انفلونزا الطيور

خبيرة في حقل الصحة العامة تقول إن انتقال إنفلونزا الطيور إلى البشر احتمال نادر
مناقشة خطر اجتياح وباء إنفلونزا الطيور للعالم في حوار على الإنترنت



واشنطن العاصمة، 28 تشرين الثاني/نوفمبر، 2005- ناقشت الدكتورة كارين سمث، مديرة الصحة العامة في منطقة نابا الإدارية ( نابا كاونتي)، بولاية كاليفورنيا، أهمية إنفلونزا الطيور وتأثيرها على الصحة العامة، خلال حوار على الإنترنت في 23 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقالت سمث أثناء الحوار التي استضافتها وزارة الخارجية الأميركية، إنه "من المهم جداً أن يتذكر المرء أن إنفلونزا الطيور تشكل حالياً مشكلة تنحصر بشكل تام تقريباً في الطيور وفي عدد ضئيل من المناطق في العالم. وعلينا أن نتذكر أنه رغم تعرض الملايين للفيروس، لم تقع سوى 126 إصابة موثّقة حتى الآن بين البشر ولا يوجد حالياً أي دليل على انتقال هذا الفيروس من شخص إلى شخص آخر."

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت، حتى 25 تشرين الثاني/نوفمبر، عن 132 حالة إصابة بشرية بمرض إنفلونزا الطيور.

وقالت سمث: "إن الأشخاص الوحيدين الذي أُصيبوا بإنفلونزا الطيور حتى الآن كانوا على اتصال مباشر بالطيور الداجنة."

وقد تطرقت المسؤولة الأميركية إلى موضوع الرصد العالمي لحالات الإصابة الجديدة بالفيروس، فيروس إنفلونزا الطيور من سلالة H5N1 الممرضة جدا (HPAI)، في الدواجن وفي أسراب الطيور المهاجرة، بالإضافة إلى رصد ظهور أي حالات إصابة بين البشر.

وبالإضافة إلى هذا، أجابت الدكتورة سمث عن عدد من الأسئلة المختلفة حول خصائص فيروس إنفلونزا الطيور، وكيفية انتقال عدوى الإصابة بالفيروس، وإجراءات الوقاية من الإصابة به، والإجراءات الدولية التي يتم اتخاذها حالياً لمواجهة وباء إنفلونزا طيور عالمي وأمور أخرى متصلة بالموضوع.

ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات حول إنفلونزا الطيور وجهود مكافحتها بالرجوع إلى الصفحة الخاصة: "إنفلونزا الطيور".

في ما يلي نص الحوار على الإنترنت:





وزارة الخارجية الأميركية

مكتب برامج الإعلام الخارجي

واشنطن العاصمة

حوار على الإنترنت: إنفلونزا الطيور والصحة العامة

23 تشرين الثاني/نوفمبر، 2005

مدير الحوار: أهلاً بكم إلى حوار اليوم مع الدكتورة كارين سمث، مديرة الصحة العامة في مقاطعة نابا (نابا كاونتي) بولاية كاليفورنيا. لقد عملت الدكتورة سمث، وهي طبيبة متخصصة بالأمراض السارية والصحة العامة، في حقل الصحة العامة المحلي في كاليفورنيا لمدة عشر سنوات. وقد أكملت متطلبات تدربها الطبي وزمالتها في الأمراض السارية في جامعة ستانفورد، في ستانفورد، بولاية كاليفورنيا، بعد الحصول على شهادة الماجستير في الصحة العامة في الصحة الدولية من جامعة جونز هوبكنز في كالفيورنيا. وكانت قد عملت، قبل تلقيها التدريب الطبي في مجال كبح الأمراض المعدية والحد من انتشارها في كل من المغرب وتايلاندا.

وستحاول الدكتورة سمث الإجابة عن أكبر عدد ممكن من الأسئلة. إلا أنها لن تتمكن للأسف، لكون وقتنا محدودا، من الإجابة عن كل سؤال. ويمكن الرجوع إلى موقع الويب الأميركي الحكومي الرسمي الخاص بإنفلونزا الطيور باللغة الإنجليزية.

* الدكتورة كارين سمث:

أود أن أبدأ بإبداء بعض الملاحظات: أدت عدة عوامل إلى زيادة حدة القلق خلال دورة تفشي مرض إنفلونزا الطيور الحالية نتيجة إصابة الطيور بفيروس يدعى "فيروس إنفلونزا الطيور الممرض جداً H5N1 (HPAI)."

وينتشر هذا الفيروس حالياً بين الطيور في الدول المتجاورة ربما عن طريق معابر هجرة الطيور. فهناك أدلة تشير إلى أن بعض الطيور المصابة بالفيروس قد تبقى على قيد الحياة وتفرز الفيروس مع برازها لفترة عشرة أيام على الأقل مضاعفة بذلك قدرتها على نشر الفيروس إلى أسراب طيور بعيدة جدا.

كما أنه يبدو أن هذا الفيروس ممرض جداً في حال إصابة البشر به. وقد وقعت في الفترة الممتدة بين كانون الأول/ديسمبر 2003 و14 تشرين الثاني/نوفمبر 2005، 126 حالة مثبتة من إصابة البشر بإنفلونزا الطيور أسفرت عن 64 وفاة. ومن خصائص فيروس سلالة H5N1 أنه، بوجه عام، يتغير بسرعة ولديه ميل إلى اكتساب جينات من فيروسات إنفلونزا أصابت أنواعاً أخرى من الكائنات. وتعني هذه القدرة أن الفيروس يملك إمكانية التحول المستضدي ويتصف بالتالي بإمكانية التحول إلى وباء عالمي.

وما نقصده بالوباء العالمي هو وباء يتفشى في رقعة جغرافية واسعة جداً ويؤثر على نسبة كبيرة من السكان. وتحدث أوبئة الإنفلونزا العالمية عندما يظهر فيروس جديد، لا يملك أي شخص مناعة ضده، بين البشر. ويختلف مثل هذا الوباء عن الإنفلونزا "المعتادة" من حيث أنه من المرجح أنه سيؤدي إلى حوادث وفاة بين السكان من جميع الأعمار وليس فقط بين الأطفال والمسنين ومن حيث أنه لن يكون وباء موسمياً كما هو الحال في الإنفلونزا المألوفة. ومن غير المرجح أن يتوفر مخزون كاف من لقاح (أو مصل) فعال ضده قبل مضي 12-18 شهراً على ظهور الوباء. ومن أوبئة الإنفلونزا العالمية السابقة المعروفة وباء "الإنفلونزا الإسبانية/إنفلونزا الخنازير" الذي اجتاح العالم في عام 1918-1919 (H1N1)، ووباء "الإنفلونزا الآسيوية" 1957-1958 (سلالة H2N2)، ووباء "إنفلونزا هونغ كونغ" 1968-1969 (H3N2).

وقد تراوح عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأوبئة في الولايات المتحدة ما بين 550 ألف وفاة تقريباً في عام 1918 في الولايات المتحدة و34 ألف وفاة في عام 1968. ومن المستحيل التكهن بضخامة أي وباء قبل حدوثه. ورغم وجود احتمال حقيقي بوقوع وباء إنفلونزا في المستقبل، إلا أنه ينبغي علينا تذكر عدة أمور في ما يتعلق بالوضع العالمي الراهن.

رغم أن فيروس H5N1 هذا ما فتئ ينتشر بين الطيور منذ أواخر عام 2003، مؤدياً إلى ملايين حوادث تعرض البشر الفعلية لطيور مصابة به، إلا أنه لم تقع حتى الآن سوى 126 إصابة مثبتة بين البشر ولا يوجد أي دليل في الوقت الحاضر على انتقال العدوى بهذا الفيروس من شخص إلى شخص آخر. ويتعين توفر عدة معايير كي يتمكن هذا الفيروس أو أي فيروس إنفلونزا آخر من تطوير قدرة لديه على التحول إلى وباء. ذلك أنه يتعين أن يصيب البشر بسهولة، وأن يمكن انتقاله من شخص إلى شخص آخر، ويتعين أن يكون قادراً على المحافظة على شدته كي يؤدي إلى نسبة كبيرة من المرض الشديد أو الوفيات.

سؤال: أعيش في أستراليا حيث يثير هذا الموضوع حالياً اهتماماً كبيرا. فهل يمكنك إسداء نصيحة حول ما يمكنني اتباعه من وسائل لوقاية نفسي؟

الدكتورة سمث: من المهم جداً أن نتذكر أن إنفلونزا الطيور هي حالياً مشكلة تنحصر تماماً تقريباً في الطيور وتقتصر الإصابة بها على مناطق ضئيلة في العالم. وتذكروا أنه رغم وقوع الملايين من حوادث التعرض المباشر للفيروس لم تظهر سوى 126 إصابة بين البشر حتى الآن ولا يوجد حالياً أي دليل على انتقال العدوى بهذا الفيروس من إنسان إلى إنسان آخر.

وإجراءات الوقاية الذاتية ضرورية فقط بالنسبة للأشخاص الذين يتعاملون بشكل مباشر مع طيور يحتمل أن تكون مصابة. والأشخاص الوحيدون الذين أصيبوا بإنفلونزا الطيور كانوا حتى الآن من الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الدواجن. وبشكل خاص، أولئك الذي ينتفون ريش الطيور المريضة ويعدونها وأولئك الذين يتولون أمور الديوك المتصارعة والذين يلعبون بالطيور الداجنة، كما ثبت أن هناك صلة بين انتقال العدوى إلى البشر وتناول دم البط (غير المطبوخ) أو ربما لحم الطيور الداجنة التي لم يتم طهوها إلى الحد الكافي. وقد ظهرت حالات إصابة بإنفلونزا الطيور بين نمور وفهود في حدائق الحيوان بعد إطعامها طيوراً مصابة بالمرض لم يتم طهوها.

