بينما نتعرض جميعاً للضغط لنتفوق،فإن أعظم إنجازاتنا يحتمل أنها لا تنشر إعلامياً.علاوة على ذلك،فإن المجموع الكلي لإنجازاتنا أكبر من أي إنجاز فردي.
النجاح الشخصي لا يخضع لثوابت.فهو دائماً ما يأتي من خطوات صغيرة تؤدي إلى خطوات صغيرة أخرى والتي بدورها تؤدي إلى أنجاز أكبر.ففي المدرسة،الطلبة الذين يحصلون على تقديرات عالية أو حتى امتياز،لا يحصلون عليها يوم إعداد أساتذتهم لشهاداتهم المدرسية.ولكن التقديرات العالية تكتسب عبر عملية مجهدة وشاقة والتي تبدأ منذ ظهورنا في قاعة الدرس.ثم الانتباه وتسجيل الملاحظات،وإنهاء الواجبات المدرسية والمذاكرة للامتحانات.بالطبع،فإن بعض الطلبة لديهم قدرات عقلية أعلى من غيرهم مما يساعدهم على قضاء وقت أقل في المذاكرة للحصول على التفوق.ولكن جميع الطلبة يجب أن يبذلوا قصارى جهدهم.
إن عوامل النجاح تختلف من طالب إلى آخر.فالآلاف من الطلبة،لسوء الحظ،ليس لديهم بيوت تربوية،وبالنسبة لهم فإن مجرد الذهاب للمدرسة يعد نصراً كبيراً،وكذلك الحصول على تقدير متوسط أو مجرد التخرج.وبالنسبة لبعض الناس،يعد مجرد إجراء اختبارات اللياقة البدنية للانضمام للفريق الرياضي المدرسي إنجازاً شخصياً رائعاً يوازي إحراز هدف الفوز بالنسبة للآخرين.إن المشاركة في الأنشطة الطلابية في الألعاب أو الفرق كلها تمثل خطوات للأمام لبعضهم.
على مدار حياتك،ستواجه تحديات كثيرة لتهزمها وستصاب بخيبة أمل لتحاول قهرها.الإنجاز الشخصي يحتاج لجهد كبير.فإنك لن تربحه بالحظ أو ترثه من قريب ثري.
وتقبل ذاتك أمر مهم جداً لكي يتم تقبلك من الآخرين.فما يعتقده الآخرون بك يؤثر فيما تشعره تجاه نفسك،وما تشعر به تجاه نفسك يؤثر فيما تعتقده عن الآخرين.ولكنك كلية تحت سيطرة ما تعتقده عن الآخرين.وكلما شعرت بنفسك شعوراً أفضل،استطعت أن تتحكم في مصيرك.إن انتصار الإنجاز الشخصي يوجد في الشعور الجيد تجاه نفسك.
إن العزلة والرفض يؤثران على الجميع.سواء اتخذت شكلاً من عدم تكوين صداقات،وعدم رضا أساتذتنا،او تلقى لفت نظر للأداء السيئ في العمل ،وان تكون هدفاً للنقد قد يدمر احترامك لذاتك تماماً.
ولهذا فأن ضغوط الزملاء تؤثر ، وهذا ما يبرر اهتمام الإباء بمن هم أصدقاء أبناءهم . والخوف من التعرض للرفض قد يمنع حتى الناضجين من أن المساعدة أو يحاولوا التقرب من الآخرين والخوف من الفشل في العمل ضمن فريق يمنع العديد من الشباب من دخول الاختبارات الرياضية .اختيار العزلة صعب ولكن قد يكون
من الحكمة . على سبيل المثال ,اذا كان يجب عليك ان تختار مابين اصدقاء السوء وعدم تكوين أصدقاء على الاطلاق ، فأنك تحتاج لشجاعة إستثنائية لإتخاذ أفضل قرار لنفسك. والقرار الصائب سيكون مؤلماً لأنك قد تصبح وحيداً حتى تكون قادراً على اختيار اصدقاء أفضل . وعندما نتخطى مرحلة الطفولة ، فان الخيارات التي تؤدي الى الانجاز الشخصي تزداد صعوبة . ويمكن دائماً الاستفادة من مشورة الاصدقاء والأساتذة والعائلة . وهناك ثروة من النصائح القيمة توجد في الكتب وشرائط الكاسيت .وبعد إنتهاء المدرسة العليا،
فأن الخطوة التالية لأنجاز الشخصي قد تكون الالتحاق بالجامعة او ممارسة التجارة او الدراسة في احدى المدارس الفنية . التقدم لاول عمل لك يعد خطوه تجاه الانجاز الشخصي ايضاً. وان تظهر في عملك بانتظام يعد خطوة اخرى . وان تبذل قصار جهدك بامانة وستلقى كل تقدير .
إن السبيل لتحقيق الإنجاز الشخصي نادراً ما يكون واضحاً ويسيراً.فإنك ستواجه التنين والحيوانات المفترسة والأشجار المتساقطة وعقبات أخرى كثيرة تعترض طريقك.بعضها سيكون حقيقياً وبعضها خيالي.وبقدر ما تبذل من جهد في المحاولة،فإنك لن تستطيع أن تسعد لها جميعاً.ففي بعض الأحيان قد تصاب بخيبة الأمل الشديدة.وأحيان أخرى قد تخذلك شجاعتك.ولكن انتصار الإنجاز الشخصي يستحق أن تناضل من أجله ودائماً ما يتحدد تبعاً لقدراتك وحساسيتك.
إن الإنجاز الشخصي هدف متغير.وهو مثير بقدر ما هو شاق.وهو لا يقاس بتقارير التفوق أو الثورة الشخصية،إلى جانب أشياء أخرى،يعد دليلاً على شجاعتك في قهر ضعفك،والإصرار على النهوض من العثرات،والتمسك بالمثابرة على الظروف الصعبة،والرغبة في مشاركة وقتك ومواهبك مع الآخرين دون أنانية،والسلام العقلي والضمير المرتاح الذي يرتبط بالانتصارات الصغيرة.ولهذا كله عليك ألا تفقد إيمانك بنفسك.
كل رجل أو امرأة أو طفل لديه حق ثابت أن يشعر شعوراً طيباً تجاه نفسه،وأن يحظى باحترام النفس و أن يجتاز مشكلاته وأن يقهر العثرات السابقة.ونحن جميعاً لدينا الحق في إحراز كل ما نتمنى أن نحرزه..والإنجاز الشخصي نادراً ما يجلب التقدير والعرفان الفوري.وقيامك لما يجب أن تقوم به على أحسن وجه في عملك اليومي قد لا يؤدي إلى الشهرة الاجتماعية،ولكنها ستؤدي إلى الرضا الشخصي.
لا توجد ضمانات ولا ألقاب إلى جانب قليل من القيود الحقيقية تقدمه مقابل ما تستطيع تحقيقه وتناضل من أجله لكي تعيش حياة جيدة وقيمة.
(مستوحى من كتاب:STRAIGHT As NEVER MADE ANYBODY RICH
للمؤلف:WESS ROBERTS,Ph.D)
منقول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون