السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصراحة عجبتني هذه القصة وحبيت انزلها تقرأوها وياريت اعرف رايكم فيها
اخليكم مع القصة
الحـ ـ ـل الصـ ـعـ ـب (قصه رومنسيه)لاتفوتكم$$
// الجزء الأول //
-لأ ...قلت لك لأ يايمّة ...لا ترجعين لنفس الموضوع خلاص
- يابعد عمري قلت لك أبوك هالمرة شكله ناوي يزوجك. هو متضايق من انك ترفضين الخطاب
- وإذا رفضت الخطاب؟؟ يايمّة هذي حياتي !!
- حتى لو كانت حياتك...كم لك ترفضين واللي يقهر انك ترفضين ناس ماعليهم قصور
- يمة لو سمحتي خلاص ..وبعدين ليش مستعجل أبوي يزوّجني؟؟ تراي توّني صغيرة يعني لسه في ثالث ثانوي
- أنت تعرفين إن هالكلام مايمشي عند أبوك عشان كذا يالله تجهّزي ..الرجال بيجي بعد صلاة المغرب ولا تتأخرين ترى أبوك هالمرة متحمّس له
- وليش يتحمّس؟؟
- يابنت الرجال ماشاء الله عليه ربي فاتحها بوج والكل يمدح فيه وأخلاق ودين
- انا اللي يقهرني إنكم إلى الحين مافهمتوا وش أبي انا؟؟
- وش تبين؟؟
- ما أبي أتزوج!!
- تراي طفشت منك يا ( ريم) خلصينا بس وروحي اتجهزي
طلعت أمها من الغرفة وريم جالسة مقهورة...ليش أبوها مصرّ يزوّجها بالسرعة هذي؟
وليش مو راضين يفهمون إنها تحس إنها لسه صغيرة عن الزواج
كل اللي تتمناه إنها تتخرّج من الثانوية وتجيب نسبة حلوة عشان تدخل الجامعة
بس الظاهر الوالد هالمرة من جد مصرّ و إلا ماخلّى أمها تلزّم عليها بالقوة هذي
تنهّدت بقوووة وهي تقول في نفسها: يالله مو مشكلة خليني اتجهّز واخلّص وان شاء الله راح يوقف الموضوع عالشوفة وخلاص.
وراحت بسرعة لغرفتها وفتّشت في دولابها على شي مناسب واختارت تنورة جلدية سوداء مع قميص مقلّم بالأبيض والأسود وجلست قدام المراية عشان تحط لمسات خفيفة من المكياج وتركت شعرها ينسدل بحريرية على كتفها
وأخذت نظرة أخيرة وحاولت تقيّم شكلها وهي تقول في نفسها: أحس كأني امرأة أعمال على الشياكة هذي ..ابتسمت ونزلت عند أمها وقالت : وش رايك؟
- ليش صايرة كأنك مديرة مدرسة؟؟
- يمة لا تقولين على لبسي شي ...صدقيني لبسي زين وأهم شي يكون أنيق وحلو وهذا المطلوب .
- طيب أبوك يقول إن الرجال في المجلس وقال لي أقولك تاخذين العصير وتودّينه.
- طيب يمة...ايش الجديد؟؟
- مافيه جديد بس بسرعة يالله
- طيب
راحت ريم ووقفت عند باب المجلس وكل مرة تحس بنفس الخوف , كانت تحس بشعور غريب هالمرة..يمكن لأن أبوها جازم على الرجّال هذا؟! ماتدري
وفجأة...سمعت صوت أبوها وهو يقول دقيقة وفتح الباب ولقاها وقال:
- هذي هي...وينك وأنا أبوك؟ كانت جاي أناديك هذي هي ريم تعالي يابنتي
هذي بنتي ريم وهذا بدر
لمّا حاولت ريم ترفع عيونها عشان تاخذ نظرة بسيطة ..انصدمت بنظرات قويّة
تطالع فيها بنظرة تفصيليّة وبسرعة حاولت تاخذ نفس من الخوف.
جلست جنب أبوها وعيونها في الأرض وسمعت صوته وهو يقول بهدوء:
- مساء الخير يا ريم كيف حالك؟
- .......( هدووووء)
- تسمحين لي اتكلم عن نفسي؟؟
- تفضّل ( بصعوبة حاولت تنطق )
- طيب...انا عمري 30 سنة , رجل أعمال عندي مشاريع خاصة فيني , خريج إدارة أعمال من جامعة الملك سعود, أحوالي المادية كثير تمام الحمدلله, وأنا أبي اسمع أنت وش تتمنين في زوج المستقبل عشان أعرف شروطك بالتالي ألبّيها لك.
- ........( هدوء)
- ريم
في هذي اللحظة ارتاعت ورفعت راسها وهي مو مستوعبه الطريقة اللي نطق فيها اسمها وقالت : سمّ
- ايش شروطك؟؟
طريقة نظراته لها كانت تحسسها بشعور غير مريح كأنه يفصفصها ويحلل شخصيتها وكان فيه ابتسامة خبث على فمّه وهو يقول :إيش طلباتك يا ريم؟
في اللحظة هذي,, حاولت تدوّر طلبات تعجيزيّة وقالت : أبي ...أبي يكون لي سكن خاص
هنــــا,, قاطعها أبوها وهو يناظرها بنظرات توعّد: إحنا شارينك يا بدر...و...
قاطعه بدر وقال: معليش يا خال بس أبي أسمع ريم لو سمحت !!
ورجع التفت عليها وقال : كمّلي يا ريم...تبين بيت؟؟ طيّب تمّ وين؟؟ بأي مدينة؟؟
رفعت ريم راسها من الصدمة وحاولت تاخذ نظرة على وج عشان تتأكد من مقصده إذا كان يستهبل وإلا صادق.
لكنه كان مثبّت عيونه عليها وهو يكمّل: أنا عندي بيت في جدة وعندي بيت في الرياض وعندي واحد بالشرقية وين تبين؟؟ لأنو طبيعة شغلي تخليني اسكن أحيانا في جدة وقت طويل ونفس الشي بالنسبة لباقي البيوت فــ...أي واحد؟؟
قاطعه أبوها وهو يقول: يا بدر هي راح تسكن وين ما تسكن أنت.
ريم كانت مصدومة...أول مرة تشوف شخص يتكلّم بحضور أبوها بالثقة هذي
كانت خايفة أما الحين هي تحسّ بالنفور منه وشعور غريب ما عرفت توصفه
أفكارها انقطعت لمّا سمعت ذاك الصوت مرة ثانية : ريـــــــــــــم
- نعم
- ماجاوبتيني؟؟
- عادي...ما أدري مو مشكلة
- طيب ايش تبين بعد؟؟
- دراستي...أنا أبي أكمّل دراستي وصراحة دراستي ألزم ماعلي حالياً (رفعت عيونها بصعوبة وهي تحاول تخلّي نفسها جريئة) وقالت: دراستي ألزم ماعلي!!
ضحك بدر وقال: تمّ ..أيش تبين بعد؟؟
- خلاص
- خلاص؟؟....يعني مافيه شروط ثانية
حاولت تفكّر بشروط تعجيزية لكن ما أسعفتها ذاكرتها وأشّرت برأسها وقال: لأ
تفاجأت لمّا جلس بدر رجل على رجل وقال : طيّب ممكن تسمعين أنا إيش طلباتي؟؟
- تفضّل...
- أنا رجل أعمال...شغلي يحتّم علي إني أسافر دايماً يعني كثير راح نسافر إذا ربي كتب نصيب وأهم شي عندي أبي وحده تصبر علي يعني ممكن أكون مشغول أنا بعد
- طيب ليش تبي تتزوج؟؟ ( انصدمت من نفسها لمّا لقت نفسها تفكّر بصوت مسموع!! كانت نظرات أبوها المصدومة تقول لها "منت صاحية!")
- أبي أتزوّج...لأني أبي أتزوّج ,أبي أكمّل نص ديني وأبي يكون لي عيال وأبي أأسس أسرة
- تمنّت ريم لو الأرض تنشق وتبلعها كان لون وجا أكبر دليل على إنها حسّت بالإحراج من سؤالها الغبي
واللي ساعدها على الرجوع من عالم التفكير صوت أبوها: يالله يا ريم...خلاص حبيبتي تقدرين تروحين.
حاولت تشيل جسمها من الكنبة بصعوبة وخافت أكثر لمّا لقت نظرات بدر تتفحصها من راسها لرجولها وهو يقول بابتسامة واثقة: على خير إن شاء
................................................
::: الجزء الثاني :::
هااااااه... بشري عساك ارتحتي؟؟
- يمّة تكفين خلاص..أبي أشرب موية!!
- وش فيك؟؟
- مدري يمّة ..أحس اني تعبانة
- وش فيك؟؟ طيب ارتحتي جاوبيني؟
- مدري...شعور غريب هذا الإنسان بالذات ما ارتحت له ,يعني مدري ما عرفت أحدد هل أنا مرتاحة ولا لأ ...بس مو هذا المهم المهم اني ما أبي أتزوّج وخلاص.
- ريم...منتي على عوايدك؟؟
- يمّة...الإنسان هذا مغرور...مسوّي لي فيها اني غني وواثق من نفسه بزيادة وأنا ما أحب هالنوعية من الناس
- ليه كيف حكمتي؟؟
- مدري قلت له أبي أسكن ببيت مستقل وقال لي في أي مدينة؟! والله قليل حيا
- ليش قليل حيا؟؟ عشانه سألك بأي مدينة تبين؟؟
- مدري أسلوبه ذا ما يعجبني ما أحب النوعية هذي
- عاد ما أدري وش بيقول أبوك!!
