اللمسة الأولى لمسة أب ) )
عندما يغيب عنك َ الأمان ، مضطرا ً , أو باختيار منه , عندما يغيب عنك سندك في هذه الحياة , أو بمعنى آخر , يتجرد من كل عواطف الأبوة , و يتحول إلى شخص آخر , لا تناسبه كلمة أبي , و في كل مرة ينطق لسانك بكلمة أبي تجا تشعر بأنك مخطئ أو فاقداً لشيء لكبير في حياتك , فالأب إن غابت مشاعره , سببت ثلمة كبيرة في جوف الابن
اللمسة الثانية لمسة حـب ) )
عندما يكون بهو الحب في قلوبِنا فارِغ , لا يشغره أحد , مهجور لا يمر به أحد , عندما لا يفكر بنا أحد , نصبح في طي النسيان , و كأننا كمن تراكم الغبار عليهم كمن رحلوا من سنين عديدة , لكن الفرق بيننا و بينهم هو بأننا نتنفس نعيش , لا زلنا نحيا , لكن للأسف لا يقدرنا أحد , ربما لعيب فينا أردنا إصلاحه , وربما نجحنا و لكن الآخرون لم تتغير نظراتهم تجاهـنا
و عندما تتعلق بشخص ما إلى حد الجنون , و لا تراه يبادلك مثل الشعور ، لا يسأل عنك ، لا يهتم لمشاعرك تنهار و تتألم , لا رغبة لك بالعيش , و لا في متابعة الحياة , فالحب الذي هو أساس الحياة غائب عن أنظارنا
اللمسة الثالثة لمسة سـلام ) )
من جميعِ الجهات يحاصرك شعور باللا أمان , يحيط بك هذا السم و يكاد أن يخنقك , عندما نفتقر إلى أبسط الأشياء توفيرا , شيء من مقومات الحياة , يفتقره الأطفال يعيشون في خوف و توتّر دائم , فالخطر محدق بهم , وكيف لا يخافون ؟ ففي كل يومٍ يصبح ألف طفل يتيم , وألف امرأة ثكلى أرملة , متى يأتي زمن تحقيق الأماني
اللمسة الرابعة لمسة سـعـادة ) )
الأحزان , الآلام , الجراح و الطعنات , تلاحقك من مكان لآخر , تقتحم قلبك بلا إنذار , تتغلغل فيه ,تسري مع دماءك لتتوزع في الجسم , تقبع في كل عضو من أعضائك , و تؤلم مفاصلك بشدة , حتى لا تقوى على استقبال أي شعور آخر يضخه قلبك , فالعبء المرمي على كاهلك أكثر من طاقتك , بكثير
اللمسة الخامسة لمسـة شفقـه ) )
مفقودة هذه اللمسة عند من يشعلون الحروب , أو يحدثون الشرارة التي تضرم النار - المشاكل الكبيرة - هم أولئك الّذين يذبحون البشر , لا هم ليسوا ببشر , لأنهم باعوا كرامتهم , باعوا حرية أفكارهم , لتكون سجينة الآمر , أمثال الحكام أولئك الطغاة , سمحوا لذاتهم بالتجرد من الكرامة , أطاعوا غيرهم , حتى كادوا أن يعبدوا أوامرهم , هم كائنات بلا رحمة , بلا شفقــة
اللهم لا تحرمنا من هذه اللمسات المهمة في حياتنا , هذه اللمسات تشكل معنى الإنسانية , فمتى ما تجرد الإنسان منها , أصبح عديم الحياة عديم الفائدة
*
*
*
رحايل
الموضوع الاصلي
من روعة الكون