الدين , الاْخلاق , الفضيلة , الشرف , العفاف , الآداب , الحلال , الضمير , الوقار , الصواب , الاْصول , الاْعراف , التقاليد , كل هذه المصطلحات أصبحت طلاسم وأحاجي وألغاز في قواميس الفضائيات والكليبات .
من الواضح أن السائد في هذا الزمن الفاسد هو تسليط السياط والكرابيج على عقولنا ونفوسنا المرهقة , وتعليق المشانق للاْخلاقنا وقيمنا المقهورة من خلال رج الصدور , وهز الاْرداف في مجون , وتصوير النواح على أنه فن من الفنون , بطلاتها فتيات في عمر الزهور , تحت مسميات أغاني الشباب . . . فهي تذوب ذلاً , وعذاباً , وبكاءً , وتصرخ بالرغبة الجنسية وتستجدي الاثارة الجسدية , وتهيج الاْعضاء التناسلية .
أثبت فرويد في ثلاثة الآف صفحة أن العقل ضعيف جداً , مجرد قشرة تغلي تحتها الغرائز والرغبات وأن الرغبة هي التي تقود , وأنها هي العقل الحقيقي . . . يبدو أنه كان محقاً ! !
وقال ( سوبنهور ) أن العقل خادم للرغبة , وأن درهم رغبة أقوى من قنطار منطق , وأننا نطلب الاْشياء لاْننا نرغبها وليس لاْنها معقولة . . . يبدو أيضاً أنه كان على صواب .
لماذا موعظة الشيطان أصبحت مجدية الاْن ؟ هل أجاب د. مصطفى محمود في كتابه ( ابليس ) على هذا السؤال المحير ؟ عندما قال أن المسألة كلها نسبية تنعدم فيها المقاييس فما هو أخلاقي في مكان لا أخلاقي في مكان أخر , بدون قواعد سوى مزاج الناس وتعودهم . . . أيكون تبدل الاْخلاق بين الاْمكنة المختلفة والاْزمنة المختلفة هو تبدل من هذا النوع ؟
أنا لست فيلسوفاً ولكني أتسائل : هل تدنى ذوقنا الرفيع الى هذا الحد المريع ؟
هل نعيش حقاً أزمة نفسية حادة تشخيصها العلمي هو الهوس الجنسي ؟
ان الله تعالى خلق الملائكة من عقل بلا شهوة , وخلق البهائم من شهوة بلا عقل , وخلق الانسان من عقل ومن شهوة . . هل أصبحنا من البهائم عندما استعبدتنا الشهوات الشريرة وطمست عقولنا ؟
ما هذه الاْسطورة التي تسمى فيديوكليب ؟ هل هذا غناء أم عواء ؟ أم زئير نساء , يتم نكاحهن على الهواء دون أى حياء يجاهرن بالفحشاء , يتباهين بالبغاء .أدخلونا في متاهات , أغرقونا في الآهات . . . جعلونا أسرى الرغبات والشهوات , ليس لدينا خيار , الفروج أو الفرار .
ان ما نشاهده هذه الاْيام من ظواهر غريبة الاْطوار , ليست الا أعاصير الشهوة الجنسية تقتحم البيوت العربية , تعيث فينا فساداً محدثة نزفاً اجتماعياً , وتسلبنا قيمنا الانسانية , وتحولنا الى وحوش بلا هوية أدمية .
ان هذه الكليبات تقوم بها أشباه النساء على أنقاض الكرامة المهدورة كالعاهرة الرقطاء روبي وغيرها من أحفاد اللقيطات معتقدة أنها تدخل البهجة والسرور الى الاْلباب والقلوب , وتلقن النساء والرجال درساً في أسرار الجماع , عندما تفاخر فيما بين الاْفخاذ . . . يالها من بلهاء .
انطلقت روبي في وصلتها الغنائية الراقصة حيث كانت ترتدي فستان كليوباترا الاْصفر الذي لا يخفي شيئاً في حفل أقيم في فندق ( سميراميس ) في القاهرة , تعالت آهات وصرخات الاعجاب , اندمج معها الجمهور عندما ابتكرت صنعاً جديداً من الرقص العظيم , وهو الرقص في وضع القرفصاء وغنت ( لما أقوله آه ) وتفاعلت معها الحاضرات وصعدن الى المسرح .
في صباح اليوم التالي للحفل فتحت احدى الصحف المصرية فضيحة تصوير روبى وهي تستحم عارية تماماً على أنغام أغنيتها ( ليه بيداري ده ) مدة 91 ثانية , وكانت تتعمد النظر الى الكاميرا بطريقة مثيرة كعادتها , كما كانت حريصة على اظهار الوشم الضخم المرسوم أسفل ظهرها والوشم الاْخر المرسوم على صدرها من الناحية اليمنى , وقد كانت تصور كليب جديداً تحت الدوش وهي عارية تماماً .
..
منقول..............
الموضوع الاصلي
من روعة الكون