- يمّة ...الموضوع يخصّني أنا يعني أنا ما أبي أتزوّج
- لا تتسرعين خليني أشوف أبوك وش راح يقول.
- طيّب ...أنا ماراح أشغل نفسي بالتفكير لأني من جد تعبانة طالعه لغرفتي وعلميني وش يقول أبوي..,تكفين يا يمّة حاولي تفهمينه إني ما أبي أتزوّج
- خلاص ابشري كل هالكلام راح يوصل لأبوك.
- الله يخلّيك لي يارب.
طلعت ريم لغرفتها وكانت تحاول تسترجع ملامح بدر المغرور : "عيون سود ..والله الولد عيونه حلوة بس مخيفة وذيك الابتسامة...مدري وش فيني لمّا شفت ابتسامته مغصني بطني! كان مبيّن عليه طويل ورزّة اكتافه حلوة ...أووووووه ليش أنا قاعدة أفصفص الولد مصيره مصير اللي سبقوه إن شاء الله"
وبين هذي الأفكار سبحت في عالم الأحلام..........
صحت من النوم على صوت أبوها وهو يصحّيها:ريــــــــم ..يالله يا بابا قومي خلاص
- يبة اليوم خميس!! ليش مصحّيني بدري
- عندي موضوع بكلمك فيه
- ايش فيه؟؟( ارتاعت من تصرّف أبوها الغير اعتيادي )
- أبي أكلمك عن بدر....
- وش فيه؟
- انت موافقة؟؟
- لأ...مو موافقة
- ليش؟؟
- لسبب واحد هو إني أبي أكمّل دراستي ...يعني أنا مخططة أشياء كثيرة
- طيّب كل الأشياء اللي أنتي مخططة لها تقدرين تسوّينها وأنت متزوجة
- لا يا بابا...أنا وحده من صديقاتي متزوجة الحين وتتمنى لو إنها ما تزوجت وتقول إنها تلاقي صعوبة في المذاكرة بسبب زوجها اللي كل يوم عنده عزيمة , أجل وشلون أنا اللي بآخذ واحد رجل أعمال!!
- بدر أمس قال لي انه مستعد يخلّيك تدرسين براحتك وكل شي تسوّينه براحتك وتذاكرين وحتى مسؤوليات البيت يقول راح أجيب لها كل شي تتمناه حتى إنه يقول راح يجيب لك طبّاخ وكل شي
- بابا....وش يبي الرجّال هذا؟؟
- كيف وش يبي؟؟ يبي يتزوّج ...وصدقيني أنا ماراح أرميك على أي واحد
- وش معنى هذا بالذات انت مصر علي آخذه
- لأني أدري انه راح يسعدك
- الفلوس ماراح تسعدني يابابا
- مو الفلوس ...الولد أخلاق والكل يمدح فيه ورحت سألت عليه بكل مكان والكل يمدحه يعني حرام انك تخلّين كم واحد يروحون عليك بسبب دراستك,مصيرك تكملين دراستك وتعيشين.
- أحس انك تبي تفتك مني!! والله من جد( بانت الدموع في عيونها)
- لا ياعمري...ما فيه أب مايحب بنته لكن أنا أبي أفرح فيك وبعدين ترى لا تنسين إن عمّك يبيك لـ محمد ولده
- وأنا قلت لك قبل ماراح آخذ محمد.
- خلاص أجل...خوذي بدر لأني أحس ان محمد ماراح يسعدك مدري بس ما أحس انه يعجبك
- أجل بدر يعجبني؟؟
- والله شكله يعجبك
- ....!!!!!!( وجه مصدوم)
- وش فيك ه تدرين كيف حسّيت الشي هذا؟؟
- كيف؟؟
- أول مرة أشوفك تتفاعلين مع أحد بالطريقة هذي ...أنت ماشفتي وجهك أمس
- يا بابا ...الولد هذا مغرووووووور..,كان لازم أحد يوقفه عند حدّه
- لا حرام عليك هو بعيد كل البعد عن الغرور بالعكس أخلاق
- ما أدري...ما أبي أتزوّج الحين أحس إني مو جاهزة أبد لا نفسياً ولا فكرياً وعندي اختبارات بعد ثلاث أسابيع
- إيه على فكرة...تراه يبي الزواج بعد أسبوعين بالكثير بعد ثلاث أسابيع
- إييييييييييييش؟؟؟!!! خييييييييييييير حتى لو قررت أتزوّج مايمديني أتجهز بثلاث أسابيع
- ليش؟؟ أنت تدرين إن أمك تزوجتني بأسبوعين؟؟
- ما يهمني..والله مالي شغل ماراح أتزوّج قبل ما أخلص ثانوية
- طيب وش أقوله ألحين؟؟
- قل له ان ريم رافضة لأنها ماتبي تشغل نفسها بأفكار وشوف ايش راح يقول
- ريم هو رجل أعمال عشان كذا يبي يسوّي كل شي بسرعة
- وأنت راضي؟؟ وإذا صار؟؟ تراه زواج مو خبط لزق!!
- طيب أنا بشوف وش يقول وإذا وافق من حظك واذا ماوافق اسمحيلي لكن راح أعتبر انك ما تعرفين مصلحتك وأقول له تمّ
- ......( من الصدمة ما قدرت تنطق كلمة وهي في داخلها تقول أكييييد يمزح!!)
بعد المغرب...دخلت عليها أمهّا وهي مبتسمة وتقول : أبوك توّه جاي وقال انه كلّم بدر وقال له قرارك وبدر وافق يتأجل الزواج بس لمّا تخلصين اختبارات نهائية:
ريم: يمّة....ودي أعرف ليش الولد ذا مصمم؟؟
- مصمم على ايش؟؟
- انه ياخذني أنا من بين كل البنات؟؟ وش فيني زود؟ فيه بنات أحلى مني ومخلصين دراسة ...وبعدين هو كبير يمّة..أنا توني 18 وهو عمره 30
يعني الفرق بيننا كبير وأحس إني من جيل وهو من جيل!!
- لا تبالغين عاد ...ترى فرق العمر مو مشكلة المهم الفكر
- وش يضمن لي ان تفكيره منفتح وعقليته حلوة؟؟
- الواضح قدّام الناس انه كذا لكن الدواخل لها الله يابنتي...يعني محد يقدر يعرف أحد إلا بالعشرة وبعدين ناظري الموضوع من جهة ثانية..ترى محمّد ولد عمك يبغاك من زمان وأبوك من زمان يقول لهم صغيرة بس ما أظن عمّك المرة هذي يوافق ...عاد تعرفين عمّك أكبر من أبوك وراح يزعل من أبوك لو رفضتي وبعدين انت من زمان ما يعجبك محمد فـ خوذي بدر أحسن لك.
- يمّة ...لو كنتي مكاني ..هل راح تتزوجين؟؟
- اعرف شعورك واعرف قد ايش أنتي خايفة لكن سواء تأخرتي أولا راح تمرين بالشعور هذا وصدقيني راح يروح.
- آآآآآآآآآآآآآآه
- هاااااااه؟؟ وش أقول لأبوك؟؟ تراه يستنّى تحت
- طيّب....
- أقوله إنك موافقة؟؟
- أمري لله
حضنتها أمها بسعادة وقالت : ألف مبرووووووك يابعد عمري
وطلعت من غرفتها وريم جالسة ....شعورها غريب كانت تناظر في المراية وهي تحسّ إنها ضايعه...تاي!!...ما تدري وش المفروض تحس
بالأخير انتبهت لنفسها وقال بصوت واطي: ما أدري...ما أدري!!
مرّت ثلاث أسابيع بسرعة عجيبة....حتى ريم نفسها مو مستوعبة ان آخر اختبار لها كان أمس...كانت مرهقة وتعبانة واللي مخوّفها زواجها اللي قرّب يجي
طوال الثلاث أسابيع اللي فاتت كان بدر يدق ويسأل عن طلباتها وهي رفضت تملّك قبل الاختبارات عشان ما تتشتت في تفكيرها بين الملكة والاختبارات
والحين زواجها بعد أسبوع واحد بالضبط!
بدأ العدّ التنازلي وهي خايفة...اليوم بعد صلاة العشا راح تكون ملكتها وراح تشوف بدر بنفس اليوم !! شي يخوّف...من بعد ذيك الشوفة كل واحد فيهم ما شاف الثاني ...جلست تفكّر كيف ممكن يكون اللقاء الثاني ...وكيف ان هذا اللقاء راح يكون غير...لأنها راح تقدر تشوفه زين وتدقق فيه وتطبع الصورة تمام في خيالها.
الساعة 8:45 دقيقة بالضبط دخل عليها أبوها في الصالة ومعه الكتاب
كان قلبها يخفق بطريقة غريبة ..خوف, توتّر, ترقّب..لأول مرة راح تشوف كيف راح تكون ورقة الزواج
جلست على الكرسي وهي تناظر الورقة بتأمل كان اسمها واسم بدر موجودين
وأسماء الشهود وكان المكان اللي تحت اسمها فاضي ينتظر توقيعها
مسكت القلم بتردد وحاولت توقع بدون ماتخلي يدّها ترتجف ووقّعَت...!
دخلت ريم المجلس ولاحظت ان بدر قام من مكانه وكان يطالعها بعيونه
وفجأة لقت ابتسامة على فمه وهو يقول ...أهلييييييييين ريـــــــــــم
استغربت لمّا قرّب منها ومسك يدّها وكأنه ناوي يسلّم عليها وحاولت تسحب نفسها وهي مو مستوعبه وهو ضحك وقال: ه وش فيك؟ تراي زوجك
بس كنت أبي اسلّم عليك....هاه كيفك اليوم؟؟
- الحمدلله تمام
وجلست على كنبه وهو جلس في طرف الكنبة وقال: ما طلعت النتايج؟؟
- لأ ...لسه ما طلعت
- طيب كيف حلّيتي؟؟ ان شاء الله تمام؟
- الحمدلله
- وين حابّة نروح شهر العسل؟؟
- ........
- ايش فيك ماتتكلمين؟؟
- اعذرني يا ...بدر..لكن أحس انك تضغط علي
(اعتدل في جلسته وقال : وكيف أَضغط عليك؟؟أنا ببساطة إنسان عملي يعني أحب أعرف كل حاجة قبل أخطط لـ شي)
- مدري بس ان شاء الله أتعوّد
- طيب ايش أكثر بلد تحبينه؟؟
- أسبانيـــــا يمكن
- تبين نروح أسبانيا؟؟
- انت ايش رايك؟؟
- أنا عادي ...اللي تبينه يحصل
- مو على كذا...قد رحت لها؟؟
- إيه...بس ماقد رحت للسياحة يعني عمل وفعلاً مرة حلوة
- خلاص اللي تشوفه.
- ايش كمان؟؟...ايش تحبين كلميني عن نفسك
- مدري وش أقول لك؟؟ ايش تبي تعرف؟
- كل شي ...يعني مثلاً ايش تسوين وقت فراغك, تحبين تقرين؟ تشوفين أفلام؟
- اممممم...أنا أحب أقرى , وبرضو أحب أشوف أفلام ,
- حلوووو ...أجل بيننا أشياء مشتركة طيب إيش تقرين؟
- قصص...شعر... وأنت؟؟
- غالباً شعر...
- اهممممم
- طيب أنا ماودّي أضغط عليك عشان كذا راح أتركك ألحين وان شاء الله أكلمك عشان أخبّرك بأي جديد...( مدّ يده داخل جيبه وطلّع جوّال وقال...أعذريني ما أعرف ذوقك لكن جبت لك شي على ذوقي المرة هذي وخلّيه معاك, بعدين تقدرين تغيّرينه إذا تبين)
- ....طيّب...
قرّب منها بدر وهي حاولت تكون هادية وانحنى وباسها على جبهتها وقال: تصبحين على خير.
- وأنت من أهل الخير( كان الكلام بصوت واطي )
وطلع من المجلس....وريحة عطره في المكان..يالله شعور غريب ,لأول مرة تجلس مع شخص غريب ...يوووه خلاص مو غريب,صار زوجها اللي لسه ماتعرفه زين..حسّت إنها تبي تبكي..يمكن لأنها توقعت شي ثاني , يمكن لأنها خايفة من العيون السود وكيف نظراته تدخل جوى أعماقها, ويمكن لأن الزواج هذا كان غلطة...هي من زمان تتمنى تاخذ عن حب لكنها المرة هذي ما أخذت عن حب
رفعت يدّها لجبهتها وحسّت إنها حارة...معقولة تكون مريضة؟؟ولا الحرارة جت من العدم! ما تدري.
مرّ الأسبوع بسرعة غريبة...وريم كل يوم عن يوم تخاف أكثر
يمكن لأنها حسّت إنها راح تترك بيت أهلها وتعيش حياة جديدة فيها مسؤوليّة
أو يمكن لأنها حتى الآن ما ارتاحت من نظرات بدر لكن حاولت تكون هادية قد ماتقدر ...يالله هي مع بدر الآن في السيارة متجهين للفندق وبرضو كان مرة هادي يطريقة عجيبة ,,, تذكرت الحفلة اللي سوّوها أهلها للاحتفال بنجاحها وحسّت بالتناقض...كأنها صغيرة وكأنها كبرت فجأة لأنها راح تتزوّج!
تذكّرت كيف أرسل لها بدر ورود في يوم تخرّجها مع بطاقة كان مكتوب عليها بس " ألف مبروووووك...أتمنى لك التقدم في كل مجال في حياتك" وكان مع الباقة علبه صغيرة..كانت خاتم مرة حلووو وفخم...ما كانت مستوعبة وجود شخص جديد في حياتها راح يتدخّل بكل صغيرة وكبيرة في حياتها. طردت الأفكار هذي من راسها وحاولت تسرق نظرات على وج لكنها انصدمت لمّا لقته يطالع فيها وعلى طول شالت عيونها منه وابتسم وقال...تدرين؟؟ نفسي اعرف ايش تفكرين الحين؟؟
حسّت قلبها راح يطلع من محلّه وقالت : ولا شي
ضحك بدر ضحكة حسّت معها بالخوف لأنه قرّب منها ومسك يدها بين يدينه
وناظر في عيونها مباشرة وقال...لايا عزيزتي...انت كنت تفكرين في قد ايش انت خايفة مني ه مو مشكلة شي طبيعي تخافين بس أحب أطمنك ...كل الأمور راح تمشي تمام
- ايش؟؟
- أقولك ياحلوة إن الأمور تمام يعني تراي قاعد أطمّنك ارتاحي وريحي أعصابك
- .........
- ريــــم....لا تناظرين فيني كذا ...ترى شكلك من جد خايفة وأنا مو خاطفك!!
وضحك وهي تحترق من داخل...مقهورة من عجرفته مقهورة من ضحكته اللي على وج مقهورة من برودة أعصابه!!
كيف فيه ناس بهذا البرود؟؟ آآآآآآآآآآآآآه من جد شكلي تزوّجت واحد مايحسّ
أقلعت الطيّارة في الصباح وكانت تجلس جنب بدر واللي كان قاعد بكل هدوء يشرب قهوة ...وهي متنحة ما تدري ايش تسوّي
وبحركة لا إرادية طلّعت من شنطتها كتاب وحاولت تشغل نفسها فيه
وبنفس الوقت حاسّة ان عيون بدر تناظر فيها باستغراب وقال...الحين انت ماتكلّمت طول البارح والحين بعد ناوية تسحبين علي؟؟
- انت شكلك مشغول...
- أنا مشغول؟؟ ترى الكلمتين الوحيدتين اللي حكينا فيهم اليوم صباح الخير وأنت جاهزة ...والحين تبين تقرين كتاب وأنا أعرف انك طول أمس مانمتي شكلك كنت خايفة مني مع إني قلت لك تطمّني
- بدر....
- هممممم
- اعذرني ترى ما أعرف وش ممكن اسولف فيه
- طيّب...ماودّك تخططين لمستقبلنا ؟؟ ( كانت نظراته مليئة بالخبث)
- كيف يعني؟؟
- ريم...تراي بديت اشك إني ماخذ طفلة مو وحدة عمرها 18
- طيب 18 لسه صغيرة ..ايش تتوقع؟؟
- يعني انت متزوجة غصب عليك مني؟؟
- لأ...أنا ما قلت كذا
- طيب؟؟
- أنا كنت أقصد انو لازم أتعوّد عليك ترى الوضع جديد علي
- طيب وش تتوقعين ان الوضع مو جديد علي أنا بعد؟؟ لكن الفرق بيني وبينك إني أنظر للأمور ببساطة واطمئنان مو زيّك تخافين في كل مرّة أمرّ جنبك
احمر وجا وحاولت تتكلّم لكن ما قدرت تنطق وهو بكل برود أعصاب قام يضحك وقال: طيب مو مشكلة ...ماودّك نخطط لمستقبلنا؟؟
- يعني ايش تقصد؟؟
- اووووف ياريم..طيّب راح أوضّح أكثر اقصد البيت, المسؤولية, العائلة كم تبين أطفال؟؟
- انت من جدّك؟؟
- إيه ليش أمزح؟؟
- اقصد انك تحكي عن الأشياء هذي وكأنها شي عادي يجي في يوم وليلة وكل شي بالبساطة هذي
- صدقيني يا عزيزتي كل شي يجي بالبساطة هذي ...وكل شي يجي لرغباتي!!
- ما تلاحظ انك من جد ماكل في نفسك مقلب؟؟
- ه وليش؟؟ أنا مو مغرور أنا أعرف قدر نفسي بس!
- لااااا انت من جد مغرور...(كان شكلها من جد مقهورة ومعصبة)
وفجأة قرّب منها بسرعة ومسح بإصبعه على انفها وقال :يا عزيزتي...راح تعرفيني زين وراح تعرفين إني ماتزوّجت ألعب لكن أخاف أكون من جد أخذت طفلة
قامت من الكرسي وهي تحاول تبعّد عنه لأنها حسّت إنها في أي لحظة ممكن تصفقه بـ كفّ وهو مسك يدها بقوة وقال: على وين؟؟
- دورة المياه
- طيب استنّي اروح معاك أخاف تضيعين
- تراي مو طفلة تلاحقها لا تخاف أدل طريقي واعرف اسأل عن أي شي لو ضيّعت.
ودارت ظهرها وهي تحاول تخلّي خطواتها ثابتة واللي حرق قلبها ضحكته العالية . وقفت قدام المراية وفجأة رحمت نفسها...كان وضعها من جد تعيس
ونزلت الدموع على خدّها وبعدين مسحتها وقررت إنها تورّيه ...لأنه خرّب عليها صباحها, ولأنها عزّمت تحطم غروره هذا...
رجعت بكل هدوء وجلست وكان فيه ابتسامة ملتوية على فمّه وقال: كيفك اليوم؟؟
حاولت ترسم ابتسامة على فمها وقالت: الحمدلله...انت كيف نمت؟؟
- الحمدلله (استغراب على وج من طريقتها)
- بدر...
- نعم
- قلت لي تبي عائلة وأولاد؟؟
- إيه..ليش أنتي ماتبين؟؟
- إلا بس مو الحين ...اقصد خلينا ناخذ وقتنا ونعرف بعض أكثر
- أنا من رايك ياحلوة....التأخير دايماً أفضل
واللي صدمها انه مسك جريدته وقام يناظر في آخر العناوين
قالت بهدوء: بدر....المفروض يكون هذا شهر عسل
- يعني؟؟
- مدري اقصد خلّينا نسولف
- قبل شوي كنت أكلمك ولاكان لك خلق أو كنتي خايفة ...والحين تغيّرتي ورجعتي مختلفة
- ودّي أعرفك أكثر
- يعني أفهم من كذا انك تبين شهر عسل؟؟ (ناظرها بنظرات خوّفتها)
- اقصد ان شهر العسل المفروض نكون فيه مبسوطين
- لا تخافين ...أوعدك راح تنبسطين ...بس انت شكلك مانمتي حاولي تريّحين شوي لمّا نوصل أصحّيك
ريم....كانت تحلم ...كانت في مكان حلوووو ورايق وكان الجو مرة خطير وكان فيه شخص ماسك يدّها ويشدّها لبيت كبييييير...كان البيت مرة حلو وفجأة انتبهت إنها حتى الآن ماتعرّفت على مرافقها اللي في الحلم ولمّا التفتت تشوف مين ,كانت صاحية من النوم وعيونها التقت بعيون بدر اللي كان يراقبها بشكل غريب
وتفاجأت لما لقت انه ماسك يدّها وكان يهزّها بهدوء ورقّة ويقول: ريم...يالله وصلنا
في هذي اللحظة ...حسّت ريم بشي غريب مزيج من الحنان مزيج من المفاجأة
وسحبها بدر بطريقة ناعمة عشان يساعدها توقف وابتسم وقال:
- welcome to Spain
ابتسمت بهدوء وشالت شنطتها وانطلقوا لبداية شهر العسل
كان الأسبوعين هذولي من أجمل الأيام اللي عاشتهم ريم في حياتها
كان بدر مرافق ممتاز في السفر مرح وحنون و ومرشد سياحي نوعاً ما
وقدرت تاخذ عليه نوعاً ما ....وشوي شوي بدت تحس بالارتياح لكنها كانت لسه تخاف منه
يمكن لأنها ماتعوّدت تلاقي شخص يبحلق فيها كذا ...وبطريقة مافيها أي تعابير
أحياناً يكون هادي وأحياناً يكون شخص ثاني
شخص كأنها لأول مرة تقابله....أحياناً كانت تحس انه ينظر لها فعلاً على إنها طفله ...يمكن بطريقة معاملته لها أو بأسلوبه في إشعارها انو مالها مسؤولية في أي شي أو دور معيّن
شالت هذي الأفكار من راسها وجلست ترتب شنطتها لأن بدر قال لها انو مضطر يرجع للشغل بعد أسبوعين ...بسرعة مرّوا هالأسبوعين.
بعد ما خلّصت, راحت للمطبخ وأخذت لها كرسي وجلست عليه تشرب القهوة وتفكّر...ولأول مرة طرى على بالها فكرة غريبة!
بدر ماقد قال لها انو يحبّها؟؟ وهذا الشي خوّفها
يمكن لأنها هي كان عندها فكرة عن ان الزواج التزام واحد لمدى الحياة وان الشخص لازم يكون يحب الشخص الثاني لاجل تستمر العلاقة...لكن فجأة حسّت بارتباك غريب. حتى هي ماقد قالت له إنها تحبّه...لحظة! هل هي تحبّه؟؟
حتى الآن هي مو متأكدة...اللي هي متأكدة منه انه طيّب وشخص تستلطفه وبس وبرضو تخاف منه وحتى الآن مالقت سبب لهذا الخوف.
طيّب يمكن هو بعد نفس شعورها...يعني مو شرط يحبّها عشان كذا ماقال لها شي
تنهّدت بهدوء وحاولت تشيل الأفكار هذي من راسها ولمّا رفعت راسها لقت بدر عند الباب وارتاعت: بسم الله ....كم صار لك واقف؟؟
- ه مو مدة طويلة ...بس ليش خفتي ؟؟ والله لو إني وحش
- لا بس فاجأتني....
- ريم...كنت حـ سألك انت معجبك المكان هنا؟؟
- امممم إيه حلووو ليش؟؟
- كنت أفكر....إذا انت حابّة المكان نجلس كمان أسبوع زيادة
- ليش؟؟
- حلوة ليش؟؟ أنا أسألك...إذا كنتي تبين نجلس زيادة وإلا خايفة مني تبين تروحين لحضن ماما
- بدر....انت قلت لي نرجع بعد أسبوعين
- هو سؤال بس جاوبي عليه تبين ولا لأ؟؟
- مو المسألة كذا بس مو انت تقول ان عندك شغل وهذا الشي انت وضّحت لي إياه قبل ما نروح شهر العسل
- طيّب...غيّرت رايي ودك نجلس ولا لأ؟؟
- بعدين ليش تتريق؟؟ الظاهر انك من جد تبي تفتعل مشكلة
- أنا؟؟؟!! حرام عليك ....أنا ملاك بريء
- ه ضحّكتني والله ...ودّي أصدقك
وفجأة بخطوات كبيرة كان جنبها ومسك ذقنها بيدّه ورفع وجا وناظر في عيونها مباشرة وكان باين على ريم إنها ارتاعت من أسلوبه وارتسمت ابتسامته الملتوية على فمّه وقال بهدوء يخوّف: ريم لا تلعبين بالنار دامك منتي قدّها.
وحاولت ريم تبعد عنّه لكنه سحبها بقوة ورجع يناظر في عيونها وقال: فاهمة ياحلوة؟؟ تراك تضيّعين وقتك معي إذا كنتي راح تستمرين بمجادلات مالها داعي وتدورين علي الزلّة
وتركها وهي رجعت خطوتين ورفعت راسها بعصبية وقالت: الظاهر انت اللي تدوّر علي الزلّة...أنا ما أفهم انت وش تبي بالضبط؟؟ ساعات تكون طيّب وساعات تكون سخيف بتصرّفاتك ...تراها كلمة وقلتها سألتك عندك شغل وإلا لأ بس الظاهر فيه ناس فعلاً تفهم على هواها ...وبالنسبة لإجابتي...إيه أبي أرجع
لأنو صدقني مقدر استحمل جلستي معك هنا الحين بالذات.
- ه ريم....أعصابك يا بعد عمري, مو مشكلة راح نرجع لأنك ما تحبين تكونين معاي بنفس المكان صح؟؟
- صح
- طيب إذا كان هذا كلامك فأنا بعد ما أبي أكون معك...اللي مايبيني ما أبيه!!
كانت هذي الكلمات زي الكف على وجا ووقفت مو مستوعبة الكلمات اللي قالها وقالت بهدوء: طيب ليش متعب نفسك ومتزوجني على كذا؟؟
- توقعتك أكبر من كذا وأنضج لكن شكلي فعلاً أخذت طفلة ...عالعموم راح تتعودين على .....
- على ايش؟؟
- خلاص ياعمري...انسي الموضوع بكرى رحلتنا إذا كنت مصرّه
- إيه أبي ارجع
- خلاص 9 الصباح خلّك جاهزة
وسكّر الباب وراه ...وعلى طول جلست على اقرب كرسي ...وفجأة لقت دموعها على ثوبها كانت مقهورة كانت تبكي ...شكل حلمها بأن الزواج راح يكون شي حلو لتأسيس عائلة وحياة سعيدة انتهى...لأنها فعلا ما تقدر تعيش مع إنسان بمثل عجرفته وقساوة قلبه!
وصلوا لمطار الملك خالد الدولي وبدون أي كلمة من يوم ركبوا الطيّارة
كان جالس يشتغل عالـ اللاب توب وهي جالسة تقرى أو تحاول تسوّي نفسها تقرى بالأصح!
كانت مقهورة من طريقة بدر في معاملتها ...أولا جالس يقول عنها طفلة من يوم ماراحوا هناك والحين ولا كلمة. وفجأة سمعته يقول: ترى أمك كلمتني وقالت إنهم مجهزين العشاء لنا وقلت لها إننا راح نكون عندهم إن شاء الله عالساعه 9 بس نروح البيت أول.
- طيّب.
- بس طيّب؟؟ تحيريني يا ريم....
- بدر لو سمحت ...ما أبي أقول أي كلمة تقلبها علي وتقول لي فيها إني افتعل مشكلة
- براحتك ....
