:eh_s(1):[color=FF0000]بسم الله الرحمن الرحيم
كان أحد العباد ورعاً شديد الورع، وكان كلما وقف للصلاة، متوجهاً نحو القبلة، تمثلت له الكعبة أمامه، فكان يراها رؤية العين، فيفرح بما يحظى به، ويزداد تقى وورعاً، وكانت زوجته مثله في تقاها وورعها، بل كانت أشد منه تقى وورعاً، فكان لا يراها الرائي، ولا يسمع صوتها رجل، وكان كلما حدثها زوجها بما يرى كانت تقول له: "لا تحسب أن ذلك بفضل تقاك وورعك، وإنما هو بفضل تقاي وورعي أنا، بل بفضل صيانتي عهدك، وحفاظي حرمتك"، وكان لا يصدقها فيما تقول، ويؤكد لها أنه يحظى بما يحظى بفضل تقاه هو وورعه.
وذات يوم أرادت زوجته أن تؤكد له دعواها، فعمدت إلى كفها، فأحاطتها بلفافة من قماش، ولم تترك منها بارزاً سوى عقدة واحدة من إصبعها الصغرى، وانتظرت حتى مر بباب الدار أحد الباعة، فاشترت منه شيئاً، وأتاحت له، وهي تدفع له ثمن ما اشترت، أن يرى تلك العقدة من إصبعها، ولما كان المساء عاد زوجها إلى البيت، فتوضأ كعادته، ونهض إلى الصلاة واتجه نحو القبلة، وهو يتوقع أن يرى الكعبة، ماثلة أمامه، ولكنه لم ير شيئاً، فصلى ركعتين، وركعتين، وركعتين، وكان في كل مرة يرتجي رؤية الكعبة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، فسارع إلى زوجته، يخبرها بالأمر، فمدت له أصبع يدها الصغرى، وناولته مدية، وقالت: "هذه أصبع يدي، اقطع منها عقدة، فترى ما كنت تراه من قبل"، فدهش العابد لما سمع، فألحت عليه أن يفعل، فلما سألها عن معنى ذلك، أخبرته بما كان، فأيقن أنه كان يحظى بما يحظى به، بفضل ورع زوجته وتقاها هي، لا ورعه هو، وتقاه.
منقوووول للافاده[/color]:more69:
الموضوع الاصلي
من روعة الكون