محمد وعبد الله صديقان منذ الصغر، تربطهما علاقة أخوة كبيرة، وذكريات حميمة جمعتهم كثيرا، والآن هم في كلية الهندسة معاَ.
دخل محمد الجامعة وقد بدا على وج علاماتالهم والغم ، وكان في استقباله صديقه عبد الله الذي استغرب الأمر وبادر بسؤاله : ما بك اليوم يا محمد ؟ لماذا تبدو متغيراً ؟ اكتفى محمد بقول : لا شيء لا شيء،وتوجه مسرعا إلى قاعة المحاضرات، ظل عبد الله محتاراً في أمر صديقه و في ذهنهالعديد من التساؤلات حول ما حدث لمحمد جعله حزينا لهذا الحد.
غاب محمد لمدة أسبوع مما أثار فضول صديقه عبد الله ، فتوجه مسرعا إلى بيت محمد طارقا للباب، ففتح له محمد وقد بدت على وج علامات الكد والتعب، دخل عبد الله المنزل وبدأ في تناول أطراف الحديث مع صديقه ، وقال له : لماذا تغيبت طول هذه المدة ؟ لقد قلقت عليك كثيرا، أجابه محمد : بصراحة إني أفكر جديا في ترك الدراسة، اندهش عبد الله كثيرا وسأله لماذا ؟ فأجاب : لأساعد أمي المريضة التي قال لي الأطباء أنها فيحاجة ماسة لإجراء عملية في أمريكا، لذا فقد بدأت البحث عن عمل وأفكر جديا فيالتفرغ له، ثار عبد الله على صديقه قائلا : لماذا لم تخبرني وقتها ؟ فأجاب محمد :لم أحبب أن أشغل بالك بي أو أن أزعجك بمشاكلي، خرج عبد الله من منزل محمد وبالهمشغول بحال صديقه وكيفية مساعدته، وبدلا من أن يذهب للمنزل ، ذهب فورا للبنك وسحبمجموعة من الأموال تفك كرب صديقه، واتصل بصديقه المقيم في أمريكا لتسهيل إجراءاتالسفر، وعاد عبد الله إلى منزل محمد وفي يده 3 تذاكر ، فتساءل محمد : ولمن الثالثة؟ أجاب : إنها لي، لم أحبب أن أترك صديقي العزيز وحيدا، احتضنه محمد وذهبا هما وأم محمد إلى المطار بسرعة وركبا الطائرة وفي الولايات المتحدة كان بانتظارهم قريب عبد الله الذي توجه بهم لأقرب مستشفى لإجراء العملية .
نجحت العملية و انتهت على خير وسلام و عاد عبد الله ومحمد ووالدته إلى بلادهما ، وقد تعلما درسا مفيدا في الصداقة .
منقول للفائدة
الموضوع الاصلي
من روعة الكون