انقهرت من ردّه ...كانت تتمنى لو انه يراضيها أو يقول لها كلام يطيّب فيه خاطرها لكن الظاهر فعلاً زي ما قالوا لها صاحباتها...إن الزواج مو زي الأحلام
هي ما كانت تتوقع انه حب وغرام وبس لكن كانت تتوقع يكون فيه انسجام احترام شويّة حنيّة واعجاب من الطرفين...أحياناً تحس من نظرات بدر لها إنها تعجبه وأحياناً تكون هي والجدار واحد
لكن هي مشاعرها تجا غريبة...مرة يعجبها مرّة ومرة تكر مرّة! يعني مافيه وسط...يمكن لثقته بنفسه الزايدة عن الحد دور كبيييير في الشي هذا
انقطعت أفكارها لمّا وصلوا للبيت لكنها طلعت بفكرة أخيرة...إنها راح تحاول المستحيل عشان تخلّي زواجها ينجح وراح تحاول تعطي بدر فرصة بدل ماهي تصدّه طول الوقت
لبست ملابسها وصارت جاهزة بعد ساعة ...وطلعت للصالة وكان بدر ينتظرها ولمّا دخلت رفع راسه وقال : جاهزة؟؟
ابتسمت ريم بالرغم من جمود وج وقالت : إيه...كيفك الحين؟؟ إن شاء الله ارتحت بعد الرحلة؟؟
سكت بدر....وبعدين لانت ملامح وج وقال بهدوء: الحمدلله أحسن ....
ورفع عيونه يتفحّص ملامحها وقال : شكلك حلو لمّا تتركين شعرك على أكتافك
فجأة ....قلبها بدى يدق بسرعة ...لأول مرة بدر يمدحها وبعدين وقف ومشى باتجاا بخطوات هادية ووقف قبالها وقال : جاهزة؟؟
- إيه جاهزة
- يالله خليّنا نروح ( مدّ لها يدّه وأخذتها بهدوء وطلعوا من البيت
كان جو العشاء جميل ....الأهل واللمّة وكيف أمها رحّبت فيهم وأبوها انسبط كثير
كان جو حميم اشتاقت لوجودها فيه....جلست تسرق النظرات لـ بدر اللي كان من جد
آآآآآآه وش تقول بس...كلمة وسيم قليلة عليه وحتى طريقة معاملته لأمها حرّكت فيها شي غريب وكيف كان يسولف مع أبوها كأنهم أعز الأصدقاء
كانت تحس بوجوده جنبها وكان هو بين فترة وفترة يطالع فيها ويعطيها ابتسامة تخلّي كل اللي في الغرفة يلتفتون عليها وهي لا شعورياً وجا ينقلب أحمر
هي ماتحب أحد ينظر لها كذا...لكن بدر كان فنّان بالنظرات هذي
كان يقدر يخلّيها تحس إنها شي ثاني وكان يقدر بنظراته يحسسها بأنها مجرّد طفلة أو وحده ما تعرف شي عن الحياة
أحيانا تشوف فيه حنان غير طبيعي وأحياناً ينقلب لإنسان صارم وغريب ولا كأنها تعرفه , كان في كل مرة ينادي اسمها قلبها يطيح وكانت تحاول تبتسم وتقول : سم
- يالله يا عمري...تأخر الوقت وأنت ماارتحتي...إذا تبين نقدر نجي بكرى
- طيب مو مشكلة....(ودّعت أمها وأبوه وقبل لاتطلع سحبتها أمها على جهة وقالت: هاه...كيف الوضع؟ كيف بدر معاك ...أنت مرتاحة؟؟ مبسوطة؟؟)
- الحمدلله يمّة مرة مبسوطة
- أشوى الحمدلله لأني أقدر أشوف انه ما شاء الله حاطك بعيونه...
- ليش كيف حكمتي؟؟
- مارفع عيونه عنك من يوم دخلتي وبس يداريك
- ياحبي لك يا يمّة...(باست راس أمها وقالت: تصبحين على خير)
- وأنت من أهله
ولمّا رجعوا للبيت ....راح تغيّر ملابسها ورجعت لقت بدر جالس على كنبة في الصالة وحاولت تكون هادية وحاولت تكون زي ما قررت وتعطيه فرصة.
جلست جنبه على الكنبة وهو فجأة التفت لها وعطاها ابتسامة ذوّبت قلبها وكان قلبها يخفق بقوة وقالت: إيش تسوّي؟؟
- أفكّر...
- في ايش؟؟
- في قد ايش شكلك كان حلو اليوم....
- .......( كان وجا أحمر لأن مدحه جاء في وقت ما توقعته وهو لمّا شاف شكلها قام يضحك وفجأة سحبها وخلاّها تستند على كتفه ) وقال:
- تراي ما أجاملك...أنت حلوة يا ريم...عالأقل في عيوني
- بدر خلاص...
- ه ليش مستحية كذا وربي ما كذبت أنت حلوة
- ترى إذا ما سكـّت راح أروح للغرفة
- أنت حلوة ياريم...(لمّا حاولت تشيل نفسها من الكنبة رجع سحبها وهو يضحك وقال: خلاص أوعدك راح أسكت لكن بس اليوم)
- طيّب...تبي أجيب لك شي أو اسوّي لك شي؟؟ قهوة, شاي؟؟
- أبيك تكونين جنبي بس...(كانت كلمته هذي هي اللي خلّت قلبها يطيح بين ضلوعها)
- احم....طيّب....أنا اكتشفت عنّك شي
- ايش؟؟( اعتدل في جلسته)
- لاحظت انك تحب الشعر الفصيح أكثر من النبطي
- كيف عرفتي؟(كانت دهشته على وج)
- سرّ
- ريـــم....اعذريني لكن أبي أقول شي
- ايش؟؟
- ضحكتك حلوووة...تدرين أوّل مرة أسمعك تضحكين كذا من قلب , كنت خايف أكون لهالدرجة وحش بالنسبة لك ولا أخلّيك تضحكين من خوفك مني
- مو للدرجة هذي....بس
- بس ايش؟؟
- ما أدري...أحيانا ..,لا أقولك ..خلاص ولاشي
- لأ قولي ايش فيه؟؟
- مو شي مهم والله خلاص
- طيّب راح أخلّيك براحتك....إيش تبين نسوّي الحين؟؟
- أنت ايش في بالك؟؟
- أنا عندي كم فلم إذا حابّة نشوف شي أو إذا فيك النوم ممكن نأجله لـ بكرى
- لا عادي...ايش عندك؟؟
- تعالي شوفي اللي تبين...
كانت أحلى سهرة لـريم مع بدر لأول مرة من زواجهم...يمكن لأنها بدت تعرفه أكثر
المضحك إن بدر نام في نص الفلم ولمّا حاولت تصحّيه كان باين عليه الإرهاق وراحت للغرفة وأخذت واحد من الأغطية وغطّته فيه بدون مايحسّ
الجو اللي بينها وبين بدر الحين حلووو...لكن فيه شي خلاّها تحسّ إنها لازم تكون أكثر هدوء وتعطي نفسها كل الوقت لاجل ترتاح له أكثر من دون ما تجبر نفسها عليه
شعورها غريب...لأنها هذا الصباح قررت تكون معاه باردة شوي
ولمّا دخلت المطبخ لقت بدر جالس وكان الفطور وجاهز وابتسم وقال: صباح الخير يا عسل
- صباح النور( ببرود غريب استغربته من نفسها)
- كيف نمتي؟؟ ( بدت لهجة بدر تتغيّر لمّا لاحظ مزاجها وصار أقل حماس)
- الحمدلله ..وأنت؟؟
- كنت مسوّي لك الفطور...وشكراً لأنك تركتيني أنام لأني فعلا كنت تعبان
- أصلا ما قدرت أصحّيك...شكراً عالفطور.
بعد ماخلّصوا فطور قررت قرار غريب وجنوني وقالت: بدر...
- نعم
- أبي أروح لأمي اليوم
- طيّب مو مشكلة ..ومتى ترجعين؟؟عشان أرتّب جدولي
- ما أبي أرجع اليوم
- أجل متى ناوية ترجعين؟؟( كان في نظراته برود يقتلها , وهذا اللي خلاّها تحس إنها فقدت كل شي حلو كان بينهم أمس وقالت في نفسها : خلاص خربت ..مو مشكلة وإذا خربت؟!)
- ودي اقعد عندها أسبوع
- ماتحسّين أسبوع قليييل يا بعد عمري؟؟ ( كان في لهجته استهزاء واضح)
- بدر... أنا أبي أغيّر جو
- ليش؟؟ أنا سجنتك؟؟
- مدري ...أنا...أنا...
- أنت ايش؟؟ ليش ما تتكلمين؟؟
- أنا كل ما أكون جنبك ما أرتاح وأخاف أكثر
- تراني ماقد هجمت عليك عشان تخافين مني وبعدين فيه فرق بين عدم الارتياح والخوف وضحي أي واحد منهم تقصدين؟؟
- مدري مزيج من الاثنين ما أحب أكون جنبك طول الوقت! (حاولت تمسك هالكلمات قبل فوات الأوان لكن كانت الكلمات طالعه)
- اهمممممم ( جلس يناظر في الصحن اللي قدامه وقال بعد مارسم على وج نظرة تقهر: طيّب روحي لأهلك أسبوع ....حتى أنا بعد أغيّر جو)
- أنا أقصد..
- لا تقولين شي ياريم....روحي ماراح أمنعك ومتى ما بغيتي ترجعين تعالي
- بدر...
- أنا طالع للشركة...سلمي عالأهل
- بدر...
صفق الباب وراه وطلع ...وجلست تسترجع اللحظات اللي مرّت قبل شوي
ليش دايماً تحس بشعور غير مريح لمّا تكون جنبه وليش خافت من كلماته وليش خافت لمّا فكرت ايش ممكن يحصل؟؟ جلست تبكي وهي مقهورة من نفسها على غباءها اللي خلاها تفقد الرابط الوحيد اللي كان بينهم أمس وعرفت إنها فعلا هي الغلطانة لأنها افتعلت مشكلة من لاشيء لكن خلاص ماراح ينفع لأنه طلع الحين ولا راح تقدر تواج هو وأسلوبه الساخر بنفس اليوم لأنها ماتبي تبكي قدامه
...............
استغربت أمها جيّتها المبكرة وقالت: أهلييييين ياعمري كيف حالك؟؟
ووين زوجك؟؟ وليش جاية مبكرة
- يمّة كل هالأسئلة ه تبين أجاوبك عليهم عند الباب ؟
- طيب يالله هذاك دخلتي ...
- أبد طلبت من بدر يخليني أجي عندكم وترجيته يخليني عندكم كم يوم لأني مشتاقة لكم
- مجنونة أنتي؟؟ أنت عروس وجاية للبيت؟؟
- إيه عادي...ولاّ تبين تطرديني ويقول زوجي أهلك ما استقبلوك
- أنت تعرفين إن البيت مفتوح لك على طول ...بس البنت السنعه اللي تجلس عند زوجها
- خلاص يمّة ذا أيام أوّل
- والله بدر معطيك وجه.....
- يمّة..وش الكلام ذا ترى أنا اللي بزعل الحين خلاص جيت وانتهى الموضوع
- طيب ليش شكلك كذا؟؟شكلك زعلانه؟
- لا ماني زعلانه
- لاتكوني متخاصمة مع زوجك؟؟
- لا يمّة مافينا إلا العافية أنت هدّي أعصابك
- مدري قلبي ناغزني....أكيد؟؟
- أكيييييد
كانت تتمنى لو جوّالها يدق وتلقى رقمه ...كانت تتمنى لو تملك شويّة جرأة وتكلمه لكنها خافت من عجرفته وخافت من أسلوبه معها...قررت تؤجل المواجهة لـ بكرى أو بعده بعد ماتخفّ حدة غضبه وفجأة سمعت أحد يناديها ولمّا نزلت لقت باقة ورد كبييييرة...وأمها مبسوطة وتقول: زوجك هذا ماشاء الله عليه ...للدرجة هذي يحبّك؟؟
مرسل لك كرت مع الباقة
- مين اللي جابها؟؟
- السوّاق
- .....(حسّت بخيبة أمل لكنها راحت بسرعة ومسكت الباقة الكبيرة بين يدينها ولمحت الكرت ولمّا فتحته كان مكتوب عليه" إلى حبّي" )
قلبها كان يخفق بقوووة....معقولة تكون هذي عربون سلام بينهم؟؟ يمكن يبغى يبدى هُدنة...راحت لغرفتها واستجمعت شجاعتها ومسكت الجوّال وطلبت رقمه كانت حابسة أنفاسها تستنـّى تسمع صوته لكن محد ردّ
دقّت عليه كم مرة ولا ردّ.....غريبة !! السوّاق توّه جايب الباقة مو معقولة يكون بدر نايم
لكنها قررت إنها ماتدق مرة ثانية لأنو أكيد راح يشوف رقمها ويعرف إنها اتصلت عليه...حاولت تنام بصعوبة بين زحمة الأفكار وفارقت العالم!
استغربت إن اليوم الثاني والثالث لها في بيت أهلها تكررت فيه نفس الحركة ولا اتصال واحد من بدر....حسّت إن فيه شي غريب وقررت إنها خلاص لازم ترجع للبيت
دخلت البيت اللي كان هادي وحاولت تلقى له أثر وراحت لغرفة النوم وشدّتها ريحة عطر بدر...اللي كانت لسه في الهوى...شكله توّه طالع
راحت وقفت عند الطاولة واللي كان عليها العطر وبحركة لا إراديّة شالت العطر وحاولت تشمّ ريحته! معقولة تكون اشتاقت له؟؟ والاّ ايش اللي رجّعها بدري للبيت وهي قالت له إنها راح تقعد أسبوع...أصلاً تفكيرها طول الثلاثة أيام كان محصور فيه...يعني ممكن تكون هذي بداية لحب في قلبها له؟
قاطع تساؤلاتها صوت الباب ينفتح وراحت بسرعة للصالة عشان تشوف مين
كان قلبها يخفق بقوووة من الترقّب...وفجأة لقته واقف عند باب الصالة وعلامات الاستغراب على وج وقال: من متى أنت هنا؟؟
- توني جايّة...
- ليش نسيتي شي؟؟
- لأ....
- غريبة...كنت أحسبها أسبوع إذا ما خانتني الذاكرة( كانت نبرته تنرفزها لكنها حاولت تكون قمّة الهدوء وتتجاهل نبرته)
- طيّب قررت أرجع قبل أسبوع فيها شي؟؟
- لا ...البيت بيتك محد يقدر يقول لك شي ( وسكت للحظات)
- شكراً على الورد
- الورد؟؟ أهااااااا....كان واجب لا أكثر
- كيف واجب؟؟ ممكن تفهّمني؟؟ ما أظن إن أحد يمسك ساطور فوق راسك يقول أرسل ورد
- يعجبني التشبيه...لكن كان هذا هو الشي الوحيد اللي طرى في بالي عشان أمّك ما تحسبنا متهاوشين
- ايش؟؟ (آمالها تحطّمت قطعه قطعه...كانت متوقعه إنها ممكن تكون نيّة صافية,كيف نية صافية وهو مبيّن عليه مجروح أو مقهور ويمكن حاقد بعد!)
- زي ماقلت لك...كان واجب
- طيّب...شكرا انك تذكّرت الواجب...شكلي معطّلتك عن موعد؟؟
- إيه كانت ناسي مفاتيحي وجاي آخذهم لأن عندي موعد عشاء مع كم عميل عندي
- يعني بتروحون للمطعم؟؟
- هو فيه غير كذا خيار؟...أكدّت حجزي قبل شوي في المطعم
- طيب ليش ماقلت لي عشان أجي ونسوّي العشاء هنا في البيت لأنه راح يكون ودّي أكثر
- ماكان ودّي أقطعك عن إجازتك في بيت أهلك( قالها بتهكّم يرفع الضغط)
- صح يمكن كان عندي إجازة في بيت أهلي لكن ترى أنا زوجتك وربّة المنزل بنظر عملائك إلا إن كانك لسّه تناظرني بنظرات إني طفله فأنا أقولك إن الطفلة هذي موجودة في ذهنك أنت بس
- واللي اثبت لي الشي هذا تصرّفاتها قبل ثلاث أيّام!
- نحكي في الموضوع هذا بعدين
- يعني؟؟
- يعني دق عالمطعم وكنسل معهم الحجز وارجع دق عالعملاء وقلّ لهم إن بيت مفتوح
- طيّب والأكل؟؟
- الوقت لسّه مبكّر أقدر أسوّي شي
- تعرفين تطبخين؟؟؟
- فيه أشياء كثيرة ما تعرفها عني يا بدر ولاتضيّع الوقت بالكلام لأن الوقت قصير
- طيّب....(لانت ملامح وج وطلع من الغرفة ودخل مكتبه يسوّي اتصالاته)
كانت مشغولة طول فترة العصر والمغرب وقدرت تسوّي سفرة ترفع الراس
حتى هي كانت مبسوطة من نفسها وكانت متأكدة إن بدر راح ينصدم صدمة حياته لأن الصغيرة اللي في باله قدرت تسوّي هذا كله
جوا الضيوف حوالي الساعة 9 بالضبط وكان كل شي مجهّز تمام ولمّا جاء وقت العشاء وراح بدر يتفقّد المكان ناظر نظرة ذهول للسفرة والتفت ناظر في عيونها وابتسم ابتسامته الحلوة وطلع
بعد ما راحوا الضيوف , جلس بدر على كنبة الصالة ولمّا جت جلست قباله
التفت عليها وناظرها بنفس طريقة نظراته الغريبة واللي ماتعرف ايش تصنّفها وبعد لحظات سكوت من كل الاثنين قال: العشاء كان مرّة حلو...تسلم يدينك
- أعجبهم؟؟
- كثييييييير حتى واحد قال من أي مطعم لكن أنا قلت له انه شغل "مدامتي"
- مدامتك؟؟ ( قلبها تغيّر من محله يوم قال الكلمة هذي )
- فيه بندول؟؟
- بندول؟؟
- ايه راسي مصدّع....
- ما شربت قهوة اليوم؟؟
- لا مو على كذا ...مدري وش فيني ...يمكن من التعب
- طيب ليش تتعب نفسك ارتاح شوي
- صار لي ثلاث أياّم مانمت زي الناس!
- .....( عقلها راح لاستنتاج يقول: معقولة يكون هو ما قدر ينام مشتاق لك بعد؟ لكن هذا الاستنتاج تبخـّر لمّا قال بدر بسهولة للتبرير)
- من كثر الشغل!
- الله يعينك ....
- شكرا ياريم......على العشاء
- العفو
قام من مكانه وراح لمكتبه...وخاب أملها ...لأنها ماملكت فرصة تستجمع فيها شجاعتها وتقول آسفة لكن ما قدرت.
كان تعامل بدر في الأيام الثلاثة اللي فاتت مرة بارد..,هذا اللي خلاّها تتضايق أكثر, حسّت إنها راح تلاقي صعوبة لو تعتذر وتتفاجئ بأسلوبه الساخر في وجا!...وكان كل ما يطلع يقول لا تنتظريني عالغدا....وراي شغل كثير كنت مأجّله...حسّت إن كلماته فيها اتهام نوعاً ما ...واللي قهرها أكثر, هذا الشعور بالألم اللي تحسّ فيه..ليش صارت تبي تبكي في كل مرة بدر يناظرها بدون اهتمام؟!
حتى نظراته الغريبة اللي كان يلاحقها فيها اختفت من وج!
اشتاقت لنظراته اللي كانت تخوّفها...وجلست تفكّر في نفسها وهي تضحك راحمة نفسها وتقول( شفّ كيف سبحان الله الدنيا غريبة...أوّل ما استحمله قريب مني والحين استنـّاه وأتمنّى ألقى وقت أجلس معاه) حتى اللي قهرها زيادة إنها صارت تسوّي حركات ما عمرها سوّتها...يعني مثلاً اليوم دقّت على مكتبه وردّ عليها وفجأة جتها حالة سكوت وبالأخير طلع معها الكلام وقالت: ألوووو
- نعم...
- هلا بدر....مشغول؟
- هلا ريم....ايوة مشغول ..فيه شي؟؟ صاير شي؟؟
- لأ..مافيه شي
- أجل ليش اتصلتي؟؟
- حلوة ليش اتصلت؟؟
- اقصد مو من عادتك تتصلين علي في مكتبي, هذي تسجّل في التاريخ (وضحك ضحكة حرقت أعصابها وحاولت تخلّي نفسها هادية) وقالت: مو مشكلة, أصير أتـّصل كثير عشان ما تستغرب وبطريقة لا شعورية تغيّر صوتها لسخرية.
- ه طيّب ايش تبين؟؟
- بس كنت بقولك ...إني بروح أتغدّى عند أمي
- طيّب؟؟
- بس كنت بقولك....
- ماودّك تنامين عندها بعد؟؟ ترى عادي!
- أنت ليش تحب تفتعل المشاكل يا بدر؟؟ أنا ألحين جاية أكلمك بهدوء وأنت اللي تنرفزني
- أنا مشغول الحين وما اقدر أكلمك إذا رجعت يصير خير ونتفاهم
- .......
- ريم سمعتيني؟؟
- طيب....مع السلامة (وسكّرت السمّاعه بعصبيّة)
جلست تبكي على حالتها...شكلها تحبّه وإلا ماسوّت كذا....ليش تتعب نفسها وتلاحقه؟ يعني إذا فكّرنا شوي هي اللي كانت تتهرّب منه وهو كان طيّب معها لكنها تمادت كثير معاه...وسوّت تصرّفات يحق له بعدها يقول إنها طفله...بس هي خلاص ماتبي تكون طفله في عيونه...هي تبي تحس فيه معها وجنبها ويشتاق لها....
اووووف...خلاص ماراح أفكّر بالموضوع ...شكلي بجلس في البيت وأستنـّاه.
لمّا وصل بدر كان شكله مررررة تعبان وحسّت إنه كثير مرهق ودخل للصالة وكانت جالسة تطالع التلفزيون وقال: مساء الخير
- مساء النور
- كيف أمّك؟؟
- مارحت لها
- ليش؟؟
- خلاص هوّنت
- اممممم....طيب ليش؟
- لأنك قلت انك راح ترجع ونتكلّم وجلست عشانك
- لا تقولين انك هوّنتي علشاني ...لأني ماراح أصدّق!
- وليش ماراح تصدّق؟؟
قرّب منها وكانت جالسة على الكرسي ورافعه عيونها عشان تواج وهو واقف قدامها وقال ( آخر مرة تركتيني ورحتي لبيت أهلك...يعني مااهتميتي إني ممكن اقعد لحالي ومع انك تدرين إني كنت أبيك تجلسين بس ما جلستي ايش راح يفرق الموقف هذا عن ذاك؟)
- كنت خايفة
- من ايش؟؟ والله إني صرت أخاف من كلمة خايفة ...يعني لهالدرجة أنا مسبب لك رعب بحياتك؟
- بدر....أنا قلت...كنت ...كان فعل ماضي
- والحين أنت ما تخافين؟؟ ( كانت نظراته غرييييبة)
- تقدر تقول إني تعوّدت عليك وخلاص ....
سكت بدر..وجلس لحظات يطالع في عيونها بعدين جلس بكل هدوء على الكنبة وبدون أي كلمة....كانت أوّل مرة تشوفه على هالحالة ...شكله كان مهمووووم , متضايق , أو محتار...ما تدري كيف ..لكن شكله كان يضايقها في اللحظة هذي
وقامت من كرسيّها ما تدري ايش تسوّي...وراحت جلست على طرف الكنبة وخلّت يدها كتفه وهي تقول : ايش فيك؟؟
- .......(كان ساكت) بعدين قال بصوت بانت فيه نبرة توتّر على عصبية: ريم اتركيني لحالي
- لكن أنت متضايق
- لأنك حيّرتيني أنت ما تدرين وش تبين...اتركيني لحالي ياريم
- خلاص يابدر...تراي ما عدت استحمل أسلوب معاملتك لي مثل أي بنت صغيرة تراي زوجتك
- زوجتي؟؟ إنت ما تتصرفين زي زوجتي وهذا اللي يقهرني (ارتفع صوته)
- بدر...أنت ما تعطيني فرصة و...(قاطعها بعد ماعطاها نظرة عدم استيعاب)
- أنا اللي ما اعطيك فرصة؟؟ والله ياريم ..فعلا انت ما تدرين وش تبين؟؟ شكلك لسّه مافهمتيني ....ولا أدري كيف أنا مستحمل حتى الآن
- ايش تقصد؟؟ تبي تطلّقني يعني؟؟
- أنا ماعمري سوّيت تصرّف يخلّيك تحسّين فيه إني ما أبيك بس انت غلطاتك كثيرة...(وقف قبالها ورفع ذقنها بيده وقال : نصيحة ...ثمّني كلامك قبل لايطلع منّك!) وتركها واقفة وهي ترتجف من العصبيّة ...ورجع جلس بكل هدوء على الكنبة..وهي بخطوات سريعة راحت للغرفة ..
الجزء الأخير
كانت مقهورة من نفسها ومقهورة منه...وجلست تبكي وهي تعيد المشهد في راسها
كانت تحبّه وهو كان طول الوقت هذا مجروح منها...أكيد مجروح وساكت عليها والحين خلاص وصل للحظة ينفجر فيها عليها. مسحت دموعها ووقفت قدّام المراية وهي تناظر في وجا اللي احمرّ من كثرة البكا...وأخذت نفس عميق كانت تبي تروح تعتذر...أو تشوف كيف وضعه, ولمّا طلعت للصالة كانت فاضية ونور المكتب من بعيد مولّع...شكله من القهر راح يشتغل ...راحت جلست عالكنبة في المكان اللي كان جالس فيه ولقت كتاب قصائد شكله كان يقرى فيه لمّا دخلت الغرفة... وتركت الكتاب في مكانه ودخلت تحاول تنام....
لمّا صحت ريم من النوم... كان الجو في البيت هادي...
ولمّا راحت للمطبخ كان بدر جالس هناك يقرى الجريدة ويشرب قهوته وطالع فيها وقال بكل برود: صباح الخير
- صباح النور
- كيف نمتي؟؟
- الحمدلله تمام
وكمّل فطوره وهي أخذت قهوتها وتحاول تجبر نفسها تشربها بس حسّت قلبها يتعذّب...لأنها تبي تكلمه بس هو شكله ماله خلق فـ قررت إنها تلزم الصمت أسلم.
قاطع الهدوء الموجود صوت الجوّال اللي كان يرنّ وبكل هدوء ردّ بدر( هلا والله...صباح النور....اممممم....خلاص حجزت لي تذكرة؟ أوكي ساعة وأكون عندك)
- إنت مسافر اليوم؟؟
- إيه...رايح على جدة...عندي اجتماع مهم
- طيب ليش ما علّمتني من أمس عشان أجهّز شنطتك؟
- ماكان المفروض يكون اليوم كان المفروض يكون بكرى...بعدين مو مشكلة أنا جهّزت شنطتي...ويمكن أجلس فيها الليلة وبكرى
- عندك اجتماعات ثانية؟
- لأ ...بس الشباب هناك وممكن اغيّر جوّ شوي
- اممممم...(حسّت باللحظة هذي إن دموعها تجمّعت في عيونها وحاولت ماتبيّنهم لكن بدر لاحظ )وقال: ريم...
- لو سمحت خلاص يابدر...أنا ماقلت شي بكيفك تقدر تروح وتجلس أسبوع إذا تبي
- ريم...اسمعيني..
- ما أبي أسمع...ايش اسمع؟ خلاص أصدقائك أهمّ مني رح لاتفوتك الطيّارة
- ريم...( وقف عندها وحاول يلمسها وهي بعّدت عنه بكل عصبيّة )وقالت:قلت لك اتركني...رح الطيّارة تستنّاك...
وسكت بدر...وطلع بدون أي كلمة ,وهي في اللحظة هذي عرفت انو مستحيل تعيش الحالة هذي خاصة إذا كانت ماراح تقول له إنها تحبّه ويسامحها على أخطاءها . كان جوّالها يدق طول اليوم وكانت تعرف انه بدر لكن قررت إنها ماتردّ من القهر...من خوفها تبكي قدّامه ...صار له رايح ثلاث ساعات يعني أكيد وصل ويبي يطمّنها ...خلاص عرفت انه وصل ...بكيفه!