وهناك حالياً رصد دقيق في جميع أنحاء العالم لاكتشاف ظهور أي حالات جديدة من الإصابة بفيروس H5N1 في أسراب الطيور المحلية والطيور المهاجرة. وفي حال اكتشاف إصابة ما، يتم على الفور تطبيق عدة إجراءات بينها القضاء على الأسراب المصابة وتطهير بيئتها من الفيروس عندما يكون ذلك ممكنا وتقييد تنقل الطيور إلى خارج وداخل المنطقة المصابة بالفيروس وزيادة المراقبة والرصد في المناطق المحيطة بها. ويتم بذل الجهود أيضاً لفحص أي مرضى موجودين في المستشفيات وتظهر عليهم أعراض مماثلة لإنفلونزا الطيور في المناطق التي يعرف أن الفيروس منتشر فيها لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بفيروس H5N1.

وفي الولايات المتحدة، شددنا المراقبة والرصد لحالات الإصابة بين البشر من خلال الطلب من الأطباء إرسال عينات تنفسية لتحديد نوع سلالة الإنفلونزا من مرضى المستشفيات الذين تظهر عليهم أعراض سريرية مماثلة لأعراض الإنفلونزا والذين قاموا أيضاً بزيارة منطقة من المناطق التي ظهرت فيها إصابات إنفلونزا طيور بين الطيور أو إصابات مثبتة بين البشر بإنفلونزا الطيور.

سؤال: هل إنفلونزا الطيور مشابهة للإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت في عام 1918؟ وهل هناك أي صلة بين إعادة تركيب جينة فيروس تلك الإنفلونزا وإنفلونزا الطيور الحالية؟

الدكتورة سمث: إن التشابه الوحيد بينهما هو أنه يعتقد أن النوعين ظهرا أول ما ظهرا كفيروس يصيب الطيور (وقد تم التوصل إلى هذا بالنسبة لسلالة عام 1918 على أساس نتائج تحليل طرازها الجيني) كما أن المرضين هما إنفلونزا من نوع A. ولكن فيروس عام 1918 كان فيروس H1N1، في حين أن الفيروس الحالي هو من سلالة H5N1.

سؤال: ما هي فترة سبات أو استكانة الفيروس؟ وما عدد الطيور المصابة التي تقوم بنقل الفيروس، وهل يشمل هذا العدد أنواع الطيور المحلية كالحمام مثلا؟

الدكتورة سمث: أظنك تقصد بسؤالك الأول فترة الكمون (أي الفترة التي تنقضي بين الإصابة وظهور الأعراض). جاء في مقال أصدرته منظمة الصحة العالمية أن "فترة كمون فيروس إنفلونزا الطيور A (H5N1) قد تكون أطول من فترة كمون أنواع الإنفلونزا البشرية الأخرى المعروفة." وقد وقع معظم الحالات في عام 1997 بعد ما بين 2-4 أيام من التعرض للإصابة؛ وتشير التقارير الأخيرة إلى فترات مماثلة ولكن الفترة قد تصل إلى 8 أيام.

ويمكن أن تصاب أنواع كثيرة مختلفة من الطيور بفيروس H5N1. أما الأنواع الرئيسية من الطيور البرية التي تصاب به فهي البط والإوز والإوز العراقي (التَّم)، وأيضاً النورس (زمج الماء). أما بين الطيور الداجنة فيضاف إلى نفس هذه الأنواع من الطيور الدجاج، وهو شديد القابلية للإصابة بهذا المرض. ولا أعرف شيئاً عن عدد الإصابة بين أنواع الطيور الأخرى.

سؤال: هل يمكن لجثث من ماتوا نتيجة الإصابة بإنفلونزا الطيور تلويث مصادر المياه؟ وكيف سيتم دفن ضحايا إنفلونزا الطيور؟ وهل سترسل قوات مسلحة تبقى في مناطق الإصابة؟

الدكتورة سمث: نظراً لكونه يتم نشر فيروسات إنفلونزا الطيور بكميات كبيرة في براز الطيور المصابة ولكونها قد تبقى حية لعدة أيام في البيئة الملائمة لها، تتم أحياناً محاولة تطهير بيئة المناطق التي عثر فيها على أعداد كبيرة من الطيور الميتة. ولكن هذا غير ممكن عادة في المناطق البرية. ومرة أخرى، من المهم أن نتذكر أنه لا يوجد انتشار واسع لهذا المرض بين البشر في الوقت الحاضر. وحتى في حال تفشي وباء الإنفلونزا على نطاق واسع فإن جثث البشر الذين يقضي عليهم لا تشكل أي خطر من ناحية نقل العدوى بفيروس الإنفلونزا عن طريق المياه أو بطرق أخرى (وإن كانت بعض إجراءات تشريح الجثث قد تشكل بعض الخطر في حال انتشار بعض المواد الرئوية المصابة في الهواء). [23 تشرين الثاني/نوفمبر، 2005، 09:59]

سؤال: هل هناك وقت محدد لطهو البيض بشكل يضمن أنه مأمون؟ فهناك من يأكلون البيض دون طهو ومن يأكلونه قبل أن يجمد أو من يأكلونه مطهواً بطرق أخرى.

الدكتورة سمث: في حين أنه من الأفضل تجنب أكل بيض الطيور المصابة بإنفلونزا الطيور، إلا أن البيض الذي يتم غسله بانتباه لا يشكل خطراً على الصحة. فالقشرة هي التي يحتمل أن تكون قد تلوثت بالفيروس في حال تلوثها ببراز الطيور المصابة. وطهو البيض، حتى لفترة قصيرة، من شأنه أن يقضي على فاعلية أي فيروس إنفلونزا موجود على خارج قشرة البيضة.

سؤال: هل تم وضع خطط طوارئ لإلغاء رحلات الطائرات والسفن؟ وهل ستتأثر الرحلات الفضائية بذلك؟ وما هي فترة الحجر الصحي التي يمكن فرضها على بلد ما؟

الدكتورة سمث: سيستجيب كل بلد لظهور الوباء فيه بطرق مختلفة. ففي المراحل الأولى لتفشي الوباء، عندما تكون المناطق المصابة محلية محدودة، من المرجح أن يكون فرض درجة ما من الرقابة و/أو منع دخول أشخاص قادمين من منطقة مصابة (إلى بلد آخر) من الإجراءات التي سيتم تطبيقها. ويمكن أن تتراوح هذه الإجراءات بين الفحص لاكتشاف الأعراض قبل المغادرة و/أو لدى الوصول (كما حدث أثناء انتشار وباء الالتهاب الرئوي الحاد، سارس)، وإلغاء رحلات الطائرات من المناطق المصابة. وفي حين أنه قد يكون لبعض هذه الإجراءات تأثير على انتشار المرض، إلا أن ذلك التأثير سيكون على الأرجح مؤقتا. فلدى ترسخ المرض المعني في منطقة ما لن تعود هناك أي فائدة ترجى من إلغاء رحلات الطيران مِن أو إلى المناطق الأخرى.

وأنا لا أعرف عن رحلات الفضاء ولا أستطيع سوى القول إنه في حال وقوع وباء عالمي ووجود أعداد ضخمة جداً من المرضى ستصبح معظم المنظمات الكبيرة، بما فيها الحكومات، مضطرة على الأرجح إلى قصر نشاطاتها على تلك النشاطات اللازمة "لتأدية الوظائف الأساسية" نظراً لكون الكثير من الموظفين سيلزمون منازلهم إما بسبب مرضهم أو لرعاية أفراد عائلاتهم المرضى.

ومن غير الممكن في الواقع فرض حجر صحي على بلد ما. والحجر الصحي هو عادة فرض قيود على حركة الناس داخل منطقة معينة منكوبة بالمرض.

ولا يمكن لأي جهة سوى الجهة التي تملك السلطة القانونية على منطقة ما فرض الحجر الصحي على تلك المنطقة. وبالتالي، فإنه يمكن للبلد (أ) أن يفرض حجراً صحياً على مواطنين معينين أو حتى مناطق معينة داخل البلد، إلا أنه لا يمكن لأي بلد آخر أن يفرض حجراً صحياً على البلد (أ). ولكن البلد (ب) يستطيع رفض استيراد أي طيور من البلد (أ) أو السماح لأي شخص قادم منه بالدخول إلى البلد (ب)، غير أن هذا لا يشكل حجراً صحيا.

وعندما يتم فرض الحجر الصحي على شخص ما أو منطقة ما، فإن فترة دوام ذلك الحجر تتوقف على رأي السلطة القانونية التي فرضته. ففي كاليفورنيا، على سبيل المثال، من شأن الحجر الصحي أن يُفرَض على شخص يبدو أنه في حالة صحية جيدة (أي أنه ليس مريضا)، ولكنه تعرض لإمكانية الإصابة بمرض من الأمراض السارية أو المعدِية ويمر حالياً في فترة كمون الفيروس التي تنقضي بين الإصابة به وظهور أعراض المرض. فذلك الشخص يشكل مصدر خطر على الآخرين الذين يتصل بهم مباشرة لأنه قد يكون مصاباً بالمرض وينقله إلى الآخرين. وفي مثل هذه الحالة، لا يمكن فرض حجر صحي على ذلك الشخص لفترة تزيد على فترة كمون أو حضانة الفيروس. وعند ذلك، وفي حال عدم إصابة الشخص بالمرض وظهور الأعراض عليه، نعرف أنه لم يمرض وأنه لا يشكل بالتالي مصدر خطر على أي شخص آخر ويتعين رفع الحجر الصحي عنه. وقد تمت صياغة قانوننا بحيث تعتمد فترة الحجر الصحي على المرض الذي نعالج أمره. أما في حال ظهور مرض لم يتم تحديد الفترة المرتبطة به بعد، فإن المسؤول المحلي عن الصحة العامة هو الذي يحدد فترة الحجر الصحي، شريطة أن يتم ذلك على أساس علمي.

سؤال: هل تقومون بمراقبة الطيور البرية بحثاً عن حالات إنفلونزا طيور؟ وماذا يحدث في حال اكتشاف طيور مهاجرة مصابة بفيروس سلالة H5 التي تثير قلقاً كبيراً في ما يتعلق بتغيرها وإمكانية تحولها إلى فيروس يمكنه الانتقال من إنسان إلى إنسان آخر؟

الدكتورة سمث: إن الوكالات الفدرالية والوكالات التابعة للولايات ترصد أي حوادث موت بين طيور الماء المهاجرة. ولدى مشاهدة طائر ميت، يتم فحصه بحثاً عن فيروس الإنفلونزا. وفي حال العثور على فيروس من سلالة HPAIH5N1 ، يتم إبلاغ جميع وكالات الصحة العامة المحلية ومفوضي الزراعة وغيرهم من المسؤولين في الوكالات المحلية ووكالات الولاية. وتتم بعد ذلك زيادة رصد ومراقبة أسراب الطيور المحلية. كما يتم إصدار توجيهات إلى مربي الدواجن حول كيفية وقاية أسراب طيورهم من التعرض لاتصال مباشر بطيور الماء البرية، لأنه يعتقد أن هذه هي الطريقة الرئيسية التي يتم عن طريقها وصول الفيروس إلى الطيور المحلية. وعلاوة على ذلك، سيتم على الأرجح فرض قيود على حركة الطيور المحلية إلى داخل وخارج المنطقة المصابة. هذا ولم يثبت حتى الآن أن قتل أسراب الطيور البرية سيكون فعالاً لإيقاف انتشار المرض ولن يتم اللجوء إليه على الأرجح. أما في حال إصابة الأسراب المحلية الداجنة فإنه سيتم القضاء على تلك الأسراب وتطهير المنطقة التي كانت تعيش فيها.

سؤال: صرح المسؤول عن الصحة العامة في روسيا، غينادي أونيشنكو، قبل أيام بأن الموجة التالية من "إنفلونزا الطيور" ستظهر على الأرجح في الربيع عند عودة الطيور المهاجرة من الجنوب إلى الشمال. فهل يشكل ذلك مبعث قلق لكم أيضا؟

الدكتورة سمث: في حين أن الدليل على الدور الذي تلعبه الطيور المهاجرة ليس قاطعاً تماماً بعد، فإنه يبدو من الواضح بشكل متزايد بأنها قد تكون الوسيلة الرئيسية لانتقال الفيروس إلى مناطق جغرافية جديدة. ورغم قولي هذا، فإننا نتوقع مشاهدة استمرار انتشار الفيروس على نفس طرق الهجرة المصابة بالمرض حاليا. ولست خبيرة في مجال الطرق التي تسلكها الطيور في هجرتها وأفضل ترك أمر الحديث عنها لخبرائكم. ونحن نعمل في الولايات المتحدة، على أساس افتراض كون الفيروس سيدخل في نهاية الأمر إلى مناطق هنا أيضا، إلا أنه لم تظهر أي تكهنات من أي جهة حتى الآن بالموعد المحتمل لحدوث ذلك.

سؤال: لم تسجل روسيا حتى الآن أي إصابة بإنفلونزا الطيور رغم قربها من مصادره الآسيوية. فهل يحتمل أن يكون السلافيون وحدهم غير معرضين لخطر الإصابة بالفيروس؟

الدكتورة سمث: الواقع هو أن هناك مناطق عديدة اكتشفت فيها حالات إصابة طيور بالفيروس ولم تظهر فيها أي إصابات بين البشر. ويحتوي موقع منظمة الصحة العالمية الإلكتروني على بعض الخرائط الجيدة التي تظهر ذلك. وقد ربطت جميع الإصابات بين البشر حتى الآن بظهور المرض في الطيور الداجنة نظراً لأن الاتصال المباشر مع الطيور الداجنة هو الذي كان حتى الآن سبيل انتقال العدوى إلى البشر. ولا يتوقع المرء ظهور إصابات بين البشر في حال عدم وجود إصابات بين الطيور المحلية الداجنة.

سؤال: هل يمكن أن يؤثر انتشار إنفلونزا الطيور على كميات لحم الدجاج الأميركي المتوفر في روسيا؟

الدكتورة سمث: ما من سبب سيدعو روسيا إلى تقييد حركة نقل الدجاج الأميركي إلى روسيا ما لم ينتشر مرض إنفلونزا الطيور على نطاق واسع بين الطيور الداجنة في الولايات المتحدة.

سؤال: ما هي الفترة اللازمة لإجراء الفحص التشخيصي؟ ولا يمكن إجراء هذه الفحوص التشخيصية إلا في مختبرات على درجة عالية جداً من الأمن البيولوجي، وهي مختبرات لا تتوفر بكثرة حتى في المدن الكبيرة. فهل مختبرات المدن في أميركا الشمالية مهيأة لمعالجة كمية كبيرة من العينات خلال انتشار الأوبئة؟ وهل يعتبر تأكيد منظمة الصحة العالمية صحة النتيجة ضروريا؟

الدكتورة سمث: إن الفترة اللازمة لإجراء الفحص ستتوقف على عدة عوامل بينها الوقت اللازم لنقل العينات وتواتر عمليات الفحص في المختبر. أما الفحص نفسه فلا يتطلب وقتاً طويلا، وإن كانت معظم المختبرات ستحتاج لأن تجمع مجموعات من العينات قبل إجراء الفحوص. وتبذل في الولايات المتحدة حالياً جهود كبيرة للحث على ضمان كون جميع المختبرات في الولايات المتحدة في "شبكة استجابة المختبرات"، وهي شبكة من مختبرات الصحة العامة تملك القدرة على القيام على الأقل بالفحوص الأولية لاكتشاف إنفلونزا A في حين تقوم المختبرات الأعلى مرتبة بإجراء الفحوص لاكتشاف نوع السلالة. ولا يوجد سوى حفنة قليلة من المختبرات الخاصة، هذا إن وجد أي منها، القادرة على اكتشاف نوع سلالة فيروس الإنفلونزا.

أما في ما يتعلق بتثبت منظمة الصحة العالمية من صحة النتائج، فنظراً لكوننا في مرحلة رصد ومراقبة حيث تعتبر معرفة مكان وجود الفيروس وكيفية تحركه أمراً حاسم الأهمية، فإنه من المهم جداً أن يتم التأكد من أن الحالات التي يتم التبليغ عنها هي إصابات بفيروس من سلالة H5N1. وتذكروا أن الإنفلونزا A شائعة. وعليه فإنه يتم حالياً عدّ الحالات فقط لدى تأكيد مختبر مرتبط بمنظمة الصحة العالمية لصحتها. أما في حال ظهور وباء متفش على نطاق واسع يشكل فيه فيروس سلالة H5N1 الفيروس السائد فمن المحتمل ألا يكون التثبت من صحة النتائج ضرورياً عندها.

سؤال: ما هي فترة بقاء الفيروس حياً في البيئة؟ وهل يمكن القضاء عليه بمصابيح الأشعة فوق البنفسجية المبيدة للجراثيم؟ وإن كان الجواب بالإيجاب، ما هي الفترة الزمنية اللازمة لتطهير غرفة مريض؟ وكيف يجب معالجة الفضلات من غرف المرضى، هل يجب وضعها في أكياس بلاستيك؟ وهل يصبح سطح كيس البلاستيك ملوثاً لأنه مُلئ في غرفة ملوثة؟ هل يجب تطهير سطح الكيس؟ وكيف؟ وهل نستطيع استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية لذلك الغرض؟

الدكتورة سمث: نعرف أنه يبدو أن الفيروس يستطيع البقاء على قيد الحياة في الماء لبضعة أيام على الأقل في البرية، وأن أنواع الفيروس الأخرى المسببة لإنفلونزا البشر يمكنها البقاء على قيد الحياة لبضع ساعات على ناقلات العدوى (أي الأشياء) الموجودة في غرفة المريض. ورغم ذلك فإنه ليس فيروس شديد القدرة على البقاء على قيد الحياة بشكل خاص. وأنا لست متأكدة بالنسبة للأشعة فوق البنفسجية، ولكنني لا أستطيع التفكير بسبب يجعلها غير فعالة.

والإنفلونزا (بما فيها إنفلونزا الطيور)، على عكس مرض سارس، لا تنتقل عن طريق الهواء، بل عن طريق قطيرات أو رذاذات كبيرة. وعليه فإن التلوث يكون مقتصراً عادة على الأشياء الموضوعة على بعد ستة أقدام أو أقرب من المريض. واتباع إجراءات تطهير خاصة للنفايات وما إلى ذلك أمر غير ضروري. إلا أنه من المهم أن يرتدي الأشخاص الذين يلمسون أشياء يحتمل أنها ملوثة، كفراش المريض، القفازات.

سؤال: إن إفراز الفيروس بعيارات حجمية كبيرة يمكن أن يستمر 21 يوماً لدى الأطفال في حين أنه يتوقف لدى الكبار بعد 7 أيام. فهل يعرَف سبب هذا الاختلاف؟

الدكتورة سمث: سؤال مثير للاهتمام. وأنا لا أعرف الجواب عليه في الواقع ولكنني أخمّن أن ذلك يمثل الفوارق بين باثولوجيا فيروس الإنفلونزا في الأطفال وفي البالغين، ولعله يمثل ردوداً مناعية متباينة. ولكنني أعرف أن فترة الإفراز تشمل مدى كبيراً وأنها تتوقف، إلى حد ما، على شدة الإصابة.

سؤال: ما خطورة الصناعات التي تستعمل فيها منتجات طيور كالريش المستخدم في حشو الوسائد مثلا؟ وأذكر على سبيل المثال أنه تم في ترينداد في 21 تشرين الثاني/نوفمبر إيقاف حاويات شحن ريش من الصين يستخدم في صنع ملابس الكرنفال. أما زالت دول أخرى تستورد مثل هذه المواد؟

الدكتورة سمث: لست متأكدة. وسيتوقف الأمر على الإجراءات المتبعة للتطهير. ونظراً لاحتواء الطيور على أعداد كبيرة من الطفيليات الخارجية التي تعيش على سطح جسمها وتتواجد في ريشها، أفترض أنهم يقومون بنوع من التطهير لها. وفيروسات الإنفلونزا ليست قوية جداً من حيث القدرة على البقاء حية في البيئة ويمكن لمعظم أشكال التطهير المتبعة القضاء عليها.

