أمهات الشوارع صغيرات يعانين الاغتصاب والتشرد بشوارع مصر
تعد نورا واحدة من مئات الألوف من الأطفال الذين تقول الأمم المتحدة إنهم يعيشون في شوارع مصر ومنهم عدد متزايد من الفتيات يأتين من سن الرابعة أو الخامسة هربا من الفقر أو سوء المعاملة أو التفكك الأسري، وقد انجبت نورا في الشارع طفلة اسمتها شيماء.
وفي حين تلعب الطفلة بخف ترتديه أمها وصفت الأم الصغيرة كيف استبدلت ضرب أخويها لها وهي في السادسة أو السابعة من عمرها بالجنس المفروض بالقوة في سن صغيرة في حياة الشوارع بالقاهرة وحملت بعد البلوغ مباشرة.
وقالت نورا "الرجال لا يفرقون. لا يعنيهم إن كنت صغيرة أو كبيرة. خطفوني"، مستخدمة كلمة تعني بها بنات الشوارع في مصر الاغتصاب، وتعيش نورا في مأوى خاص بأمهات الشوارع لكن مثل هذه الفرصة لم تسنح لكثيرات غيرها.
وكانت دراسة حكومية أعدت عام 2006 قالت إن نحو نصف فتيات الشوارع مارسن الجنس ونحو 45 منهن اغتصبن.
ويقول القائمون على رعاية الفتيات إن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك، وعادة كما يقولون فإن الاغتصاب من أوائل التجارب التي تمر بها الفتاة عندما تخرج للشارع، وهنا تجدر الإشارة إلى أن العديد من الامهات لا يتمكن من استخراج شهادات ميلاد لاطفالهن لأن الأب مجهول أو ينكر البنوة.
وتروي المراهقة ياسمين قصة اغتصابها خلال حياتها في الشوارع : "خطفت. وابقوني اربعة أيام... كانوا ثمانية وضعوا كلابا حولنا حتى لا نهرب. وعندما تأتي فتيات جديدات كانوا يتركوننا نرحل".
وقالت إنها حاولت العودة إلى دار ايواء بعد الاغتصاب ولكن رغم أنها كانت قد أقامت فيها من قبل إلا انهم لم يقبلوها. وبعد سنوات حملت في صبي تقول إن والده مسجون بتهمة السرقة.
وتقول سهام ابراهيم التي تدير منظمة طفولتي وترأس مأوى لأطفال الشوارع "الانتهاكات الجنسية هي الف باء هذه الظاهرة. ليس فقط لبنات الشوارع بل للصبيان أيضا".
علاقات جنسية مبكرة
وقد تنام فتيات الشوارع وهن من بنات الريف أو الأحياء العشوائية الفقيرة على الأرصفة أو في الحدائق العامة وتواجهن تهديدا دائما بالاغتصاب ويقمن بشم الكلة (نوع من الغراء يستخدم كمخدر) لمقاومة البرد والألم، ويتحول بعضه لممارسة الدعارة، وبعضهن يتسولن أو يبعن علب المناديل الورقية ويتحركن بين السيارت في مفارق الطرق.
وقالت إلهام وهي طفلة هادئة في الحادية عشرة من عمرها إنها أمضت أسبوعا تنام خارج مركز للشرطة ويقدم لها الضباط الطعام بعد أن انفصل والداها وأحرقتها قريبة لها بأداة معدنية ساخنة.
وقالت علية مسلم التي تعمل في مجال حماية الطفل لدى صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (يونيسيف): "تجاربهن الجنسية بحكم حياتهن في الشارع تبدأ في وقت مبكر لذلك من الطبيعي أنها عندما تكون مع أحد تنشأ بينهما علاقة جنسية".
وتقول مسلم إن حمل بنات الشوارع لا يكتمل إما عن عمد أو بسبب صعوبة حياة الشوارع وأضافت: "انهن يتعاطين الكلة... وبعض أنواع الأدوية العادية التي قد تؤدي جرعات زائدة منها الى حالات هلوسة. وهن يطلقن اسماء على هذه الادوية. احدها يسمى (صراصير) لانهن عندما يتعاطينه يتخيلن صراصير تهاجمهن"، مشيرة إلى انه يمكن للفتيات الحوامل الحصول على مساعدة أثناء الولادة اذا ذهبن الى دار ايواء والا فإن ظروفهن تكون في غاية الصعوبة.
"نظرات احتقار"
ويقول العاملون في مجال رعاية أطفال الشوارع في القاهرة انهم بدأوا يلاحظون ظهور فتيات الشوارع في منتصف تسعينيات القرن الماضي وكن يحلقن شعورهن ليظن الناس أنهن صبيان فيدرأن عن انفسهن بعض الخطر، وزادت اعدادهن بدرجة كبيرة منذ ذلك الحين وقالت مسلم ان ما بين 20 و30 %من أطفال الشوارع حاليا من الفتيات. وينظر اليهن باحتقار في مصر حيث ينتظر من الفتاة ان تحافظ على عذريتها حتى الزواج وتوصم ضحايا جرائم الاغتصاب بالعار.
وبالنسبة لماجدة وهي طفلة (11 عاما) ذات سن أمامية مكسورة وتقص شعرها على شكل ذيل حصان وتريد تعلم الكاراتيه كان انفصال والديها وضرب جدتها لها هو ما دفعها الى الشارع منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وتقول وهي تشرب من علبة عصير "كان الأمر سهلا. كنت أنام على الرصيف في الليل عادة"، وأضافت "كان هناك اشياء نخاف منها. كنا نخاف أن يأتي صبيان في الليل". وتمكنت من ترك الشارع بسرعة نسبيا ووجدت مأوى حيث التحقت بمدرسة وبدأت تخطط للمستقبل. فهي تأمل في الالتحاق بالجامعة.
وكانت فتاة أخرى هي أماني تواجه الضرب بسبب سوء أدائها في المدسة فهربت من المنزل مع صديقة في الاسكندرية لكن صديقتها تركتها عندما نفد ما لديها من مال.
وقالت أماني (15 عاما): "جاء شاب وهاجمني وأفقدني عذريتي.. واكتشفت بعد ذلك انها حبلى ورغم انها فقدت الطفل الا انها تخشى العودة الى منزلها
الموضوع الاصلي
من روعة الكون