وجلست بدون اهتمام وهي تقلّب في قنوات التلفزيون...ولقت نفس كتاب القصائد على حاله على الكنبة...أخذته وجلست تتصفّح فيه وشدّتها صفحة كانت مطويّة
كانت قصيدة لنزار قبّاني
قل لي ولو كذبا كلاما ناعماً ...
قد كاد يقتلني بك التمثال ...
مازلت في فن المحبة طفلة ...
بيني وبينك أبحر وجبال ...
لم تستطيعي بعد أن تتفهمي ...
أن الرجال جميعهم أطفال ...
إني لأرفض أن أكون مهرجاً ...
قزما علي كلماته يحتال ...
فإذا وقفت أمام حسنكِ صامتاً ...
فالصمت في حرم الجمال جمال ...
كلماتنا في الحب تقتل حبنا ...
إن الحروف تموت حين تقال ...
قصص الهوى قد أفسدتك ...
فكلها غيبوبة وخرافة وخيال ...
الحب ليس رواية شرقية ...
بختامها يتزوّج الأبطال ...
لكنه الإبحار دون سفينة ...
وشعورنا أن الوصول محال ...
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ ...
وعلي الشفاه المطبقات سؤال ...
هو جدول الأحزان في أعماقنا ...
تنمو كروم حوله وغلال ...
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً ...
فنموت نحن وتزهر الآمال ....
هو أن نثور لأي شيء تافه ...
هو يأسنا هو شكّنا القتّال ...
هو هذه الكف التي تغتالنا ...
ونقبل الكف التي تغتال ...
لاتجرحي التمثال في إحساسه ...
فلكم بكى في صمته تمثال ...
قد يطلع الحجر الصغير براعماً ...
وتسيل منه جداول وظلال ...
إني أحبك من خلال كآبتي ...
وجهاً ليس يطال ...
حسبي وحسبك..أن تظلي دائماً ...
سراً يمزقني وليس يقال.
وكتب تحت القصيدة كلمات بقلم رصاص" ليش ماتفهمين ياريم؟"
حسّت بقلبها يخفق بقوووة...معقولة بدر يحبّها؟؟ وهل هو قصد يخلّي الكتاب عشان تقراه؟...حسّت قلبها يذوب وهي تقرى القصيدة للمرة الثانية والثالثة والرابعة
وقررت تكلمه ..ودقّت عليه لكن جوّاله كان خارج تغطية الشبكة! جرّبت تدق كم مرة وكانت مو مرتاحة...حسّت فيه شي غلط...إذا كان بدر واصل من ساعتين وكان داق عليها ليش الحين مايرد؟؟ كانت خايفة...متوترة...وفجأة دق التليفون وركضت مسرعه وهي تدعي يكون بدر..لمّا رفعت السمّاعة خاب أملها لمّا سمعت صوت السوّاق واستغربت..لأنو بدر ياخذ معاه السوّاق أحياناً في السفر...قالت: نعم ..
- بابا بدر....( كان صوت السوّاق متوتر وخايف)
- ايش فيه بابا بدر...؟؟ ايش فيه؟( كانت مو مستوعبة وهي تصارخ)
- في مستشفى....في سيارة حادث
حسّت فجأة وكأن الدنيا أظلمت فيها....وطاحت السمّاعه وهي تفكّر بأسوء شي ممكن يحصل في الدنيا...بدر بعيد وفي جده...ولحاله في المستشفى ويمكن محد يدري عنه..ومن غباءها الزايد ماردّت لمّا دق عليها ,حسّت قلبها يتقطّع ألف مرة طيب لو مات؟؟ لو حصل له شي؟؟ ماراح تسامح نفسها طول عمرها...
وفجأة الدم برد في جسمها لمّا لقت بدر عند الباب واقف ,عجزت تستوعب ...وحسّت إنها ضايعه ما تدري هي وين؟
ركضت بسرعة له ولمست وج وفجأة بدت تبكي وهي تحضنه وتقول انت بخير...(كان بدر متفاجئ...لأنه ارتاع من تصرّفها) وقال بصوت حاول يطمّنها فيه : ريم وش فيك؟؟ أنت بخير؟؟
- أنا ماني مصدقة...انت بخير الحمدلله وانفجرت بالبكا وهو يربت على ظهرها يحاول يطمّنها وقال : ليش ايش فيه؟؟ كلميني فيك شي؟
- دق السوّاق يقول انك في المستشفى...وخفت يكون حصل لك مكروه
- ليش حسبتي صار لي شي؟؟
- هو قال بابا بدر في المستشفى
- آآآآه....هذا صديقي بدر ما غيره ...هو راح مع السوّاق وأنا رجعت لحالي
ودقّوا علي المستشفى وقالوا لي انو صار له حادث بس الحمدلله سليم بس الظاهر يدّه انكسرت , وشكل السوّاق مسكين ما يدري إني أدري عشان كذا كان خايف.
- خفت يكون صار لك شي لأنه قال بابا بدر
- ه لاياعمري أنا بخير
- والله عليك برود!.. أنا أبكي أخاف صاير لك شي وأنت تضحك في وجهي؟؟ (وفجأة انقلب البكا لغضب وهي تبكي زيادة )
وقالت: أنت عديم إحساس ,ما تحس بشعوري كيف استنّاك أو إني كنت خايفة عليك ....بعدين لحظة ايش رجّعك؟؟(سألت آخر سؤال وهي تحاول تكابر)
- رجعت لأني ما استحملت أشوف الدمعة بعيونك....لأنك أغلى من أصدقائي إذا كان هذا اللي مخوّفك...لأني مدري...حسّيت إني ضايع بدونك
والله ما تعرفين قد ايش حسّيت الحرقة في قلبي يوم شفت دمعتك على خدّك...كرهت نفسي لأني أنا اللي سببتها لك....و..(قاطعته ريم)
- بدر...أنا آسفة...(ورجعت تحضنه وهي تبكي) وقالت: ترى ما كنت أقصد أي شي من اللي أسوّيه...صدقني كنت أتقرّب منك بس أخاف...مدري كنت أحس إني لو عطيتك كل مشاعري ..إني أفقدك أو إني أتحطّم ...مدري كنت خايفة من الشي هذا
- شششششش....خلاص ياقلبي أنا آسف, أنا أدري إني كنت قاسي معاك الأيّام اللي راحت ...لكني كنت متضايق من طريقتك معاي ..لأني في كل مرة أحاول أعبّر لك عن مشاعري تصدّيني وكنت خايف تكوني أساساً ماتحبّيني أو عالأقل ماأعجبك ...كنت تعبان ياريم...الأيّام اللي رحتي فيها لبيت أهلك كنت مدري وش فيني...الحمدلله إن مافيه أحد حولي ولاّ كان ما أدري وش اسوّي
- ه...طيّب ايش سالفة القصيدة؟؟ إلى تلميذة؟؟ يعني لسّه تعتبرني صغيرة؟
- أنا ماعمري اعتبرتك صغيرة لكن تصرّفاتك خلّتني أحاول أنرفزك ..مدري أحب حركاتك أحب أسلوبك وأنت متنرفزة...أحب كل شي فيك ولمّا حسّيت انك مستحيل تفهمين قصدي...كتبت تعليقي على الصفحة وقلت راح اتركها يمكن تقرينها في يوم من الأيام وتعرفين إني حبّيتك من زمان لكن انت مافهمتيني
- وأنا أحبك بعد يابدر...بس ليش ماقلت لي قبل؟
- يمكن زيّك..كنت خايف أقولك إني أحبك تصيرين تخافين مني أكثر
وقلت راح أخلّيها للوقت...يمكن يتغيّر شي من ناحيتك لي , لأنو فيه أوقات كانت تمرّ أحس انك تحبيني وفيه أوقات أخاف أعمل أي شي لأني ما أقدر أعرف كيف ممكن تكون ردّة فعلك.
- ه ...يعني الحين كنت تتغلى علي...وأنا أتغلّى عليك؟؟
- يمكن...بس آسف على كل العذاب اللي ورّيتك إياه الأيام اللي فاتت ...وربّي ما تدرين قد ايش دمعتك حرقت قلبي وطول الاجتماع وأنا أفكّر فيك, ولمّا دقّيت عليك اعتذر وأقولك إني جاي ماردّيتي
- كنت مقهورة يابدر..كنت أحس إني ممكن أبكي قدّامك وأنت اللي ممكن تصدّني
- وربي راح أعوضك عن الدمعة هذي...والله الدنيا ماتستاهل دمعه من دموعك.
- بس انت تستاهلها يابدر...( كان وجا أحمر وهي تنطق في الكلمات هذي)
- ه...يا حبيبتي أنتي...خلاص ماراح أعارضك...يكفيني انك تحبّيني ويكفيني أعرف إني أحبك...يا أحلى شي حصل في دنيتي
ضحكت ريم وحسّت كأنها في عالــــم خيالي...بدر هنا جنبها وحبّه لها باين في عيونه...أخيراً ريم عرفت تفسير نظرات بدر الغريبة لها...
كانت ذيك النظرات...باختصار....نظرات حــــــب!
تمّت بحمدالله وتوفيقه ....
انشاء الله تكون عجبتكم وانتظر ردودكم وارائكم
منقوووووووووووووول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون