باحثة: مركز هيئة يعتقل طالبات في المرحلة الابتدائية
مطالبات بعدم سجن الفتيات السعوديات المتهمات بـ"الخلوة المحرمة"
طالب أكاديميون ومختصون سعوديون في علوم الشريعة والقانون وعلم الاجتماع والنفس بعدم تعريض الفتيات الصغيرات والسيدات، لاسيما المتهمات منهن بـ"خلوة محرمة" مع رجال غرباء، إلى تجربة السجن مع المحكومات في قضايا جنائية لأن ذلك بحسب رأيهم قد يؤدي إلى هدم مستقبل الفتاة ورفضها من أهلها واشاعة الفاحشة في المجتمع، وجاءت هذه المطالبات في ندوة أقيمت في الرياض السبت 2-6-2007 بعنوان"السجين والمجتمع".
وقالت الباحثة د. أسماء الحسين، الأستاذ مساعد بقسم علم النفس بكلية التربية للبنات في الرياض، خلال طرحها لبحث تطرقت فيه إلى الحرمان العاطفي والاجتماعي للمسجونات"، انه لوحظ كثرة الفتيات المقبوض عليهن في خلوة محرمة من قبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد اعتقل مركز هيئة واحد فقط في إحصائية ترصد حالات القبض خلال فترة زمنية محدودة صادرة من مركز الهيئة نفسه 6 طالبات من السنة السادسة الابتدائية إضافة إلى 57 طالبة من المرحلة المتوسطة، و91 طالبة من المرحلة الثانوية و 38 فتاة من المرحلة الجامعية".
واستشهدت الحسين بسجينة أنهت المحكومية ولم يأت أهلها لزيارتها سابقاً أو استلامها لاحقاً وتخلى عنها ورفض استقبالها الجميع و بحسب الدراسات المحلية - والاستشهاد لايزال للحسين- هناك حالات لفتيات ونساء أنهين المحكومية منذ أكثر من عامين و لازالن مقيمات في السجن.
هدم مستقبل الفتيات
من جانبه انتقد د.محمد الصالح أستاذ الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض وعضو المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عدم الستر على النساء بصفة عامة والقبض على الفتيات في شبهات اعتبرها ضعيفة.
وقال"لا ينبغي التعويل على هذه الشبهات والقبض على الفتيات وإيداعهن الإصلاحية لأن هذا يعد هدم لمستقبل هؤلاء الفتيات ويشيع الفاحشة في الناس ونسبة كبيرة من النساء يتبرئ أزواجهن وأسرهن منهن ويجب أن نحد من القبض على النساء خاصة إذا لم يكن لدى تلك الجهات دليل قطعي واضح ولم تُعرف المقبوض عليها بالفجور وإشاعة الفواحش".
ودعا الصالح إلى بذل قصارى الجهود من جهات الضبط والقبض في السعودية وهي جهاز الشرطة وجهاز الحسبة، وأن لاتلحق الفتيات الصغيرات من لم يبلغن الثلاثين عاماً بالسجون بعد القبض عليهن واتهامهن بمايسمى في السعودية بالخلوة المحرمة في السيارة أو الأماكن العامة أو الأماكن الخاصة، وشدد على ضرورة أن لايسجن من النساء إلا من هي ضالعة ومعروفة بسلوكها طريق الشر، وقال "بلغني أن بعض الملفات الخاصة بقضايا المساجين تتعرض للضياع وخاصة ملفات النساء".
وفاة متهمين أثناء التعذيب
وأضاف الدكتور الصالح :نعلم أن هناك متهمين ماتوا تحت التعذيب وآخرين قتلوا ثم ثبت أن المجرم شخص آخر غيرهم، وطالب بفصل الشباب عن عتاة المجرمين والمحكومين في قضايا الديون، وذكر أن هناك جفافاً وغلظة في بعض العسكريين و إساءة إلى بعض السجناء وعدم إعطائهم فرصة لتقديم شكاواهم أو طلباتهم أثناء قضائهم مدة المحكومية.
وتابع انتقاده بقوله إن" هناك أخطاء تحدث في حق بعض المتهمين مثل إحضار المتهم إلى القاضي وتسجيل اعترافه ثم إلقاءه في السجن شهور أو سنوات بلا مبرر وكأن اعترافه أمام القاضي ضرب من العبث ، كما يوجد من ادخل السجن وهو لا يعرف التهم المنسوبة إليه لعام أو عدة أعوام".
السجينة التائبة "مرفوضة"
وترى فوزية احمد عباس مديرة سجن النساء بجدة لـ"العربية.نت" ترى إن تجربة السجن للمرة الأولى مثل تجربته للمرة العاشرة"من هنا اقترح عدم إيداع المرأة سجن النساء منذ ارتكابها الخطأ الأول تفادياً لأن تسلك طريقاً منحرفا قد لاتعود منه".
وأضافت: "المجتمع والأسرة والأقارب يرفضون المرأة لمجرد إيداعها في السجن حتى وان ثبتت براءتها فأسرتها ترفضها،وقد تعتبر المرأة فترة وجودها في السجن فترة نقاهة واستجمام وخوفها الحقيقي لايعود من البقاء في السجن بل من الخروج منه،ومواجهة المجتمع، من هنا أرى أن يكتفى بالمرة الأولى لارتكاب الخطأ بإبلاغ ولي الأمر واخذ التعهد بعدم التكرار وانا متأكدة من واقع خبرتي21عاما بالعمل في السجون أن التلويح والتهديد كاف، فالسجن مخيف في لفظة ومعناه لمن لم يدخله بينما من تتواجد فيه وتعيش التجربة قد تستسهل ذلك".
و تؤيد عباس فكرة بدائل السجن التي ارتفعت الأصوات المنادية بها في غالبية محاور الندوة كما اقترحت إحلال بدائل السجن للأعوام المهدرة خلف الأسوار وان تقدم السجينات خدمات اجتماعية للمجتمع مثل العمل في الدور الاجتماعية ودور الأيتام والعجزة وغيرها.
معاناة عاملات السجون
من جانب آخر، تذكر مديرة سجن النساء في المدينة المنورة إيمان يوسف لـ"العربية.نت" أن للعاملات في السجون معاناة مع وسائل الإعلام ، معتبرة ذلك عائد إلى قصور فكرة المجتمع على اختلاف مستوياته الثقافية عما يقدم في السجن.
ولفتت يوسف إلى أن دور الإعلام سلبي "وساهم مايعرض في الأفلام والدراما في نشر صورة بعيدة عن الواقع وغير حقيقية عن العاملات في السجون وكأنهن مذنبات،وصورهن بصورة نساء قاسيات بلارحمة مع كون العمل في السجون، إنساني وديني يكرس الاحتواء التام للسجين، ودعت إلى ضرورة أن يصحح الإعلام نظرته النمطية
:icon_mn::icon_mn::icon_mn:
الموضوع الاصلي
من روعة الكون