استيقظت من نومي قاصداً الغابة الصغيرة لأتناول فطوري اليومي لأول مرة وحيداً من الأعشاب اللذيذة والفواكه الطازجة، وقد تناسيت تماماً تحذيرات أمي المستمرة لي بعدم الخروج وحيداً للغابة، حيث أننا وببساطة من الديناصورات الآكلة للأعشاب و قد يفترسنا أحد الديناصورات الآكلة للحوم، لم أكن ألقي لتلك الكلمات بالاً، ربما لأنه أصبح لدي نوع من التبلد تجاا، فأنا أسمع تلك النصائح يوميا دون أن أرى شيئاً من المخاوف يتحقق في الواقع، لذا فقد قصدت الغابة لآكل كيفما أشاء ظانّاً أن كلام أمي نوع من الهراء، وبينما أنا أتجول في الغابة بحثا عن عشب لذيذ، سمعت صوتاً غريباً يأتي من خلفي، نظرت خلفي فإذا بي أرى الديناصور ريكس المفترس، الذي طالما شاهدت صوره في الجرائد الديناصورية، ولكن الوضع مختلف الآن فهو الآن ماثل أمامي لا أدي ماذا أفعل ، رأيته بعينيه الحمراوتين المشعتان غضباً، وأنيابه المتعطشة للدماء، ظللت أركض وأركض هرباً منه، ووصلت من السرعة مبلغاً حتى ظننت أني قد تجاوزت سرعة الضوء، وفجأة، لم أعد أسمع صوت ركضه ورائي، فالتفت بسرعة خاطفة خلفي فإذا بي أرى عمي و قد رمى بساهمه الديناصور ريكس فألقاه صريعا، كدت أطير من الفرحة، فقد كنت أظن أني هالك لا محالة، فاحتضنني عمي وعاتبني على الخروج وحيداً، وسلكنا دربنا عائدين لمدينة الديناصورات، وعندما وصلنا ، رأينا ما لا يصدق ، فقد انعقدت ألسنتنا من فرط الدهشة، فلقد كانت المدينة عبارة فقط عن أكوام من الرماد، بعد أن ضربها نيزك ناري فسواها بالأرض، اختفى كل شيء، تدمر كل شيء، الشوارع البيوت المدارس كلٌّ أصبح حطاما، ذهبت كالمجنون لبيتنا حتى أطمئن على عائلتي، فوجدت جميع من فيه صرعى، ندمت أني لم أسمع كلام أمي في آخر يوم في حياتها وأن أرضيها قبل أن تموت ، فلم أستطع تمالك نفسي ، فدخلت في نوبة بكاء حاد، لم يخرجني منها سوى شعوري بيد تمسك كتفي من الخلف ، فنظرت خلفي فإذا هو عمي يواسيني قائلا : ( لا تحزن يا بني، قد تكون هذه نهاية الديناصورات، ولكنها حتماً ليست نهاية الحياة، أكمل طريقك في الحياة وستكون أمك فخورة بك إن شاء الله ) ، بعدها خرجنا من المنزل وذهبنا للغابة القريبة للعيش فيها بقية حياتنا، و بموتنا انقرضت جميع الديناصورات .
منقول للفائدة
الموضوع الاصلي
من روعة الكون