سؤال: ما هي توصياتك بالنسبة لعمال الصيانة وتنظيف المناطق في الولايات المتحدة وأوروبا وجنوب شرق آسيا؟

الدكتورة سمث: لا أظن أن هناك أي إجراءات وقاية محددة خاصة بإنفلونزا الطيور يجب اتباعها إلا إن كنت تشيرين بسؤالك إلى العمال في صناعة تربية الدواجن. وبالنسبة للعمال المهتمين بأمور أسراب الطيور الداجنة حيث يمكن الإصابة بالعدوى فإن أقل ما يتعين القيام به هو ارتداء القفازات والكمامات ورداء العمل الخاص (أو شيء ما يغطي الملابس والأحذية) والنظارات الواقية.

سؤال: هل لديك أي معلومات حول انتشار الإنفلونزا في مكاتب وهل تعتقدين بوجوب زيادة كمية الهواء الطلق النقي كما توصي بذلك جمعية المهندسين الأميركيين لآلات التدفئة والبرادات ومكيفات الهواء ASHRAE؟

الدكتورة سمث: يمكن أن تنتقل الإنفلونزا، ويحدث ذلك بالفعل، من شخص إلى شخص آخر في أي بيئة تقريبا. وغالباً ما يحدث الانتقال في البيئة العادية، كالمكاتب، نتيجة اتصال مباشر مع شخص يطرح (أو يسقط منه رذاذ) الفيروس (كأن يقوم بمصافحته) أو نتيجة استخدام شيء لمسه أخيراً شخص يطرح الفيروس (كالتلفون مثلا). ولا تتم الإصابة عبر الهواء إلا في النادر، هذا إن حدثت على الإطلاق، نظراً لكون القطيرات التي تنتشر فيها الإنفلونزا كبيرة نوعاً ما وتسقط من الهواء بسرعة في المنطقة المحيطة مباشرة بالشخص. وأجهزة التهوية فعالة إلى حد كبير في مجال إزالة الجزيئات المنقولة في الهواء (كفيروس السل) إلا أنها تكاد لا تؤثر إطلاقاًً على الجزيئات الأكبر. وأنا شخصياً أشك في أن يكون لتغيير نظام التهوية أي تأثير على الأمر. أما الإجراءات الموضوعة لزيادة "المسافة الاجتماعية" التي تفصل بين الناس فهي فعالة إلى حد كبير. وبعض الأمور البسيطة كالتزام المنزل عندما يكون المرء مريضاً والإكثار من غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال إجراءات فعالة جداً وإن تكن بسيطة جدا.

سؤال: قلتِ في بداية الحوار إن "الإنفلونزا (بما فيها إنفلونزا الطيور) على عكس سارس، لا تنتشر عن طريق الهواء وإنما من خلال قطيرات كبيرة الحجم."

فإن كان الأمر كذلك، قد لا يكون من الضروري زيادة معدلات أنظمة التدفئة وتكييف الهواء والتهوية في مباني المكاتب الضخمة. ولكن ماذا عن "الازدحام"؟ إن جمعية المهندسين ASHRAE توصي بتخصيص 1000 قدم مربعة لكل 7 أشخاص (عندما يكون معدل التهوية بالهواء الطلق النقي 20 قدم مكعبة في الدقيقة للشخص الواحد).

الدكتورة سمث: أعتقد أن الازدحام قد يشكل مشكلة، ولكن فقط عندما تخفق الحملات الرامية إلى إقناع الناس بالبقاء في منازلهم لدى إصابتهم بالمرض.

مدير الحوار: يمكن الحصول على معلومات حول ذلك (باللغة الإنجليزية) بالرجوع إلى موضوع "إجراءات الوقاية الخاصة بالطعام الضرورية للحيلولة دون انتقال العدوى بمرض إنفلونزا الطيور".

سؤال: هل يطرح الشخص المصاب الفيروس خلال فترة الكمون (أي قبل ظهور أعراض المرض عليه)؟ وإن كان الجواب بالإيجاب، هل هناك إجراءات لعزل/فرض حجر صحي على مقدمي الرعاية الصحية الذين يتعاملون بشكل مباشر مع المصابين بإنفلونزا الطيور؟

الدكتورة سمث: نعم، هناك بعض الأدلة على أنه يمكن طرح فيروس الإنفلونزا لمدة يوم أو يومين قبل ظهور الأعراض. ولكن هذا يحدث أكثر ما يحدث لدى الأطفال. كما أن كمية الفيروس المطروحة أو المفرزة ضئيلة مقارنة بالكمية التي تطرح في فترة وجود الأعراض. ولا أظن أنه تم القيام بأي دراسة جيدة حول الدور الذي يلعبه طرح الفيروس في فترة الكمون قبل ظهور الأعراض في تفشي مرض الإنفلونزا.

مدير الحوار: يمكنكم الرجوع أيضاً إلى "التهيؤ لمواجهة وباء إنفلونزا: ما الذي يمكنك القيام به؟" باللغة الإنجليزية.

