انتبهوا:
"…كم مرة كنت فيها منغمسًا تمامًا في عمل شيء بالمنزل، ثم فجأة وفي توقيت سيئ للغاية، تسمع رنين الهاتف؟ أو كنت تحاول منذ زمن أن تخرج بمفردك، أو مع الأسرة، وعندما هممت بذلك إذا بالهاتف يرن أو كنت منغمسًا في لحظة خاصة بك أو مع شخص تحب، ثم يتكرر نفس الأمر.
القضية هنا تتمثل في إجابتك عن الهاتف من عدمها، فإن فعلت ـ كغالبيتنا ـ وأجبت عن الهاتف، فعليَّ أن أسألك عن السبب وراء ذلك؟ إن الإجابة عن الهاتف هي من الأمور التي نسيطر عليها تماماً، وقد أصبح الرد عليه في الوقت الحاضر – مع وجود أجهزة الرد على المكالمات، والبريد الصوتي - أمرًا غير حتمي كما كان في الماضي، وفي معظم الأحيان، يمكننا ببساطة أن نرد على الطالب في وقت آخر مناسب.
وتتمثل أكثر اللحظات التي تبعث على التوتر في إسراع أحد الأولاد للإجابة عن الهاتف، عندما نكون على وشك مغادرة المنزل في الصباح، والآن فبدلاً من الانطلاق في طريقي، سيتحتم عليَّ العودة إلى المنزل للنظر في أمر يقلق شخصًا آخر، وهو أمر لا يستحق ما ينفق فيه من وقت، وما يؤدي إليه من شعور بالتوتر، ومن الأمور اللطيفة التي أستخدمها لمنع ذلك، استعمال التليفون الذي به خاصية عدم إصدار رنين عند تلقي مكالمة ما، وفي بعض الأحيان، أقوم بتشغيل هذه الخاصية قبل أن يحين موعد خروجي من المنزل بثلاثين دقيقة، وبهذه الطريقة لن تكون هناك فرصة لرد الأولاد على الهاتف.
ومن البديهي، أنك سترغب – في كثير من الأحيان - في الإجابة عن الهاتف، ولكني أحثُّك على أن تختار بين الرد وعدمه بعناية بالغة. وعليك أن تطرح على نفسك هذا السؤال، هل ستُسَهِّل الإجابة على الهاتف في هذه اللحظة من حياتي، أم أنها ستزيد من ضغوطي؟ وبالرغم من السهولة الظاهرة لهذا السؤال، فإن اختيار عدم الإجابة عن الهاتف يمكن أن يكون – في لحظات معينة – قرارًا له أثر كبير، ويمكن أن يقلل من التوتر في منزلك.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون