متخلفو الحج وعصابات الهجرة
منصور حمود
من أجل مبالغ مالية تسعى بعض مؤسسات الطوافة إلى تدمير اقتصادنا وخلق مشكلات سكانية واجتماعية عندما تشرع في التخلي عن حجاجها وتركهم يتخلفون بعد أداء شعيرة الحج والعمرة حتى تقلل مصاريف الإعاشة وتذاكر السفر.
سفارات الدول هي الأخرى مسؤولة عن رعاياها وعدم تعاونها وفي عدم سرعة إجراءات إعادة مواطنيها والتعرف والتثبت من هوياتهم.. والمواطن الذي يتستر بالايواء ونقلهم من مكان إلى آخر ومن منطقة إلى منطقة أخرى يساهم بشكل فاعل ببقاء متخلفي الحج والعمرة..
وزير الداخلية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز كان واضحاً في مؤتمره الذي عقده يوم السبت الماضي عندما طالب سفارات الدول الإسلامية وغيرها بالتعاون لترحيل رعاياها من الحجاج وحمّل المسؤولية مؤسسات الطوافة السعودية والمواطن بالايواء والنقل وشدد على العقوبات الصارمة ضد هذه الفئات.
الأنظمة العالمية تحارب جميع الفئات التي تتسلسل إلى بلدان غير بلدانها تحت مظلة المواسم الدينية أو العمل أو السياحة أو اللجوء السياسي أو لأسباب اجتماعية حتى ان بعض الدول تحيط حدودها بأسلاك شائكة وكهربائية وبالكلاب البوليسية والقناصة حتى إن بعضها يقيم أبراجاً وفرقاً عسكرية وخنادق مائية.. والمملكة لم تلجأ إلى أي من هذه الأساليب رغم مشروعيتها في النظام الدولي بل انها سهلت أمام الحجاج والمعتمرين عملية الوصول إلى الأماكن المقدسة وأعطتهم الفرصة الكاملة ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة..
لكن هناك ممارسة تتم بالخفاء وتجارة لها سماسرتها وعصاباتها تهدف إلى فرض الواقع على المملكة وأجهزة الجوازات والأحوال المدنية عبر وسطاء وأناس حولوا أنفسهم وبيوتهم إلى ايواء واخفاء المتخلفين وتوظيف بعضهم في تجارة المخدرات والسرقة والدعارة..
للمملكة الحق في اتخاذ جميع الإجراءات النظامية والإدارية في إنزال العقوبات الصارمة ضد المتخلفين وإعادتهم واتخاذ الإجراءات الأشد ضد مؤسسات الطوافة السعودية التي لا تلتزم بالأنظمة والقوانين وأيضاً اتخاذ جميع الإجراءات ضد سفارات الدول التي لا تتعاون مع المملكة لترحيل رعاياها.
نطالع عبر المحطات الفضائية ونقرأ التقارير اليومية التي تتم على طول شواطئ البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا ممن ماتوا غرقاً في عرض البحر بعد مطاردتهم من رجال حرس الحدود والحرس الوطني على الشواطئ الأوروبية لطالبي الهجرة غير النظامية.. ونشاهد المآسي التي تتم في جنوب البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي للمهاجرين الأفارقة والمشهد الأكبر على طول الحدود الأمريكية والمكسيكية والكندية والحدود الأفغانية والهندية والباكستانية وشواطئ الخليج العربي..
والمملكة ما زالت متمسكة بالتعامل الإنساني والرفق بالمسلمين وتتحمل جميع أعباء الترحيل من السكن المؤقت والإعاشة والعلاج لجميع المتخلفين والمتسللين.. لكن هذا الأسلوب في التعامل قد لا يكون مجدياً لأن أرقام الحجاج تتزايد سنوياً وأرقام المتخلفين تزداد مما يضطرنا في مرحلة أخرى أن نطور أساليبنا للمحافظة على أمننا وثقافتنا ونسيجنا الاجتماعي ونستخدم الأساليب الدولية في حماية مجتمعنا ووطننا من عصابة المهاجرين غير النظاميين.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون