لاحول ولا قوة الا بالله
هنادي هنادي محمد مباركي ابنة الثانية عشرة وستة أشهر ضحية جديدة من ضحايا الأخطاء الطبية، حيث تم قطف زهرة أخرى على يد أحد الأطباء؛ والسبب إبرة وضعت لها في مغذية كانت كفيلة بإخراجها جثة هامدة.
وتبدأ تفاصيل القصة باتصال هاتفي قامت به مديرة المدرسة التي تدرس بها هنادي تخبر فيه أمها بأن ابنتها تعاني من تقيؤ وعليكم الحضور إلى المدرسة للذهاب بها إلى المستشفى. وحين ذهبوا بها إلى مركز صحي أفادت الطبيبة الموجودة هناك بأن هنادي تعاني من نزلة برد بسيطة، وليس هناك ما يدعو إلى القلق وعادوا بها إلى البيت.
يقول والدها : " في مساء ذلك اليوم استمر القيء فذهبنا بها إلى مستشفى صامطة العام ومن هنا بدأت المأساة ، فور وصولنا إلى المستشفى أدخلت إلى قسم الطوارئ وأخذت لها بعض التحاليل، وقبل أن تصل النتيجة وضعت لها مغذية تبعتها إبرة أسيلت في المغذية نفسها، وبعد ساعة وصلت نتيجة التحاليل لتتفاجأ أم هنادي بركض الممرضة نحو ابنتها وسحب المغذية منها واستبدالها بأخرى، كذلك توجه الدكتور الموجود في القسم نحو ملف المريضة وسحب ورقتين منه واستبدالهما بأخرى وانشغاله بالكتابة في التقارير الجديدة مدة نصف ساعة مع ظهور علامات الخوف على وج واختلاسه النظرات على المريضة وأمها خوفاً من الملاحظة؛ ما يشير إلى أنه يقوم بالتغيير في التشخيص الذي كتب قبل خروج نتيجة التحاليل . الأم بدورها سألت الممرضة عن أسباب تغيير المغذية، فأجابت أن التي أعطيت لها من المحتمل أن تكون للأنيماء المنجلية؟! بعد انتهاء المغذية أمر الدكتور بخروج هنادي معللاً بأن حالتها سليمة ولا تحتاج لأي شيء أكثر مما أعطي لها.
ويضيف أبو هنادي في اليوم الثاني لم تستطع ابنتي الحراك من فراشها وشعرت بآلام شديدة في البطن وتسارع في دقات قلبها فذهبنا بها مرة أخرى إلى قسم الطوارئ وقاموا بإعادة السيناريو نفسه بوضع مغذية وأخذ بعض التحاليل، وأشار الدكتور في قسم الطوارئ إلى ضرورة تنويمها ووضعها تحت الملاحظة.
في صبيحة اليوم الثالث يقول الأب ظهر تغير واضح على شكل ابنتي، حيث أخذ وجا بالاصفرار والجسم بالانتفاخ، كذلك تنفسها لم يكن طبيعياً وآلام البطن أخذت تزداد في شدتها. في هذه الأثناء أمر الطبيب بذهابها إلى قسم الأشعة التلفزيونية ومنها تبين أنها تعاني من تضخم في القلب واستسقاء وارتشاح في الغشاء البلوري للرئة. وعند سؤالي عن سبب ذلك لم أجد إجابة من الأطباء.
واستطرد أبو هنادي قائلاً: ساءت حالة هنادي فنقلت إلى العناية المركزة وحصل جدل كبير بين الأطباء من يتسلم الحالة، والكل يريد إخلاء المسؤولية تحت صراخ شديد يثير الشك، ومدير المستشفى وكبير الأطباء على علم بذلك، واستمر الجدال لأكثر من نصف ساعة وهنادي تصارع الألم إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة والجدال ما زال قائماً، فلم يوقفهم سوى صيحتي: ابنتي ماتت.
ماتت
ماتت
ماتت
لا تعليق..،
فقد
ماتت
ماتت
ماتت
ماتت
اترد لكم التعليق
الموضوع الاصلي
من روعة الكون