخرى ذلك أن للنار سورا يحيط بالكافرين ، فلا يستطيع الكفار مغادرتها أو الخروج منها ، كما قال تعالى ( إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا )، وسرادق النار هو سورها وحائطها الذي يحيط بها
اطلاع النار على الأفئدة
بالإضافة إلى أن أهل النار يضخم خلقهم في النار شيئا عظيما ، فإنه مع ذلك تدخل النار في أجسادهم حتى تصل إلى أعمق شيء فيهم ( سأصليه سقر ، وما أدراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر ) ، قال بعض أهل السلف في قوله ( لا تبقي ولا تذر ) ، قال : تأكل العظم واللحم والمخ ولا تذره على ذلك )
وقال تبارك وتعالى ( كلا لينبذن في الحطمة، وما أدراك ما الحطمة ، نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة )، قال محمد بن كعب القرظي : " تأكله النار على فؤاده ، فإذا بلغت فؤاده أنشئ خلقه، وعن ثابت البناني أنه قرأ هذه الاية ، ثم قال : تحرقهم النار إلى الأفئدة وهم أحياء لقد بلغ منهم العذاب ، ثم يبكي "ا
اندلاق الأمعاء في النار
في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ، فتندلق أقتابه في النار ، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه ، فيقولون : أي فلان ، ما شأنك ، أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه ) ثم هو يدور ويسعى حولها كما يدور الحمار برحاه
ومن الذين يجرون أمعاءهم في النار عمرو بن لحي ، وهو أول من غير دين العرب ، وقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم يجر قصبة في النار ، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار ، وكان أول من سيب السوائب )
قيود أهل النار وأغلالهم وسلاسلهم ومطارقهم
أعد الله لأهل النار سلاسلا وأغلالا وقيودا ومطارق ( إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا ) ، وقال ( إنا لدينا أنكالا وجحيما، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ) ، والأغلال توضع في الأعناق ( وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون )، وقال ( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ) ا
والأنكال : القيود ، سميت أنكالا لأن الله يعذبهم وينكل بهم بها ، ( إنا لدينا أنكالا ) ، والسلاسل نوع آخر من ألوان العذاب التي يقيد بها المجرمون كما يقيد المجرمون في الدنيا ، وانظر إلى هذه الصورة في كتاب الله ( خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه )ا
وأعد الله لهؤلاء مقامع من حديد وهي المطارق التي تهوي على المجرمين وهم يحاولون الخروج من النار ، فإذا بها تطيح بهم مرة أخرى إلى سواء الجحيم قال تعالى ( ولهم مقامع من حديد ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق )ا
قرن معبوداتهم وشياطينهم بهم في النار
كان الكفار والمشركون يعظمون الآلهة التي يعبدونها من دون الله ويدافعون عنها ويبذلون في سبيل ذلك النفس والمال ، وفي يوم القيامة يدخل الحق تلك الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله النار إهانة لعابديها وإذلالا لهم ، ليعلموا أنهم كانوا ضالين، قال تعالى ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون، لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون )
يقول ابن رجب ( فإن الإنسان إذا قرن في العذاب بمن كان سبب عذابه كان أشد في ألمه وحسرته )ا
ومن أجل ذلك يقذف في يوم القيامة بالشمس والقمر ليكونا مما توقد به النار ، يقول القرطبي ( وإنما يجمعان لأنهما قد عبدا من دون الله ، لا تكون النار عذابا لهما لأنهما جماد ، وإنما يفعل بهما ذلك زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم ، هكذا قال بعض أهل العلم )ا [/col[/size]or]
الموضوع الاصلي
من روعة الكون