سؤال: في أي مرحلة من المرض بإنفلونزا الطيور يعتبر الإنسان معدِياً وكم تستمر هذه الفترة؟

الدكتورة سمث: يعتبر الناس ناقلين للعدوى عادة أثناء طرحهم للفيروس الحي. ولا توجد معلومات كثيرة حول هذا في هذا الوقت (وذلك لأن حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور كانت قليلة جداً ولأن الإصابات تحدث في أماكن تفتقر إلى المختبرات العصرية المتقدمة). وقد ذكرت بيانات المعلومات القليلة المتوفرة وجود كميات لا يستهان بها من الفيروس في العينات الخيشومية بعد 4-8 أيام من ظهور الأعراض. وأعتقد أننا سنعرف المزيد عن ذلك مع الوقت ومع ظهور مزيد من الإصابات. وتذكروا أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل على انتقال هذا الفيروس من شخص إلى شخص آخر!

سؤال: اكتشف الآن فيروس من سلالة H5 في بطتين من مزرعتين تجاريتين مختلفين منفصلتين في منطقة وادي فرايزر في برتش كولومبيا بكندا. ويتم حالياً تفريغ المزرعتين من كل ما فيها من بط، أي يتم القضاء على أكثر من 65 ألف بطة. وتقوم السلطات بالقضاء على ذلك البط كإجراء وقائي احتياطي في حين تواصل طمأنة الشعب على أنه لا خطر على الصحة العامة أو أمن الغذاء. والبطتان المصابتان بالفيروس بصحة جيدة، مما يوحي بأن السلالة الموجودة فيهما غير خطرة، ولم تصب تلك السلالة من الفيروس حتى الآن سوى البط، لا الدجاج. ويتم قتل البط لتفادي إمكانية حدوث طفرة تغير في الفيروس تجعله أكثر خطراً.

يمكن الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا، باللغة الإنجليزية.

الدكتورة سمث: من المثير للاهتمام أن السلطات قررت القضاء على جميع الطيور في المزرعتين رغم أن نوع سلالة H5N1 التي تم اكتشافها هناك كانت سلالة معروفة لا تمرض كثيراً وليست نفس السلالة المثيرة للقلق من آسيا والتي تتميز بأنها سلالة إنفلونزا طيور ممرضة جدا (HPAI). ورغم أن نوعي الفيروس يتشاركان في نفس مواصفات H وN الرقمية إلا أنهما فيروسان مختلفان. وقد استغربت الأمر عندما قرأت أنهم يقومون بقتل الطيور بناء على ذلك.

سؤال: ما هي الإجراءات الوقائية التي يمكن للأفراد اعتمادها لدى سفرهم إلى آسيا أو عيشهم فيها؟

الدكتورة سمث: تجنب الاتصال المباشر بأسراب طيور داجنة محلية (أي عدم السير في باحة مزدحمة بالبط والدجاج والإوز في منزل الجيران) يكاد يكون الشيء الوحيد الذي ينبغي على المرء أن ينتبه إليه حقا. كما أن التأكد من أن الدجاج التي يأكله المرء مطهو تماماً فكرة جيدة لأسباب كثيرة أخرى غير إنفلونزا الطيور أيضا. وهناك بعض الأدلة على أن تناول دم البط المصاب بالفيروس (بدون طبخه) يحمل معه خطر الإصابة. وعليه، قد يكون من الأفضل تجنب ذلك أيضا.

سؤال: ما هي أنواع الطيور التي تصاب بهذا المرض ويمكنها نقله إلى البشر؟

الدكتورة سمث: إن أنواع الطيور التي أصيبت بهذا الفيروس حتى الآن هي، في المقام الأول، البط والإوز والدجاج والإوز العراقي (ومن الواضح أن الدجاج موجود فقط في أسراب الطيور الداجنة). وقد انتقل الفيروس إلى جميع حالات الإصابة بين البشر حتى الآن عن طريق أسراب الدجاج أو البط.

سؤال: هل هناك شرائح معينة في مجتمعاتنا أو قطاعات أعمالنا هنا في الولايات المتحدة قد يود من يعيشون ويعملون فيها اتخاذ احتياطات كتعقيم الطعام وتنقية الهواء والماء لوقاية أنفسهم ومؤسسات أعمالهم بشكل أفضل؟

الدكتورة سمث: ليس في الوقت الحاضر. أما في حال اجتياح البلد وباء يصيب الكثير من البشر، فإن انتقال العدوى من شخص إلى آخر هو ما سينشر المرض، لا الماء ولا الطعام. أما الناس الذين سيتعين عليهم اتخاذ إجراءات وقائية خاصة فهم أولئك الذين يقدمون الرعاية للمرضى وأولئك الذين يعانون من نظام مناعة ضعيف، وما إلى ذلك.

مدير الحوار: هذا كل الوقت المتوفر لدينا اليوم. شكراً لمشاركتكم في حوار اليوم على الإنترنت عن إنفلونزا الطيور، وشكراً للدكتورة سمث.

الموضوع الاصلي  من روعة الكون