تربية الابناء
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع تربية الابناء
الحديث عن معالم التغيير السلوكي الواجب اتباعها حتى يتيسر لنا إحداث تغيير حقيقي في سلوك أبنائنا وإقناعهم بمساعدتنا في إحداث هذا التغيير:
[5] أحسن الاستماع إليه:
حتى يخبرك الشاب بمكنون صدره وخبايا نفسه لا بد من حسن الاستماع إلى النهاية حتى يمكنك تقييم الوضع بدقة ومن ثم إحسان التوجيه والصواب وتنبه 'إنما جعل الله لك أذنين وفم واحد حتى تتكلم نصف ما تسمع'.
ومهارة الاستماع لا بد من تعلمها ولها أشكال في التعبير للمراهق عن حسن الاستماع إليه ومنها:
1ـ النظر والتركيز على وجه المراهق مع عدم التحديق للعين.
2ـ إظهار الفهم لما يقوله بتحريك الرأس والتفاعل البسيط بالوجه إيجابًا أو سلبًا مع انفعالات.
3ـ تقليل ما يقطع الحديث كالنظر إلى غير المراهق أو الانشغال بغيره أو القيام لفعل شيء والعودة إليه وغيره.
وهنا لا بد من التأكد بدقة من صحة الرسالة المراد إيصالها من المراهق إلى محاوره، ويتم ذلك عن طريق الاستيضاح بمجموعة من الأسئلة التي توحي بالاهتمام من جهة وتضمن صحة الفهم من جهة أخرى.
1ـ أعطني مثالاً لتوضيح ما تريد؟
2ـ ما شعورك تجاه الموقف؟ وماذا تريد فعله؟
3ـ ما معنى هذه الكلمة؟ هذه الحركة؟ هذا التصرف؟
4ـ ما مدى أهمية هذا الموقف؟
5ـ هل لديك إضافات أخرى؟
[6] أعطه حرية الاختيار:
تريد أن تكسب الحوار فليكن ابنك شريكًا لك فيه.
لم لا تعطه الفرصة ليشارك برأيه حتى في الطريقة التي سيعاقب بها على التقصير والخطأ.
مجالات الاختيار:
أ ـ طرق حلول المشكلة.
ب ـ العقوبة نوعها وكميتها ومدتها.
ج ـ المكافأة نوعها وكميتها وكيف الوصول إليها.
د ـ أسلوب تنفيذ الأمر المطلوب منك.
تحديد: إياك والإهانة وتحطيم الآمال والطموحات على صخرة الواقع, دع للمراهق فرصة أن يحلم وأن يحاول تحقيق حلمه وادفعه إلى الأمام، ولا تثبطه وإياك أن يخرج المراهق محملاً باتهامه بالغباء وعدم الفهم.
وإلى الآباء والأمهات المتخصصين في تحطيم الطموحات والآمال ارفعوا أيديكم عن أبنائكم, فإن لم تناصروهم في أمالهم فلا تعينوا الشيطان عليهم وعلى تدمير طموحاتهم وأحلامهم.
[7] الإثابة عند الإنجاز والمعاقبة عند التقصير:
والمراد به شعور المراهق أنه لا شيء بلا مقابل, إن أحسن تتم إثابته، وإن أساء تتم معاقبته.
والإثابة تكون بتقديم كل محبوب ومرغوب لدى المراهق على قدر العمل المؤدى، وكذا العقوبة تتحدد أشكالها سواء كان بحرمان من محبوب أو المعاقبة باللوم سواء اللفظي أو البدني في الحدود الشرعية أو بالنظر، أو المعاقبة بخسارة بعض الحقوق والحرمان منها أو فقد ما كان قد وعد بالإثابة في حالة إنجازه.
[8] الباب مفتوح فهلم إلينا:
باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها, فلماذا نغلق أبواب العودة على أبنائنا بل وإعادة المحاولة مرات ومرات، ونسارع بفقد الأمل.
[9] الدعاء:
تنبه فدعاؤك مستجاب عند الله تعالى لولدك بنص الحديث، هذا إذا كان على ولدك فما بالك إذا كان له، فلا يفوتك هذا الباب فاستمسك فهو هو:
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
وأحسن الظن بربك أنه مستجيب لك: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
[10] لمسة أبوية حانية وكلمة دافعة:
لمس شعر الرأس والوجه والقبلة والاحتضان وكلمات من نوعية: أريد فهمك .. أنا فخور بك .. أنا موجود متى احتجتني ... أحبك, هذه كلمات تدفع الأبناء إلى بذل الغالي والنفيس ولا تكلف شيئًا.
تنبه:
في حالة البنت: البنت التي لا تجد حب أبيها سوف تبحث عن الحب في مكان آخر وسترضى بأية بضاعة، فهي لا تجيد التفريق بين البضاعة الفاسدة والصالحة.
في حال الولد: الولد الذي لا يجد الحب السليم في محيط أسرته وبيئته سيبحث عنه بالخارج، بما يستتبعه من التعبير عنه بوسائل غير سوية في حب الرفقة صالحة أو فاسدة، أو بالعلاقات غير الشرعية.
اختكم وردة وردية
الموضوع الاصلي
من روعة الكون