......فارس الفرســــــــــــــــــــان ...............................
.
الظلام الدامس والصمت والسكون يلفان المكان , حتى الطيور على أشجارها سكنت ... وكأنها تحبس أنفاسها ترتقب المعركة الرهيبة .. الأعداء يحيطون به من كل جانب , من خلفة , ومن أمامه ... ولكنه (( فارس الفرسان)) لا يعبأ بهم .. استل سيفه .. لوح به في الهواء .. جذب عنان فرسه , فاختلط صهيل الفرس بصيحته القوية الجبارة كزئير الأسد , فارتعدت لها فرائص أعدائه ....مر بينهم كالسهم , يقتلع من يقف أمامه بسيفه البتار .. إنهم يفرون من أمامه كالفئران .. .. وأخيرا استطاع أن ينقذ محبوبته من بين أيديهم ... ليرفعها أمامه على الفرس .... ثم ينطلق مبتعداً مخلفاً وراءه أعداءه أشلاء ممزقه
"والآن نشرة الأخبار"
قطع عليه هذا الصوت القادم من التلفاز أحلام يقظته , وانتبه إلى الأخبار .... "مقتل العشرات وإصابة وتشريد المئات من الفلسطينيين" .... "تهدم المئات من المنازل على رؤوس أصحابها فى قصف جديد على الشيشان" .... "عشرات النساء يقتلن في مذبحة جديدة في كشمير" .... "إكتشاف مقبرة جماعيه للمسلمين في البوسنة والهرسك" ................
انتهت الأخبار
أصابه الهم والغم والحزن .... شعر بالضيق والانقباض يخنقانه ..... غير القناة .... فراعه ذلك المشهد .... انه يرى راقصة خليعة ماجنة تتمايل وتغنى , والشباب حولها يرقصون ويطربون .... ما هذا الذي يحدث ... ضرب كفاً بكف انه لا يكاد يصدق ... أيذبح المسلمون في كل مكان ونحن هنا نرقص ونغنى ..... إننا حتى لا نشعر بهم فكيف نقدم لهم يد العون .... بل إننا حتى لا نشعر بديننا.. نسيناه .... نسينا الله في غمرة الشهوات أو دوامة الدنيا .... لماذا ضل الناس الطريق إلى الله لماذا لم يعد للإيمان سلطان على النفوس لماذا لم يعد للقرآن مكان في القلوب .... من لهؤلاء المساكين ... من يعيد الناس إلى الطريق المستقيم
أتعبه التساؤل ... وأصابه اليأس من التفكير في حال المسلمين
حاول أن يعود إلى حلمه مرة أخري لعله ينسى أو يرتاح .... وسرعان ما سرح بخياله مرة أخري
ولكنه ياللعجب ........... لا يرى في يده سيفا هذه المرة ... ً إنه يرى مشعلاً من نور فى يمينه , ومصحفاً في يساره ...... إنه لا يركب فرساً .. بل سائر على قدميه ... ينظر أمامه .. فلا يجد إلا طريقا طويلاً مليئاً بالأشواك... مظلماً حالك الظلام ... ولكن آخره نور ... بل ضياء شديد.
ينظر خلفه .... فيرى جمعاً غفيراً من الناس .. يتخبطون كالمخمورين .. يتلمسون طريقهم كالعميان ... حاول أن يطلق صيحته الجبارة .. فلم يسمع إلا صوته يردد
(
(((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)))) (يوسف:108)
ويردد أيضاً ((((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)))) (فصلت:33)
الآن أدرك ان معركته الحقيقية هى في هذا الطريق ....... أدرك أن ((( فارس الفرسان))) الحقيقي هو من يهدى الضالين ... ويفيق الغافلين ... ويرشد التائهين ... وينير للناس .................. الطريــــــق إلـــــى اللــــــــه
الموضوع الاصلي
من روعة الكون