رحلت
كسرابٍ غذى في الأفقِ
جئته عَطِشاً
لأروي ظمأ قلبي
لكنهُ
تلاشى ريثَ وصولي
وترك قلبي يلهثُ آلماً
من شدةِ البأسِ العتيدْ
لماذا ؟
لماذا حُتمَ عليًّ
أن أبقى أحارب نفسي
أ لفقري الذي استنزف جأشي
أم
لحظي الذي عاف نفسي
أحببتها
وحُبها قد تَمَلَكَني
فأصبحتُ لديها رهناً
ولقلبها سجيناً
مُلكُ يديهِ حبٌ وحيدْ
عَشِقتُها
وعشقها قد جابَ وجداني
فصرتُ لكفيها جلداً
ولعينيها جفناً
كلَ همهِ أن يبقى سديدْ
كنتُ ولا زلتُ
أتنفسُها عشقاً أبدياً
وأستنشُقها عطراً بهياً
وأسمعُها لحناً بديعاً
وأراها طيفاً شجياً
فيُضاءُ وكري
من سُباتهِ البليدْ
وجاءت اللحظةَ التي
هدمت كلَ أركاني
وغدت
تصلبُ وتصلبْ
في فرحي العتيدْ
أخذت تستبحُني ممتلكاتي
وأنا لا أملكُ
غيرَ قلبٍ
ذاب في حبٍ
قد أعصفتهُ رياح الهوى
واستأنسته أعاصير النجوى
وملأته مياه الصدقِ والأمانةِ
ولم يعتريه
لا الكذبُ ولا الخيانةُ
بل كان لهم خصمٌ شديدْ
وجاء موعد الرحيل
وقتها
نبت في صدري جرحٌ عميقْ
أوقدَ في جوفي ألف حريقْ
أسعر اللظى وظلت الطريقْ
وأخذت تهشمُ وتهشمْ
كل ضلعَ حبٍ وطيدْ
أحاطتني الدهشة التي
بدت تقطع وجهي
وتغتال قسماته التي
كانت تحملُ بين طياتها
آمال حبٍ مجيدْ
ولكن
لحظةُ الحقيقةُ فتحت
أبواب دمارٍ
وحمَمَ بركانٍ ثائرٍ
وأصواتَ رعدٍ هائجٍ
وزلزالَ أرضٍ عنيدْ
حينها
تمنيتُ الموتَ
تمنيتُ الفناءَ
تمنيتُ الزوالَ
على أن أسمعَ خطوةٌ
من خطواتٍ مؤلمةٍ
حط عليها زمانٌ كاذبٌ
تُمَثِلُ بدايةَ رحيلَ غرامٍ
وطموحَ عشقٍ سديدْ
آهٍ
بل ألف آه
لحظة الحقيقة أبتْ ورفضتْ
أن تجني لي ثمار بذرٍ يانعٍٍ
غَرَستهُ بأناملِ شوقٍ ثاكلٍ
وسَقَيتهُ بقطراتِ دمٍ طاهرٍ
وغَطَيتهُ بجناحِ حنانٍ ذائبٍ
لكنني
حَصَدتهُ علقمَ شوكٍ مديدْ
الموضوع الاصلي
من روعة الكون