قلبي أخبرني:
- هناك أمور تحدث بداخلك , كان نبضك موجعا ومخيفا , بدأت تصدر أوامرك إلى كل الجوارح أن هناك حالة طوارئ , تدفق دمعي غزيرا حينما لم أعرف السبب , لأول مرة لم استوعب نبضاتك , اختفى طعم الحياة المميز , وبدا لي الصبر اجبارا على المر ...
وبالقليل من التحمل أخذت أنصت لشكواه وأنينه المؤلم ..مابالك قلبي تشتكي مني؟
لم أسعى يوما إلا لسعادتك ورضاك .......
اغرورقت الدموع في عيني من جديد طاعة لحزنه وشجنه ...
سمعته يهمس بحزن عميق :
-السعادة ,وهل تدركين معناها؟؟
تلعثمت مرددة:
- السعادة, أن أمنحك كل ما تتمنى وتشتهي .......
ابتسم ساخرا:
- فقط ؟تضيقين واسعا بفهمك الخاطئ
أحسست بالحيرة, شيء ما تضيق به أنفاسي ولا يبين أشعر, به في كل سكناتي وحركاتي يوجعني حد البكاء ........
وكأنني وهبته الحياة فقفز بين ضلوعي فرحا :
-تماما إنه البعد, غاليتي .......
تساءلت باستغراب :
البعد ؟؟.........
-نعم ,البعد عن الله .........
ياه ياقلبي الحبيب, الآن انتظم نبضك واستراح من همومه! تدفق الدم حارا في عروقي , فقط من سماعك لفظ الجلالة ,
ابتسم فرحا حب الله هو ما أبحث عنه , هو سلوتي وعزائي , ومؤنسي في وحدتي
-ولكن لا تنسى هناك أشياء أخرى في الحياة, تبعث السعادة والأنس
أجاب برفق ولين :
-كل شيء لا يقرب منه, فهو تعاسة وحزن وألم ونار تتأجج في الأعماق, ثم اضطرب حتى كدت أفقد وعي ..
غمغمت بثقة أعاتبه :
-إنه الحب سيدي .......
انتفض صارخا بين أضلعي لاوالله, وهم وكذب وافتراء , الحب جنة إن دخلناها هنا وفقنا الله هناك.......
-والشوق ألا يلهبك ؟........
يشجيني ,ويجعلني أطير في ملكوت الله مسبحا ومهللا .......
-والحنين ؟
لكل الطيبين , ودعاء بظهر الغيب أن يوفقنا لحياة الأبد .
قلت غاضبة :
-والغيرة ؟
أن أرى أقواما يعبدون غيره , ويشكرون غيره , وهو المنعم المتفضل والحبيب الذي علينا أن نخلص له الحب ..
-ولكننا بشر !
لأننا كذالك ,علينا أن نستجيب ..
أنت تجعلني عاجزة, أمام مطالبك العالية ...
هذه نعمة ,لابد أن تحمدي الله عليها , نريد أن نرتقي , ويبقى النبض له وحده ...
-ألا تحب غيره :
-أحب كل من أمرني أن أحبه , أحب الأرض والسماء , والناس وكل المخلوقات ..
ولكن!
صديقيني ,لن تكوني سعيدة إلا بالحياة في رحابه .........
-كل هذا تخفيه عني ؟؟
وهل تركت لي الفرصة كي أتنفس ,ترهقينني بالأحلام ,والآمال الكاذبة, وتتربصين بي الدروب الوردية البعيدة , تحملينني فوق طاقتي ؟......
والحب ,ألا يكون سببا في سعادتك ؟؟
الحب نبراسي وقوتي, به أحيا .......
ابتسمت فرحة, جميل جدا ,وأنا أبحث عنه .
صمت للحظات ثم قال :
الحب الذي ينسيني مولاي يحطمني, ويرهقني ويمتص رحيق الحياة من شراييني, ويبث الخوف والحزن والأوهام في أركاني فأمرض, ثم أموت .......
يالله, إلى هذه الدرجة تحب مولاك ؟
هو سبب حياتي وسعادتي ,ولكي لا تشعري بالألم والحزن والضياع, أطيعيني في حبي إياه ,وسترين العجب العجاب.....
ساد الصمت, واختفى الألم ,وبدأت جوارحي تستجيب لمتطلبات محب مشتاق لمولاه ..................
أجمــل تحيـــاتي...
الجــزائري.......
الموضوع الاصلي
من روعة الكون