ممّا لا شك فيه أن مهمّة توزيع الحبّ والرعاية والإهتمام بين الأبناء خصوصاً في ظلّ الاختلاف في الأعمار والميول والإهتمامات بينهم، أمر صعب على الوالدين.
وفي هذا الإطار، تقول الإختصاصية الإجتماعية غادة سيف: «إنَّ بعض الآباء والأمهات يرتكبون خطأ إطلاق العنان لمشاعرهم في التعامل مع أبنائهم، من خلال تفضيل أحدهم أو الإنحياز للصغير سواء كان ظالماً أو مظلوماً، ممَّا يولِّد الحقد والضغائن بين الإخوة». وتوضّح أن هناك سبع قواعد هامة لا بد لأولياء الأمور من مراعاتها في التعامل مع أبنائهم:.
1 التفاضل بين الإخوة:
يميل بعض الآباء حباً وعطفًا إلى أحد أبنائهم دون إخوته الآخرين، وذلك ليس لأنّه الأكبر أو الأجمل وإنَّما لأنّه الأفضل نشاطاً وخدمةً لوالديه، فيقومون باحترام هذا الإبن والإهتمام به دون إخوته. بينما الطريقة الإيجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح الصفات التي يتحلّى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه أو حتى إذا اضطرّ إلى ذكر اسمه فلا بد أن يقول لهم مثلاً: «إنني على ثقةٍ من أنكم ستحذون حذو أخيكم فلان في مواصفاته الحميدة». فالتفاضل لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقاً أكثر، وفي المقابل سلبها من الأبناء الآخرين!
2 إعلمي متى تطبعين القبلة وتوزّعين الحب :
عليك أن تساوي بين أبنائك في توزيع القبلات، ما يعني أنه إذا قبّلت أحد أبنائك في حضور إخوته الصغار حينئذ لا بد أن تلتفتي إليهم وتقبّليهم أيضاً. وإذا كنت تكثرين من تقبيل أحد أبنائك دون إخوته، فاعلمي أنَّك بعملك هذا تكونين قد زرعت بذور الحسد بينهم.
3 مشكلة الأخ الأوسط :
عندما يولد الطفل الثاني ويأخذ بالنمو، يلاحظ أن أخاه الأكبر يفوقه قوةً. وكلَّما كبر أدرك أنَّه أصبح في مرتبة ثانوية في المعاملة من خلال حصوله على الألعاب القديمة بعد أن يكون أخوه قد استلمها جديدةً، فضلاً عن ملابس أخيه بعد أن تصبح غير صالحة للإستعمال. ولعلّ ما يزيد الأمر سوءاً ميلاد طفل ثالث في الأسرة ليصبح محط رعاية جديدة من الوالدين، فيقلُّ مقدار الرعاية التي كانت توجّه إليه. وهنا، يأخذ الطفل ترتيباً جديداً بين الإخوة ويصبح محاصراً من الأمام عن طريق الأخ الأكبر، ومن الخلف عن طريق الأخ الأصغر الذي غالباً ما يكون موضع عناية خاصّة ودلالٍ من قبل الوالدين...
4 إقضــــي على الظلم والحسد:
إبحثي عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين أبنائك، ثم اقتلعيها من الجذور وازرعي مكانها المودّة والإخاء. فإذا كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض ويمارسون الظلم في حق بعضهم، فلن تجدي فيهم الحب والود والإخاء. ولعلّ أبرز مثال على ذلك يكمن في استبداد الأخ الأكبر وإحكام سيطرته على إخوته. وفي هذه الحالة، لا بد أن يتدخّل الأب ويفكَّ القيد ويرفع الظلم، وإلاَّ فإن الأبناء كلّهم سيصبحون على شاكلة أخيهم الأكبر لأنَّ الأجواء الملتهبة تخلق من أفراد الأسرة وحوشاً ضارية، ما يدفع الكبير إلى استضعاف من هو أصغر منه، وهكذا بالتسلسل حتى الطفل الأخير في الترتيب.
5 بيّني أهمية الأخ:
إذا كنت ترغبين في أن يسود الحب والود بين أبنائك، فما عليك سوى أن تبيّني أهمية الأخ الذي يحب ويهتم ويشارك في اللعب وفي قضاء بعض الشؤون. وهكذا، تكونين قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه، وبالتالي تكونين قد شددت أواصر العلاقة والمحبة بينهما.
6 إزرعي الحبّ:
عندما ترزق الأسرة بطفل جديد، فإن الطفل البكر يشعر تجا كما يشعر المرء تجاه منافسيه، فينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضا، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيّلته، تقول: لماذا احتلّ هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمّي مني؟ ويبدأ الحسد والغيرة يدّبان في نفسه حتى أنّه قد يتسلّل إليه ويؤذيه وهو في مهده. وهنا، لابد أن نمنع الأذى عن هذا الرضيع من خلال إحضار بعض الألعاب الجميلة والمأكولات اللذيذة ووضعها في مهده, ثم افهام الطفل الأكبر أنّ أخاه الصغير يحبّه كثيراً، وقد جاء له بهذه الهدايا.
ومع مرور الوقت وتكرار هذا الامر، ستجدين أن طفلك الأكبر قد ازداد حباً وتعلّقاً بأخيه الأصغر، وعلى العكس من ذلك يمكنك أن تطلبي من الأخ الأكبر إحضار بعض الهدايا الصغيرة أو بعض قطع الحلوى لأخيه الأصغر.
7 إجعلي الحوار وسيلةً لحلّ المشكلات:
كثيراً ما يتشاجر ولداك للحصول على لعبة معينة. وفي هذه الحالة، إن أفضل طريقة لامتصاص ثورة الشجار بينهما تكمن في دفعهما فوراً إلى عمل إيجابي كمساعدة الغير أو دعوتهما إلى مساعدتك مثلاً، مع محاولة أن يرضى أحد الطرفين بالتنازل كأن يُقال لهما: ليلعب كل واحد منكما ...
الموضوع الاصلي
من روعة الكون