انتباه ايها السادة. نرجو من سيادتكم ربط احزمة المقاعد والتاكد منها جيدا
واخيرا انتبهت لهذة المقوله. والتى قالتها المضيفة منذ ثوانى.
واخيرا عدت اليكى يامصر .مضى اكثر من عشرين عاما ولم ارى ترابك .
فكيف انتى الأن ؟ وماذا عن شوارعك واهلك وناسك؟
اننى اتذكرهم جيدا .الشوارع والحوارىوالاهل والأصدقاءو.......
واول من تذكرته هى امى كم كان حضنك يا امى يمدنى بالدفئ والحنان
ولكن اين هو الأن و.....
سيدى لقد خرج جميع ركاب الطائرة.هكذا قالت المضيفة.
قلت لها \ المعذرة .وهممت فى الخروج من الطائرة . وخرجت.
ياه ....تنفست نفسا عميقاوكأننى خرجت من الماء بعد مده.او
ربما عدت.
واخيرا عدت اليكى يامصر.
صعدت الباص الذى سينقلنى الى صالة المطار . واخذت اتذكر.
تذكرت مدرستى الابتدائية وزملائى محمد وعلى واسماعيل.
تذكرت
جيرانى واصدقائى .تذكرت اول حب فى حياتى . تذكرت النيل العظيم
الذى يعطى بدون مقابل.تذكرت فرحة عائلتى بنجاحى ودخولى الجامعة
تذكرت الشربات والظغاريت والفرحة التى كانت على وجة امى.
توقف الباص وخرجت منه وتنفست مرة اخرى نفسا عميقا واسرعت
فى التخلص من الأجراءت.
مرحبا فى بلدك يا دكتور .هكذا استقبلنى كل من رأنى .
توجة لواء ودعانى لتناول قهوة معة .ووافقت بعد الحاح .
دخلت مكتبه وبعد لحظات قدم لى القهوة واخذ يحدثنى فى بعض الأمور
ولكننى لم اكن معه .كنت مع ذكرياتى .
كيف احسست بالظلم عندما تخرجت ولم استطيع العمل كمعيد .على
الرغم من اننى اول دفعتى.ورضيت بالعمل كمدرس اعدادى.
تذكرت عندما قتلنى الدكتور الذى كان يشرف على رسالتى بسرقهامنى
وسرقة خمسة اعوام من البحث والجهد.
وعند هذة اللحظة احسست بجرح مصر لى .
تذكرت يوم وفاة امى وحضنها الاخير لى والدموع التى فى عينيها.
ولم انسى تلك النظرة التى كانت فى عينيها والتى لم افهمها فى ذلك
الوقت.
وبعد وفاتها لم يبقى فى مصر اى شئ لى فخرجت منها وأنا معتقد
انها قتلتنى .
وقفت كى اغادر الغرفة فوقف اللواء وقام بتوديعى.
خرجت من المطار فوقف امامى على الفور تاكسى وخرج منة السائق
وهو يقول \مرحب بيك فى بلدك التانية يا خواجة .
قلت لة مبتسما \ انا مش خواجة انا مصرى .
وركبت معة .
فقال لى السائق\ وجى منين كدة انشاء الله؟
فقلت\ انجلترا.
فقال لى \ بس انت باين عليك انك أعدت فيها كتير يا باشا.
قلت متنهدا\ اكتر من عشرين سنة.
فظفر بقوة وقال \ياه دة عمر تانى .
وصمت بضع لحظات ليقول\ بس ولا مؤخذة ايه اللى رجعك ده الواحد
مابيصدق يسافر.
استغربت من جملته الاخيرة واخذت للمرة الثالثة نفسا عميقا واسترخيت
فى مقعدى واغلقت عينى.
واخيرا فهمت ان الوطن لا يجرح ولا يقتل ابدا وان الذى يجرح ويقتل ما هم
لا بشر اما الارض فهى كالآم .بل هى امى.
واخيرا فهمت نظرة امى لى.
وعزمت على شئ واحد هو اننى سأحيا فى مصر واموت فيها. فهى
وطنى وانا وانا مصرى.
ملحوظة/ هذة القصة خيالية . وكل ما ارجوه من كل عربى هو التمسك
بوطنة وبلدة
وشكرا لكل من قرائها
Molakem
الموضوع الاصلي
من روعة الكون