موضوع من بنات أفكاري
--------------------------------------------------------------------------------
ما دعاني لكتابة هذه الأسطر حادثة وقعت لي منذ قليل وأنا أمشي رفقة أحد أصدقائي وإذ بفتاة تمر بجانبنا وقد أطلقت العنان لكل ما يفتن الشباب وراحت تتمايل في لا يستر من جسمها إلا ما ندر فتنهد رفيقي تنهيدة من أعماق أعماقه وقال رفقا بنا يا بنات ، فغيرت كلماته برنامجي وتحولت إلى كتابه ما يجول بخاطري حول هذا الموضوع، لا أريد أن أتحدث هنا عن الحلال والحرام في لباس المرأة فذلك حديث له أهله ، لكني أتساءل لماذا تقوم الفتاة بعرض مفاتنها على الملأ؟ أو بالأحرى لماذا لا تحفظ الفتاة جسدها من أعين الناظرين؟ لقد بات العري شيء طبيعي في شوارعنا وجامعاتنا ، انتشر الفساد بين الشباب والشابات والسبب الأفلام الهابطه و الاغاني المصوره بهدف اسقاط شبابنا وشاباتنا في الرذيله ، فلا تكاد تخلوا قناه عربيه من اغنية ساقطه او فنانه او راقصه شبه عاريه ، وللاسف ذلك متاح لكل افراد الاسره ، الصغير منهم قبل الكبير والبنت قبل الولد والاب قبل الابن . انا لا ابالغ ولكن هذا للاسف حال الكثير من بيوت المسلمين ، وفي نهاية يومنا نطلب من الله النصر؟؟؟؟؟ كيف سيجيء هذا النصر؟؟؟؟.
جامعتنا وشوارعنا انتقل اليها المرض فتجد الفتيات قد خرجن دون ساتر بل ان جزءا كبير من جسمها ظاهر للناظرين ؟؟؟
إن العري فطرة حيوانية. ولا يميل الإنسان إليه إلا وهو يرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان، و إن الفطرة السليمة تنفر من انكشاف سوآتها الجسدية والنفسية، وتحرص على سترها ومواراتها.. والذين يحاولون تعرية الجسم من اللباس، وتعرية النفس من التقوى، ومن الحياء من الله ومن الناس ؛ والذين يطلقون ألسنتهم وأقلامهم والإعلام كلها لتأصيل هذه المحاولة - في شتى الصور والأساليب الشيطانية الخبيثة - هم الذين يريدون سلب "الإنسان" خصائص فطرته، وخصائص "إنسانيته" التي بها صار إنساناً.
وإن رؤية العري جمالاً هو انتكاس في الذوق البشري قطعاً. والمتخلفون في أواسط إفريقية عراة. والإسلام حين يدخل بحضارته إلى هذه المناطق يكون أول مظاهر الحضارة اكتساء العراة ! فأما في الجاهلية الحديثة "التقدمية " فهم يرتكسون إلى الوحدة التي ينتشل الإسلام المتخلفين منها، وينقلهم إلى مستوى "الحضارة "بمفهومها الإسلامي الذي يستهدف استنقاذ خصائص الإنسان وإبرازها وتقويتها.
إن ستر الجسد حياء ليس مجرد اصطلاح وعرف بيئي - كما تزعم الأبواق المسلطة على حياء الناس وعفتهم لتدمير إنسانيتهم، وفق الخطة اليهودية البشعة التي تتضمنها مقررات حكماء صهيون - إنما هي فطرة خلقها الله في الإنسان ؛ ثم هي شريعة أنزلها الله للبشر ؛ وأقدرهم على تنفيذها بما سخر لهم في الأرض من مقدرات وأرزاق.
والزينة "الإنسانية " هي زينة الستر، بينما الزينة "الحيوانية " هي زينة العري.. ولكن "الآدميين" في هذا الزمان يرتدون إلى رجعية جاهلية تردهم إلى عالم البهيمة. فلا يتذكرون نعمة الله بحفظ إنسانيتهم وصيانتها !!!
الرجوع الى المقدمة
الموضوع الاصلي
من روعة الكون